روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
بعد كلماتها لتبتعد عنه وتندفع نحو الحمام الملحق بالغرفة فيبقى هو مكانه للحظات حتى عاد صوت الطرق يرتفع من جديد مع صوت صغيرته الذي بات مبحوحا أخذ نفسا عميقا وتحرك نحو الباب ليفتح لها فيجدها تتطلع له بعينان تملأها الدموع
ألا يكفي لقلبي دموع والدتك حتى تزيدي إنتي العڈاب بدموعك أيضا !
هو بابي هيلاقيها من فين ولا فين ياحبيبتي بس ! متعيطيش والله مش بستحمل اشوف دموعك
مامي بتحبك زي وبتزعل لما تزعق
انتصب في وقفته وهو يحملها معه ويهمس بمرارة
امممم بتحبني أوي تعالي يلا ننزل تحت
ومامي
مامي في الحمام لما تطلع هتنزل ورانا
على الجانب الآخر بألمانيا تحديدا في مدينة برلين العاصمة
داخل إحدى المستشفيات وبغرفة خاصة بأكفأ الأطباء بالمستشفى كان جالسا فوق مقعده أمام المكتب يرتدي مئزره الطبي الأبيض ويمسك بيده صورة صغيرة قديمة إلا أنه يحتفظ بها جيدا فمن يمسك بها لا يتوقع أبدا أن تلك الصورة مرت عليها كل هذه السنوات ومازالت كما هي
طال الغياب وفقد حلو النظر لكنه لم يفقد ابدا لهفة اللقاء المحتوم
انفتح باب الغرفة فجأة بدون سابق إنذار ليدخل شابا يناضره بالعمر ويهتف بمرح يتحدث اللغة الألمانية
الطبيب هنا وبالخارج الجميع يبحث عنه !
لمرة واحدة فقط أطرق الباب
أولا
تقدم نحوه ليربت على كتفه بخفة هامسا بضحكة عذبة
وهل هناك خصوصية بيننا ياصديقي !
هز رأسه بعدم حيلة وقال
لا فائدة من الجدال معك اجلس وقل ما لديك
اقترب صديقه ليجلس فوق المقعد المقابل لمكتبه ويهتف في جدية هيمنت على صوته وملامحه
تنهد وقال بهدوء
صحيح ولا اطيق الانتظار حتى يوم العودة
أنت تمزح ! هشام إنت من أكفأ الأطباء بالمستشفى إن لم تكن أوشكت أن تصبح الاشهر على الاطلاق ببرلين هل ستترك كل شيء وتعود !!
ابتسم واجابه في بساطة
من قال أنني سأترك كل شيء سأواصل مهنتي ببلدي وربما بيوم أعود لبرلين مرة أخرى من يعلم !
اهلكك الشوق ولم تتحمل أليس كذلك !
لاحت ابتسامة مريرة على شفتي هشام الذي أصدر تنهيدة طويلة تبعها استقامته من مقعده وهو يلتفت حول المكتب ويربت على كتف صديقه بخفة هامسا في مداعبة
هيا ياصديقي لدينا الكثير من الأعمال وليس هناك وقت لنهدره في الحديث
توقف بسيارته أمام أحد الفنادق الضخمة ثم ترجل منها وقاد خطواته للداخل مرتديا نظارته السوداء فوق عينيه حتى وصل إلى مكتب الأستقبال وقف أمام الموظفة التي بدورها ابتسمت له ببشاشة وقالت
اتفضل حضرتك
حاتم بصوت جاد
حابب اعرف رقم الغرفة الموجودة فيها نادين سامي
اخفضت نظرها لشاشة الحاسوب التي أمامها تبحث بين نزلاء الغرف عن ذلك الاسم حتى عثرت عليها فقالت بإيجاب
آنسة نادين سامي تمام لحظة من فضلك بس هبغلها الأول
حاتم بحزم
ملوش لزوم هي عارفة ممكن تقوليلي رقم الأوضة
مطت شفتيها وقالت بنظرات دقيقة
الغرفة رقم 404 بالدور الخامس
لصق رقم الغرفة والطابق بذهنه ثم ابتعد وسار باتجاه المصعد الكهربائي ليستقل به ويضغط على زر الطابق الخامس وبعد دقيقتين تقريبا توقف وانفتح الباب فخرج وسار في الردهة طويلة يتفقد أرقام الغرف المدونة
فوق الأبواب حتى عثر على غرفتها فتحرك ووقف أمامه ليرفع يده ويطرق عدة طرقات ليست بلينة ولا قوية
لحظات قصيرة وفتحت هي الباب معتقدة أن خدمة الفندق قد وصلت بالفطار لكن تجمدت دماء وجهها وطالت التحديق به تحاول اختراق تلك النظارة السوداء التي تحجب عنها رؤية عيناه ونظراته ثم انتصبت في وقفتها بشموخ وقالت في خنق
خير
شو بدك !
نزع نظارته أخيرا عن عينيه فرأت نظرة مستاءة تمركزت في عيناه وهو يجيبها
لمي هدومك يلا عشان نمشي
خرج سؤالا شبه استنكاريا منها
لوين !
حاتم بحدة
على البيت يانادين ولا متخيلة إني هسيبك تقعدي في فندق هنا وحدك
ردت في برود استفزازي وابتسامة غير مبالية
بس أنا حجزت الطيارة لكاليفورنيا وموعدها المسا الساعة 6
استفزته واغضبته بشدة لكنه تحكم في زمام نفسه ليدفعها للداخل برفق ويدخل ثم يغلق الباب هاتفا بلهجة آمرة
مفيش مشكلة يتلغي الحجز
نادين بغيظ
راح ارجع ما بدي اضل هون بيكفي يا حاتم
تقدم منها بخطوات متريثة فتقهقرت هي لا إراديا للخلف حتى اصطدمت بباب الحمام الملحق بالغرفة أشرف عليها بهيئته وهمس في لهجة لا تقبل النقاش
مش هترجعي احنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض
رغم اضطرابها من قربه إلا أنها صاحت به پغضب
ما في شيء اسمه نحنا عم تفهم ولا إنت نسيت اللي سويته مبارح
لم يتمكن من كبح انفعالاته أكثر من ذلك فصاح بها في صوته الرجولي المهيب وعيناه المظلمة
لما تقضي اليوم كله مع راجل معرفش مين هو أصلا وتقوليلي
متابعة القراءة