روايه إمرأه العقاپ
المحتويات
تطمئن على ابنتها
بتمام الساعة التاسعة مساءا
فتحت بدرية باب المنزل واستقبلت عدنان الذي دخل وأرسل لها بسمة بشوشة قبل أن يقود خطواته للطابق العلوى قاصدا غرفة ابنته وبيده
يحمل علبة كبيرة داخلها دمية إحدى أفلام الكرتون المفضلة لديها
تحرك بخطوات هادئة حتى لا يوقظ أحد بالمنزل وبالأخص نشأت وقف أمام باب غرفتها ومد يده يمسك بالمقبض ويديره لليسار برفق ثم دفع
هنا !
كانت الصغيرة تقف أمام النافذة تتابع بوابة المنزل منذ وقت طويل تنتظر وصوله وفور رؤيتها لسيارته تدخل لحديقة المنزل أسرعت تبحث بغرفتها عن مخبأ حتى تختبأ منه كتعبير طفولي لطيف عن ڠضبها وانزعاجها منه
سكت لبرهة يستشعر وجود أي حركة منها لكنها حافظت على ثباتها المزيف فكتم ضحكته وتابع بمكر يعني جيدا ما يقوله
أنا هسيب العروسة هنا بقى وأروح ادور عليها برا
انهى عبارته وتحرك بخطواته تجاه الباب مصدرا صوت بقدمه متعمدا حتى يؤكد لها أنه يغادر وعند الباب فتحه ثم أغلقه مجددا واسرع بعدها يتحرك بخطا حذرة نحو أحد أركان الغرفة يتخفي خلفها وبالفعل كما توقع لم تكن سوى ثواني معدودة حتى رأى باب الخزانة ينفتح وتخرج منه ببطء تتلفت حولها برأسها لتتأكد من رحيله وعندما لم تجد أحد غيرها بالغرفة خرجت بكل اطمئنان واسرعت ركضا نحو الفراش حيث توجد فوقه علبة دميتها المفضلة وراحت تخرجها من علبتها وتمسكها بين يديها وهي تضحك بسعادة غامرة وتقفز فرحا
حين غرة انحنى وحملها فوق ذراعه وهو يقول ضاحكا
مسكتك يا مكارة بتستخبي مني !
أصدرت هي صړخة عالية مڤزوعة وسرعان ما تحولت لضحكة عالية لكن لم تدم ضحكتها كثيرا حيث زمت شفتيها بحزن وقالت
لا أنا زعلانة منك يابابي عشان قولتلي هتيجي مع جدو الصبح ومجيتش
دنى منها ولثم شعرها ووجنتها بلطف هامسا في اعتذار حقيقي
طيب اوعدك مش هتتكرر تاني
التفتت له وقالت بنظرة قوية تماما كنظرة أمها
وعد !
أماء لها بالإيجاب وهو يبتسم فسكنت قليلا ثم ابتسمت هي الأخرى بدورها وراحت ترتمي عليه تعانقه وهي تهمس بنبرة تسلب العقول
وأنا بعشقك ياهنايا وفرحة وسعادة بابي ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك دايما إنتي وماما
دامت عناقها لأبيها للحظات طويلة حتى ابتعدت عنه ونزلت من فوق ذراعيه لتبدأ في إخراج دميتها من الكيس الشفاف الذي يحاوطها وهي تضحك بحماس لكن سرعان ما عبس وجهها عندما راحت تبحث عن بطل الكرتون وحبيب الدمية رابونزل لتقول بحزن
فين يوجين يا بابي !
غضن حاجبيه باستغراب ورد بجهل
مين يوجين ده !!
ردت بكل براءة وحزن
ده الولد اللي بتحبه رابونزل
استحوذ عليه السكون الممزوج بدهشته من ردها لكن ما ابتسم بزيف ورد محاولا تخطي الأمر
بتحبه !!! لا هي حلوة وحدها كدا
لم تنتبه لعبارة والدها وكانت منشغلة بشعر الدمية الطويل وقالت بتلقائية وهي تبتسم
عارف يابابى دي شعرها سحري أول ما تغنيله بينور اوريك
هز لها بالإيجاب فراحت هي تمسك بالفرشاة الصغيرة الخاصة پالدمية وأخذت تسرح لها شعرها كما
كانت تشاهدها في الكرتون وبدأ صوتها الجميل يظهر وهي تغني برقة
ياوردة المعي خلي القوة يرجع اللي كان اللي ضاع زمان خففي الچروح رجعي اللي فات يرجع اللي كان يرجع اللي ضاع ضاع من زمان
توقفت بعد انتهاء الأغنية ولم
تجد شعرها يضيء فراحت تصيح وتبكي بحزن
شعرها مش بينور ليه !!!
قهقه عاليا واجابها من بين ضحكه محاولا تهدأتها
ياحبيبتي دي عروسة مش حقيقية شعرها هينور ازاي لما تغنيلها بس
هنا پبكاء حقيقي
طيب إيه رأيك اغنيلك أنا لغاية ما تنامي
هنا باعتراض وحزن
لا أنا شعري مش سحري زيها ومش هينور
رفع أنامله وراح يغلغلها بين خصلات شعرها الكستنائية الحريرية وهو يبتسم ويقول
بحب
إنتي شعرك أحلى منها ياحبيبتي وأجمل شعر شفته في حياتي
اختفى حزنها وتطلعت إلى أبيها تهمس باسمة
بجد يابابي !
طبعا ياروح بابي
عانقته بحب ودفنت وجهها بين ثنايا صدره
متابعة القراءة