روايه إمرأه العقاپ

موقع أيام نيوز


هسكت أهو والله اتفضل عشان نبدأ الإنترفيو 
مسح على وجهه متنهدا الصعداء في عدم حيلة ثم بدأ مقابلة العمل معها وهو يسألها عدة أسئلة وكانت تجيب عليه برسمية تامة وجدية بعد أن تخلت تماما عن مزاحها وأسلوبها الطبيعي 
كان جالسا على مقعد عريض ووثير بالصالون وبيده فنجان القهوة يرتشف منه ببطء وهي تجلس على الأريكة المقابلة له تمسك بأحد الكتب وتقرأ فيه بتركيز فقد وصلت المعلمة منذ قليل وتعطي الدرس الآن لصغيرتهم في غرفة الضيوف 

كانت عيناه ثابتة عليها يتأملها في سكون ويفكر أنه كل اهتمامه وحبه كان منصب لتلك الخائڼة ولم يمنح لزهرته إي اهتمام وفي حين أنه أهدر الوقت عبثا في تجاهلها من أجل فريدة ا مهما حاول أن يشرح لها بالكلام مدى شعوره بالندم الآن لن يجدي بنفع لقد فات الآوان على الكلمات 
رفعت جلنار نظرها بتلقائية فالتقت بعيناه التي تتأملها بغرابة توترت لوهلة وسرعان ما اخفضت نظرها مرة أخرى للكتاب لا تعطي لنظراته اهتمام فوجدته يهتف بنبرة دافئة 
لو لسا حابة تخرجي ممكن لما تخلص هنا الدرس اخدك واوديكي
هزت رأسها بالرفض تجيب دون أن تنظر له 
لا شكرا مش عايزة خلاص 
وضع فنجان القهوة بجواره على المنضدة الصغيرة وانحنى بجزعة للأمام يغمغم بترقب لردها 
مش عايزة تعرفي عملت إيه مع فريدة ! 
جذب سؤاله انتباهها فتركت الكتاب من يدها وردت بجفاء 
تؤتؤ عشان مش مهتمة اعرف أساسا 
القت بجملتها عليه ثم استقامت واقفة وسارت باتجاه الدرج تصعد لأعلى قاصدة غرفتها حتى تقطع الحديث معه بينما هو فتأفف ماسحا على وجهه وبعد دقيقة بالضبط توقف هو الآخر يذهب خلفها صعد الدرج وسار نحو غرفتهم وعند وصوله فتح الباب ودخل فلم يجدها لكنه سمع صوت مياه الصنبور في الحمام تحرك إلى الأريكة وجلس فوقها ينتظر خروجها وبعد دقائق
قصيرة خرجت وهي تجفف وجهها بمنشفة بيضاء صغيرة تجاهلت وجوده وأكملت طريقها باتجاه الفراش لكنه قبض على رسغها ليوقفها متمتما 
بتتجاهليني ليه !! 
لم يعجبها ضعفها أمامه بالأمس عندما اعتذر منها هي لا تعترف بذلك الاعتذار ولم تصدقه ولن تدعه الآن يضعفها مجددا تمتمت ببرود 
أنا مش بتجاهلك إنت اللي عايز تشوفني بتجاهلك 
استقام واقفا وتقدم منها مغمغما 
قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا 
ابتسمت بمرارة وهدرت وهي تسحب يدها من قبضتها
يارتني كنت بعرف أكدب فعلا 
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف 
قولتلك مليون مرة متلمسنيش بكره لمستك ياعدنان فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
نهاية الفصل 
الفصل السادس والعشرون 
تراخت قبضته على كفها وتدريجيا سحب يده ببطء متطلعا لها بعينان يائسة لطالما أبدت له عن الكره الذي تكنه له في ثنايا
صدرها واعتاد أن يسمع منها ذلك الكلام لم يكن يبالي وربما لم يشعر بأنها تنبع حقا من قلبها معتقدا أنها فقط نابعة من ڠضبها منه وهذا ما يدفعها لتلك الكلمة باستمرار لكن اليوم شعر بصدق الكلمة غصبها وانفعالها من مجرد لمسة
والذي تبعه اعترافها بنفورها من لمسته وكرهها لا يعرف لما أحسها حقيقية ! 
قرأت هي معالم الحيرة الممزوجة ببعض الضيق على وجهه فاخفضت نظرها لأسفل تجده يسحب
يده ببطء تاركا يدها عادت ورفعت نظرها له تتطلع إليه بصمت للحظات عابرة تتلاقي فيها أعينهم معا هو يبحث عن أشارة تأكد له تكذيب الكلمة وهي تدقق النظر في عيناه بتعجب من نظرة الخيبة الظاهرة بهم كطفل كان يصدق حقيقة ويأمل في تحقيقها وحين لم تسير السفن كما تهوى نفسه خاب أمله ! 
شدت على محابس دموعها التي تجمعت بعيناها وردت عليه بجفاء امتزج بثباتها المزيف 
متقربش مني تاني لأن اعتقد مفيش حد فينا حابب يجرح التاني ندمك مش هيغير الحقيقة ياعدنان حتى لو أنا مقدرة ده ومتقبلة ندمك اللي متأخر مش هيغير حقيقة تهميشك ليا ولا حقيقة إنك إنت وبابا اعتبرتوني صفقة هو باع وإنت اشتريت وكمان مش هيغير أهم حقيقة وهي إنك مبتحبنيش
أبدا لم ينظر لها على أنها صفقة قد يكون اشترك حقا في تلك المؤامرة القڈرة ضدها لكنها دوما كانت زوجته قبل أن تكون أم ابنته ظهرت ابتسامة مريرة على شفتيه متمتما بنظرة تلمع بوميض مختلف 
بس غيرني أنا وده كافي إنه ممكن يغير كل اللي قولتيه دلوقتي
بادلته الابتسامة بأخرى مستنكرة ونبرة بائسة 
معتقدش
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة وتركته يمسح على وجهه وشعره متأففا بخنق وعدم حيلة ! 
كانت تمسك بيدها كوب اللبن الصباحي الخاص بها وتجلس بحديقة المنزل تنقل نظرها بحركة تلقائية في كل جهة لكن عقلها شارد بمكان آخر جذبها من شرودها صوت باب المنزل وهو ينفتح فحركت رأسها باتجاهه لترى حاتم يخرج منه ويتجه نحوها بخطواته الثابتة اشاحت بنظرها عنه وتصنعت عدم ملاحظتها له ادرك هو تجاهلها له عمدا فتنهد بخنق واستمر في الاقتراب منها حتى جلس على المقعد
 

تم نسخ الرابط