روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !!
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة
وغامضة فتنهدت بعمق والتصقت به لتهمس أمام وجهه مباشرة
أنت عارف كويس إني مسحت الماضي من حياتي وآدم مكانته عندي حاليا كأخ ليا مش اكتر من كدا
سكتت للوهلة ثم تابعت بعينان تلمع بوميض زاهي يظهر بداخله الامتنان والعشق لكل ذرة حب لا تنطفأ بداخلها
غلبته رغبته وعقله الذي ېصرخ به أن يصنع من تلك اللحظات ذكرى لا تمحى ولا إراديا انحرفت نظراته لتستقر فوق شفتيها فدنى منها يسرق معها لحظات ستوثق
للأبد بذاك
كانت الصغيرة تجوب الغرفة إيابا وذهابا وسط همهماتها الطفولية الغير مسموعة وهي تدندن بفرحة فاليوم هو يوم عودة جدها من المستشفى بعد
بينما هي منشغلة بالتفكير في طريقة تستقبل بها جدها المړيض اقټحمت أمها الغرفة وهي تقول لها باسمة
يلا ياهنا البسي عشان جدو زمانه على وصول
انتصبت واقفة وقالت بلهفة
بابي معاه
يلا ياهنون عشان تلبسي إيه رأيك في الفستان ده
هنا بحماس وعينان لامعة
حلو أوي
اقتربت جلنار وچثت على قدميها أمامها ثم بدأت في مساعدة ابنتها بتبديل ملابسها والصغيرة لا تتوقف عن الغناء بمرح فراحت جلنار تشاركها الغناء وهي تضحك ووسط اللحظات الحافلة بالأجواء الإيجابية الجميلة سألت هنا بنظرة فضولية
ضيقت عيناها بتعجب وردت
أنتي عايزاني البس أحمر ليه
زمت هنا شفتيها وردت بكل هدوء طفولي جميل
عشان إنتي زهرة حمراء ولازم تبقى لابسة أحمر زي الزهرة
اندهشت من رد ابنتها فاستخوذ عليها السكون لبرهة من الوقت قبل أن تبتسم بحيرة وتسألها
مين قالك إني زهرة حمراء !
بابي دائما بيقولك كدا وكمان بيقولك يارمانة والرمان لونه أحمر هو بابي بيقولك رمانة ليه يامامي اشمعنى الرمان !
انطلقت ضحكة جلنار العالية على سؤال صغيرتها العفوي واجابتها وهي تكمل مساعدتها في ارتداء ملابسها
هنا بإشراقة وجه وعينان حماسية
طيب وأنا معنى اسمى إيه
احتضنت جلنار يدين ابنتها ودنت منها تلثم وجنتيها بحنان أمومي وتهمس بنبرة تنبع بالحب والدفء
إنتي الفرحة والسعادة والسرور زي ما كنتي فرحتنا أنا وبابي وسعادتنا لما نورتي حياتنا وكنتي فرحة بابي الأولى
ثم سكتت وتابعت بغمزة لعوب وهي تضحك بخفة
عرفتي بقى هو بيقولك هنايا ليه !
أماءت الصغيرة بإيجاب وهي
تبتسم باتساع وسرعان ما ارتمت على جسد أمها تعانقها هاتفة
أنا بحبك أوي إنتي وبابي يامامي
واحنا كمان ياحبيبة قلبي بنحبك اكتر
انتفضت بعيدا عن أمها فور سماعها لصوت باب المنزل وراحت تركض لخارج الغرفة وهي تصيح بفرحة غامرة
بابي وجدو جم بابي وجدو جم
استقامت جلنار واقفة وعدلت من ملابسها وكذلك شعرها ثم غادرت الغرفة بخطوات هادئة لكن في ثناياها ممتلئة بالشوق واللهفة لرؤية أبيها
بالأسفل نزلت هنا آخر درجة من درجات الدرج ورأت جدها أمامها فركضت إليه بلهفة تصرخ جدو لينحنى نشأت لمستواها ويحملها فوق ذراعين لاثما وجنتيها بشوق هامسا
وحشتيني ياحبيبة جدو
هنا برقة
وإنت كمان ياجدو وحشتني
عاد يلثم وجهها من جديد فسألته هي باهتمام
إنت بقيت كويس دلوقتي ياجدو
ضحك بخفة ورد عليها وهو يلتقط كفها يرفعه لشفتيه ويلثمه برفق
وهو حد يشوف الهنا ويفضل تعبان
لاحت بسمتها الخجلة على وجهها ولم تدم طويلة حيث صدح صوت جلنار الناعم وهي تتقدم نحو أبيها هامسة
حمدالله على السلامة يابابا
انحنى وانزل حفيدته من فوق يديه ليبسط ذراعيه أمامه يستقبل بهم ابنته التي انضمت لحضنه مردفة بشوق
وحشتني يابابا ونورت بيتك كله
نشأت وهو يلثم شعر ابنته ويضمها لصدره بحنو
البيت نور من وقت ما رجعتي ليا ياجلنار إنتي وهنا
جلنار بحب نقي
ربنا يخليك لينا يارب
تعلقت الصغيرة بقدم جدها وأخذت تشد بنطاله
بشكل متكرر حتى ينتبه لها وتهتف في عبوس وعينان منطفئة
بابي فين ياجدو
نشأت ببسمة هادئة
بابا راح يخلص شغل و جاي ياحبيبتي وهو قالي مش هيتأخر
مطت شفتيها للأمام بحزن وقالت بعينان تلألأت بالدموع وتذمر
هو قالي هيجي مع جدو أنا زعلانة منه
أنهت عبارتها الطفولية الحزينة واندفعت للأعلى حيث غرفتها تنوي المكوث بها والانفراد
بحزنها من أبيها بعيدا عن الجميع بينما بالأسفل الټفت نشأت تجاه ابنته وحدثها بلطف
روحي ياجلنار شوفيها
جلنار بهدوء وهي تمسك بذراع أبيها تساعده على الحركة
حاضر يابابا هروح أشوفها بس الاول تعالى اوصلك اوضتك عشان ترتاح شوية
سار معها ببطء تجاه الدرج يصعد درجاته بكل حذر وهي تساعده حتى انتهى ووصلوا لغرفته ساعدته على الاستلقاء فوق فراشه ودثرته بالغطاء جيدا ثم استدارت ورحلت حتى تقوم بتحضير وجبة الغذاء له وكذلك
متابعة القراءة