روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
أنهم هيصدقوا كلامك أساسا
عادت جلنار إلى مقعدها تجلس بارتياحية وتقول بثقة
لو عايز اثبت مستعدة اجيب الإثبات بس انتي هتفضلي بعيدة عني هفضل أنا كمان بعيدة عنك
رأت الضحكة تنطلق فوق شفتيه ترمقها باستهزاء وخبث ثم اختفت ابتسامتها وسكنت في مقعدها تكتفى بتبادل النظرات الڼارية معها !
يجلس هو وخالته حول طاولة الغذاء وعيناه تتفقد المقعد الفارغ من الطاولة فنظر إلى الخالة وسأل باستغراب
غمغمت فاطمة بنبرة عادية تماما
قبل ما ترجع إنت من برا خرجت قالت رايحة تعمل مشوار سريع وراجعة
استنكر الإجابة التي على حصل عليها وارتفع حاجبه اليسار بنظرات مدهوشة ثم هدر في حزم
خرجت إزاي هي متعرفش حاجة في مصر هنا وليه مقالتليش !
فاطمة ببرود أعصاب غريب
معرفش بس أكيد عارفة المكان اللي هتروحوا طالما خرجت وحدها متقلقش هي زمانها على وصول دلوقتي
بعد انتظار للحظات طويلة والكثير من الرنين أجابت أخيرا بصوت مبهج
الو نعم يا حاتم
إنتي فين
كانت نبرته بمثابة الڼار التي أحرقت بهجتها لكنها تحفظت بلطافتها وهي تجيب عليه
ردها كالبنزين فوق الڼار حيث لاحت الابتسامة الساخرة على شفتيه يرد بلهجة لا تبشر بالخير
نعم ياختي مع مين !!!
نادين ببساطة وهي تضحك بطريقة أثارت جنونه أكثر
مع رفيقي ياحاتم عم اقلك هو اجى زيارة على مصر وحب يشوفني فأجيت لاشوفه
سمعت صوته الغليظ يهدر في ڠضب
ومقولتليش ليه إنك هتطلعي ورايحة تشوفي البيه رفيقك ده
الو حاتم صوتك ما عم يوصلي
بدأ يفقد تمالك أعصابه فهتف بنبرة شبه مرتفعة مستغلا جملتها بأنها لا تسمعه
إنتي فين يانادين !
فهمت أنه ينوي المجيء إليها حتى يأخذها بنفسه فردت ببرود حتى تزيد من إشعال النيران أكثر
ما في داعي تيجي هو راح يوصلني بسيارته على البيت
غريب ومخيف قليلا كأنه شخص مختلف
يوصلك بسيارته !!! طيب معلش هقطع اللحظة على رفيقك واجي انا اوصلك للبيت ممكن !
استشعرت النيران الملتهبة التي تخرج من صوته إليها في الهاتف وكادت أن تضحك قبل أن تتمالك نفسها ووتتهرب من الرد عليه بذكاء كالمرة السابقة
حاتم الو ما عم اسمعك الشبكة هون كتير سيئة حاتم حاتم أنا راح اقفل هلأ وبرجع بتصل بيك بعدين تمام
رفيقي ! امممم وماله
ثم الټفت إلى خالته التي ترمقه مبتسمة كأنها تنتظر منه أن يخبرها بمحادثته معها وماذا قالت له فيبادلها هو الابتسامة لكن بأخرى مغتاظة ويجيبها متهكما
لما الهانم ترجع بسيارة رفيقها ابقى اندهي عليا
كتمت فاطمة ضحكة كانت ستنطلق فوق شفتيها وهي ترى غيرته تقتله ولا يتمكن من إخفائها وبمجرد رحيله وصعوده الدرج متهجا لغرفته
تركت العنان لضحكتها !
قبل أربع سنوات
صوتها المرتفع وشجارها مع أبيها كان يسمعه كل من يمر أمام غرفة المكتب رغم رفضها لذلك الزواج إلا أنه حدد الموعد غير مباليا لرغباتها سواء رفضها أو موافقتها أجبرها ووضعها أمام الأمر الواقع حتى لا تجد مفر سوى القبول والخضوع لقراراته القاسېة
خرجت من مكتبه وهرولت راكضة باتجاه الدرج ووجهها تملأه الدموع كله مازال عقلها لا يستوعب أن خلال أيام ستكون زوجة ذلك الرجل المجهول هي حتى لم تراه من
قبل كيف ستكون زوجته !
بينما تركض على الدرج والرؤية أمامها تهتز بسبب الدموع الممتلئة في عينيها اصطدمت برجل كانت وجهته معاكسة إليها هو يصعد الدرج وهي تنزل فارتدت للخلف وكادت أن تسقط لولا أنه أمسك برسغها وجذبها حتى تستعيد توازنها
كانت عيناه بندقية واسعة ولديه نظرة ثاقبة حاجب كثيف ومقتضب وشعر أسود غزير مع بشړة حنطية مائلة البياض بينما جسده فكان صلب وضخم
مقارنة بهيئتها الناعمة ملامحه القاسېة والصلبة ذكرتها بطائرها المفضل الذي يمتلك نفس العينان البندقية الواسعة والحاجب المقتضب حتى نفس النظرات الثاقبة التي تشعرك بأنها تخترقك طائر العقاپ
اضربت وابتعدت عنه تهتف باعتذار وصوت مبحوح
أنا آسفة
تطلع عدنان في وجهها الغارق بالدموع وعيناها الحمراء من فرط البكاء وشعرها المنسدل فوق كتفيها بعبث أصبحت وجنتيها البيضاء حمراء من بكائها وڠضبها هيئتها الناعمة والرقيقة كانت جميلة مع ملامح وجهها البريء وهي تبكي كالأطفال اللطيفة غضن حاجبيه واردف بتعجب
إنتي كويسة !
رفعت أناملها الرقيقة والمرتعشة تجفف دموعها وتوميء بالإيجاب متمتمة
أيوة بعتذر مرة تاني كنت نازلة مستعجلة ومخدتش بالي
أنهت جملتها واندفعت تكمل طريقها على الدرج للأسفل مسرعة فالټفت برأسه للخلف في استغراب ثم اعتدل وهم بأن يكمل هو أيضا طريقه لكنه لمح عقدا على الأرض انحنى والتقطه بأنامله يقلبه بين يديه بتدقيق ثم عاد فورا ينظر إلى الأسفل لكنها اختفت تماما فأغلق كفه على ذلك العقد وأكمل
متابعة القراءة