روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
تفوهت به استمر فقط في الاستماع إليها وهو يطالعها بنظراته الجامدة التي تثير الرهبة في النفوس من فرط هدوءها ثم وجدته يتقدم أكثر نحوها وينحنى على أذنها ويهمس بصوت يقارب لصوت فحيح الأفعى
إنتي آخر واحدة تعرف تكذب وبالذات عليا أنا لأن عنيكي بتفضحك خليكي بعيدة عن فريدة وملكيش دعوة بيها نهائي ياجلنار مفهوووم
مالك يابت قالبة وشك من وقت ما طلعنا
من المعرض كدا ليه ! حصل إيه فهميني
اكتمي خالص يا سهيلة بدل ما أمسك في زمارة رقبتك إنتي أنا اللي استاهل اني وافقت آجي معاكي
وهو أنا قولت حاجة يابنت المجانين أنا بسألك حصل إيه
تأففت مهرة بخنق وقالت بامتعاض
قابلته تاني
مين !
صاحت بها مندفعة
ما تركزي معايا إنتي كمان هيكون مين يعني !
أه الواد التركي اللي قرفاني بيه ده شوفتيه فين
في المعرض
عقدت سهيلة حاجبيها باستغراب وقالت بشيء من الاستهزاء
ليه هو تركي بجد ولا إيه ! هيعمل إيه في مكان كله ناس متريشة كدا
ضحكت مهرة على صديقتها وصمتت للحظات ثم قالت بابتسامة عريضة كلها حماس لرؤية تعابير وجهها بعد ما ستسمعه منها
لم تدرك ما قالته جيدا فردت عليها ضاحكة ببلاهة
ما تقولي يابنتي هو مين
ما انا قولت صاحب المعرض هي البعيدة مبتفهمش
لوحت بيدها وهي تلوى فمها بسخرية متمتمة
ياشيخة قال وأنا اللي
توقفت عن الكلام فجأة وقد استوعبت وادركت أخيرا ما كانت تقوله
آدم الشافعي !!!!
معرفش اسمه بس تقريبا هو طالما هو ده اسم صاحب المعرض
بظرف لحظة كانت سهيلة تمسك بهاتفها وبعد ثواني قليلة أظهرت صورة له على الهاتف ورفعتها أمام عيناها هاتفة بعدم تصديق
هو ده !
هزت مهرة رأسها بإيجاب فألقت سهيلة الهاتف بعدم اكتراث وغارت
ومتقوليش إزاي بقى هو ده اللي هزقتيه ياحمارة ھقتلك يامهرة واطفي ڼاري
احمر وجه الأخرى وهي تتلوى بين ذراعيها محاولة دفعها حتى نجحت بالاخير وصړخت بها وهي تلتقط أنفاسها
ابعدي هتموتيني بامبعقة بعدين ڼار إيه اللي تطفيها إنتي هطلة يابت
سهيلة بعد استيعاب وكأنها دخلت في حالة هيستريا
أنا هولع فيكي
مش بهزر ده بدل ما تستغلي الفرصة هو في حد يوقع في راجل زي ده ويطفشه من إيده يابنت الهبلة ولا حرام اغلط في خالتي والله ملهاش ذنب
صاحت به مهرة بعصبية من توبيخها لها
الله وأنا مالي هو اللي مش طايقني أصلا من أول مرة شافني فيها أنا يمكن النهارده صح زودتها لما اتريقت على لوحته وهو اتعصب فطردني
سهيلة بزمجرة وصدمة
عملتي إيه !
همهمت مهرة پخوف بسيط وصوت خاڤت خشية من ردة فعلها
اتريقت على لوحته
آاااه يارب إنت شاهد عشان لما اقټلها محدش يقولي عملتي كدا ليه !
هتفت مهرة بيأس وعبوس حقيقي
ما خلاص بقى ياسهيلة أنا صحيح كان عاجبني وأعجبت بيه وصدقت الموضوع في البداية وكنت مخداه بهزار بس بعد ما شوفت شكل المعرض النهاردة والناس اللي كانت فيه وإن المعرض بتاعه وواضح أنه من الناس العالية اللي في البلد ورجال الأعمال شيلت الموضوع من دماغي ماهو مش معقول واحد زي ده حواليه كله البنات دي هيبص لحد مننا ياسهيلة
سكنت سهيلة تماما وهدأت قسمات وجهها
المستاءة لتنعكس عليها البؤس والحزن على صديقتها وسرعان ما رسمت ابتسامة مرحة على شفتيها ونكزت مهرة في كتفها ضاحكة بمزاح
إيه هي الصنارة غمزت ولا إيه !
مهرة بضحكة خاڤتة لم تصل لعيناها ثم استقامت واقفة وقالت بهدوء
أنا هروح اعملنا حاجة نشربها بدل ما احنا قاعدين كدا شغلي حاجة على التلفزيون نتفرجها لغاية ما آجي
داخل المعرض
كانت أسمهان تجاور شقيقتها منذ قدومها ويتبادلون الأحاديث المختلفة فيما بينهم حتى انحنت عليها أسمهان وهمست بنظرات زائغة
امال فين زينة ياميرفت !
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وقالت
في البيت حاولت اخليها تيجي معايا بس مفيش فايدة مزاجها مش لطيف اليومين دول ومش حابة تخرج تروح أي مكان
أسمهان بضيق ملحوظ
إزاي بس وهي مناسبة زي دي ينفع متحضرش فيها دي حتى كانت مع آدم في كل التجهيزات
ميرفت زامة شفتيها بيأس
قولتلها كدا والله بس دماغها ناشفة إنتي عارفاها
همت أسمهان واقفة وهي تقول بابتسامة حماسية ورفض لفكرة عدم وجودها
أنا هقول لآدم واخليه يروح يجبها
قبضت ميرفت على يدها وقالت برزانة عقل وخفوت
لا بلاش يا أسمهان خليها على راحتها أنا حاولت معاها بس هي كانت رافضة وآدم مش هيزعل أكيد وهيتفهم الوضع
اختفت الحماسة من على وجه أسمهان التي نطقت اسم ابنها في استنكار بعد جملة شقيقتها الأخيرة
آدم
متابعة القراءة