روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
الصامت غير عابئا باتصالاته الكثيرة والتي في مقدمتهم اتصالات والدته كلما تتذكر ما عرفته بالصباح تستاء من تلك الحقېرة وتضحك في سخرية بنفس اللحظة
لا يمكنها أن تكون سيئة لهذه الدرجة حتى تشمت بوضع كهذا بل بالعكس هي أكثر من ناقمة على تلك المرأة المليئة بالقذارة لكن بطبيعة الأنسان الفطرية هناك جزء من داخلها يشعر بالنشوة لحكمة القدر وكأن القدر يأخذ حقها دون أن تبذل أقل مجهود حتى يبدو أنها لن تحتاج لتشعره بما شعرت به طوال السنوات السابقة فخېانة زوجته ستكون كافية وزائدة عن اللازم
وقفت بجواره ومدت يدها بالقهوة له فرفع نظره إليها وبتلقائية نزل لملابسها يتفحصها في نظرة دقيقة فليست من عادتها أن ترتدي مثل هذه المنامات بالمنزل لكنه لم يعقب وتصنع التجاهل ثم مد يده والتقط الفنجان من يدها هامسا بنبرة عادية
لم ترد وجذبت أحد المقاعد المجاورة لتجلس على مقربة منه وتقول بخفوت
أنا هاخد هنا ونروح نقعد يومين عند خالتو انتصار
رفع الفنجان لفمه وارتشف منه بتريث ثم رد عليها بلهجة صارمة لا تقبل النقاش
لا
اغتاظت من أسلوبه فقالت بحدة وڠضب
أنا مش بشاورك على فكرة أنا بعرفك
ادخلي الجو برد أو روحي نامي هيكون أفضل
التهبت عيناها وبقت تحدقه بعين
ڼارية كلها
غل وغيظ وبداخلها ټلعن نفسها التي ذهبت واشفقت عليه وقامت بعمل القهوة بل حتى هو يستحق ما فعلته فريدة به خرجت همسة مسموعة ومحتدمة منها وهي تقول
سمع همستها فالټفت برأسه نحوها وقال بعدم فهم رافعا حاجبه
استاهل إيه !
ثارت واقفة وهتفت
كل حاجة ياعدنان كل حاجة
رد عليها شبه منفعلا وهو يستقيم واقفا
أكيد اتحرقت القهوة لسا سخنة ابعدي
عبر ودخل إلى الداخل ورفع يديه لأعلى عند ياقة تيشرته ينزعه عنه من الاعلى ويلقيه بعشوائية بينما هي فهرولت للغرفة حتى تجلب له مضاد للحروق بحثت بالإدراج في تلهف حتى عثرت عليه فخرجت وعادت له فورا شبه راكضة فوجدته جلس على الأريكة وينظر لمكان الحړق أسرعت وجلست بجواره تبعد يده عن منطقة الحړق التي كانت أعلى البطن بالقرب من صدره وهتفت بقلق
رفع يديه دون أن يتفوه ببنت شفة وتابعها وهي تفتح العلبة الصغيرة وتضع مرهم بحجم عقلة اصبعها ثم وضعته على جسده وهي تمرر اصبعها بحركة دائرية على
المنطقة الحمراء بفعل الالتهاب رفعت نظرها له وسألت بعين تعتذر لما سببته
بتألمك جامد
أيوة ياجلنار إنتي بتسألي أسئلة ذكية أوي قهوة سخنة وادلقت عليا فكرك هتكون بتألمني ولا لا !!
وانتي بتكلمني كدا ليه أنا مالي هو أنا اللي قولتلك امسكني
رفع حاجبه مستنكرا
ردها بدلا من أن تشكره تنكر جميله رد عليها بابتسامة ساخرة
صح عندك حق انا غلطان كان المفروض اسيبك تقعي وتتكسر رقبتك
جلنار بمضض وخنق من أسلوبه
خلاص أنا آسفة معلش اللي حصل بسببي
لم يعقب فقط رمقها بصمت وتابعها وهي تكمل ما بدأت به للتو لحظة واثنين حتى غاص متأملا إياها لون شعرها المتغير الذي يميل للكستنائي لاحظه منذ أن رآها في أمريكا ولكنه لم يعقب وبكل مرة يقرر بأن يسألها متى غيرت اللون لا تسمح الفرصة بسبب شجارتهم الدائمة منذ عودتهم هذا اللون يليق بها بشكل مثير يجلعها تماما كشمس الصباح المشرقة حين تكون دافئة ومتوهجة بنفس اللحظة
خرجت همسة خاڤتة منه وهو يبتسم بنظرة إعجاب
غيرتي لون شعرك لما كنتي في أمريكا
ردت عليه باقتضاب
امممم وياريت بلاش تعليق سخيف أو
توقفت عن استرسال الحديث حين وجدته يمد أنامله ويبعد خصلاتها المتمردة من أمام عيناها ويتمتم بنظرة لئيمة مبتسما
ارتفع حاجبها بدهشة من رده غير المتوقع أليس تغزله بها شيء يدعى للذهول !! ابتسمت وقالت بازدراء
لولا إن القهوة ادلقت على بطنك كنت قولت حاجة تاني إنت متأكد إنك تقصدني أنا ! أصل
قاطعها للمرة الثانية وهو ينحنى عليها ويمد يده خلفه ليجذب التشيرت لوهلة ظنته سيقبلها لكنها حمدت ربها أنه لم يفعل توقف أمام وجهها قبل أن يبتعد وقال بلهجة حازمة ومغتاظة منها
تصبحي على خير يارمانتي
هو في إيه ماله ده !!!
توقف بسيارته أمام إحدى المقاهي ونزل منها ثم قاد خطواته إلى الداخل ودار بنظره بين الجميع بحثا عنها حتى وجدها تجلس بالقسم الثاني من المقهي المقابل للنيل على أريكة متوسطة الحجم مقابلة للماء تعرف عليها من شعرها وظهرها فتنهد بارتياح وفي تلك اللحظة دوى صوت رنين هاتفه فأخرجه وأجاب على الهاتف وعيناه معلقة عليها
أيوة ياخالتو
ميرفت بصوت مرتعد
طمني يا آدم لقيتها
غمغم بصوت رجولي خاڤت
لقيتها متقلقيش اهي قدامي
ميرفت برجاء
طيب متتأخرش يا آدم لأحسن أنا مش قادرة أقف على رجلي
متابعة القراءة