ادم

موقع أيام نيوز


هقفل دلوقتى .. باى
قال بدهشة 
باى
فتح جهازه وهو يتمتم لنفسه بحنق 
ابتدينا شغل المراهقة
نظر آدم الى حسابه ليجد رسالة مرسلة من آيات فتحها ليجد فيها 
أحبك .. أنت كل عالمى
أحبك .. أنت وحدك فارسي
أحبك .. فى كل وقت أنت معي
أحبك ! .. هذا أول مقاصدى
أعشقك ! .. ها أنت فهمت مشاعرى
أتمناك ! .. أنت فى قلبي فعى

أنت

فارس أحلامى
أحلامى رجلا لا يوصف
وكل صفاته بيك توصف
لم يكن صدى تلك الكلمات فى قلب آدم سوى السخرية والتهكم .. ظل ينظر اليها بأعين بارده وقلب أبرد .. ثم أمسك هاتفه .. وبمجرد أن ردت آيات قال هامسا 
وانتى فتاة أحلامى
وضعت آيات كفها على قلبها علها تبطئ من وقع دقاته .. وابتسمت فى سعادة وهى تقول له 
ربنا ما يحرمنى منك يا آدم
مر الإسبوعين بسرعة وببطء .. فكان وقعهما على آيات كالسحر .. كالتحليق فى الفضاء .. كنسمات الربيع .. أما على آدم فكان وقعها كئيبا رتيبا مملا .. يتمنى أن تجرى الأيام ويمضى الشهر سريعا لينهى لعبته .. فى أحد الأيام وقف آدم أمام باب الفيلا فى انتظار خروج آيات .. كانت آيات تتخير الأوقات التى لا يكون والدها فى البيت .. حتى تستطيع وضع زينتها كما تريد .. فهى تعلم أن سكوت والدها على وضعها الميكياج يوم أن تقدم آدم لخطبتها والأيام التى تلته فقط من أجل أنها عروس ولم يرد ازعاجها .. لكنها تعلم جيدا أن لصبره حدود .. نزلت درجات الفيلا وعيناها معلقتان ب آدم الذى اختار اليوم ارتداء الجينز .. ابتسمت له قائله بمرح 
أول مرة أشوفك كجوال
ابتسم ابتسامته الساحرة وسألها بمرح 
طب ايه أنهى ستايل يعجبك أكتر 
قالت بصدق 
حبيبى أنا بحبك مهما لبست .. حتى لو لبست جبه وقفطان
ضحك آدم قائلا 
طيب بس لتلاقيني فى مرة عملها بجد
صحكت قائله بعند 
برده هحبك متحاولش
جلست آيات فى السيارة والتف آدم ليجلس بجوارها ثم ابتسم قائلا 
حبيبتى عايزه تروح فين النهاردة 
صمتت قليلا ثم قالت 
ايه رأيك نتمشى على النيل
قال بدهشة 
نتمشى على النيل
قالت بسرعة 
أيوة .. ايه مش عايز
قال بلامبالاة وهى ينطلق بيارته 
فكرت هتقولى نعد فى مكان يعني
قالت بصوت طفولى 
زهقت .. وكمان مش بحب الأماكن المقفوله .. بحب أوى أقف أتفرج على النيل .. كنت أنا و أسماء نخرج نتمشى على النيل ونقف ونسرح ونتكلم لحد ما نزهق
توقف آدم فى حد المناطق الهادئة .. نزلت آيات ووقفت تنظر الى النيل بسعادة ونسماء الليل تداعب وجنتيها .. نظرت الى آدم الواقف بجوارها تتأمله ثم التفتت اليه وقالت فجأة 
آدم انت فى حاجة مضايقاك 
الټفت اليها قائلا بدهشة 
ليه بتقولى كده 
قالت بحيرة 
مش عارفه .. ساعات بحس كده .. ساعات بحس انك مضايق من حاجه أو مخڼوق من حاجه
صمت آدم وهو ينظر اليها لا يدرى ما يقول .. فأكملت قائله بحنان 
آدم مش أنا حبيبتك وبعد اسبوعين ان شاء الله هكون مراتك .. يعني لو فى حاجة مضايقاك قولى عليها وفضفض معايا يمكن ترتاح
ظل آدم ينظر اليها وهو يرى مشاعرها الصادقة تجاهه .. أشاح بوجهه بسرعة وأخذ يتطلع الى النيل ثم عاد ينظر اليها وهو يرسم ابتسامه على ويقول 
لا يا حبيبتى أنا مفيش حاجة مضايقانى .. متشغليش بالك انتى
ابتسمت آيات له ثم وضعت يدها على ذراعه التى كان يستند بها الى السور وقالت 
ماشى يا حبيبى .. بس خليك فاكر وقت ماتحب تتكلم مع حد أنا موجوده
ارغم نفسه على الإبتسام ووضعه كفه فوق كفها الممسكة بذراعه وقال لها 
مكنتش أعرف انك بتحبينى أوى كده
نظرت اليه بعتاب قائله بصوت متهدج 
اخص عليك ازاى تقول كده .. أنا بحبك أوى يا آدم بحبك بجد .. عشان كده بضايق أوى لما بحس انك ممكن تكون مضايق
شعر بالإختناق وهو يستشعر صدق كلماتها .. قال فجأة 
يلا نمشى
قالت بإستغراب 
ليه فى حاجه 
قال پحده 
لا بس افتكرت معاد مهم
شعرت آيات بالدهشة من تصرفه لكنها لم ترد مضايقته بكثرة الأسئلة .. أوصلها الى الفيلا .. ودون أن يوجه لها كلمة .. فقالت أن تنزل من السيارة 
طمنى عليك لما توصل البيت
هز رأسه قائلا 
ماشى
خرجت آيات وأغلقت الباب لينطلق آدم فى طريقه .. كان يشعر بالضيق والحنق .. لا يدرى لما شعر بذلك .. ظل يسير بسيارته وهو يحاول ازاحة هذا الشئ الذى يجثم على صدره ويحاول خنقه
هتفت إيمان پغضب بعدما أخبرتها والدتها بأمر العريس الجديد الذى يريد أن يتقدم لها 
مش هقابله يعني مش هقابله
قالت أمها پحده 
يعني ايه مش هتقابليه
قالت إيمان بعند 
يعني مش هقابله .. مش عايزة أتجوز
هتفت أمها پغضب 
يعني ايه مش عايزة تتجوزى يا بت انتى .. اټهبلتى فى عقلك ولا ايه .. لا اتظبطى لأظبطك متطلعيش جنانك عليا
هتفت إيمان وقد بدأت فى البكاء 
انتى ليه مش عايزة تفهميني يا ماما .. أنا تعبت بأه مش كل شوية حد ييجى ويمشى ويتصل يقول معلش مفيش نصيب .. كفاية بأه مش عايزة أتجرح تانى
صاحت والدتها وهى تغادر الغرفة 
أهو ده اللى انتى فالحة فيه كل شوية عياط وغم .. هتقابليه ورجلك فوق رقبتك ولما ييجى أبوكى يبقى يشوفله صرفه معاكى
أغلقت الباب خلفها پعنف .. فجلست إيمان على ها تبكى الى أن شعرت بالإرهاق فنامت ودموعها تبلل وجهها
استيقظت فوجدت الجميع قد آووا الى فرشهم .. توجهت الى الثلاجة وأخرجت بعض الطعام وتوجهت الى غرفة المعيشة واشعلت التلفاز بصوت منخفض وجلست تأكل بنهم .. بعد عدة دقائق تذكرت أمر ذلك العريس .. توقفت عن تناول الطعام وقد بدت عليها الحيرة .. قامت وتوجهت الى الثلاجة وأعادت الطعام الى مكانه وقامت وتوضأت ودخلت غرفتها تصلى لله عز وجل وتدعوه ألا ټجرح تلك المرة
توقف آدم بسيارته فى احدى دور سينما السيارات والتى كانت تتميز بالهدوء .. الټفت وابتسم ل آيات الجالسه بجواره فبادلته الإبتسام .. نظر آدم أمامه .. لم يكن يعى حرفا مما يدور على الشاشة .. لأنه كان شاردا .. ويفكر بعمق .. الټفت ينظر الى آيات التى اندمجت فى تناول الفيشار وهي تنظر الى الشاشة بترقب شديد وقد استهواها الفيلم الذى تتابعه .. شعر آدم وهو ينظر اليها بأن فيها شيئا من البراءة .. رغم الملابس الضيقة الملفتة المٹيرة التى كانت ترتديها وحجابها الغير محكم على رأسها والذى أظهر رقبتها كاملة .. ورغم المكياج الذى أبرز ملامح وجهها وأعطاها عمرا أكبر من عمرها .. إلا أن شئ واحد فيها ظل يشع براءه .. ابتسامتها .. تلك الابتسامه العذبة التى ترتسم على وجهها حال رؤيته .. وتتسع حال فرحها .. وتختفى اذا تضايقت .. و تزداد رقة كلما قال كلمات تخجلها .. تلك الإبتسامة التى تعلن عن نفسها وعن طهرها وبرائتها وسط كل تلك المظاهر التى يكرهها آدم .. شعرت آيات بنظراته فالتفتت تنظر اليه .. بمجرد أن تلاقت أعينهما ابتسمت .. ابتسمت عيناها شفتاها .. حاول الإشاحة بوجهه فلم يستطع .. شعر بالضيق وبالإختناق مرة أخرى .. شعر مرة أخرى بذلك الشئ الذى يجثم على صدره بقوه .. أراد هذه المرة أن ېقتله وأن يمنعه من التواجد بداخله مرة أخرى .. أراد أن يزيحه من طريقه تماما .. فكر .. للحظات .. ولم يجد إلا طريقا واحدا ليقضى على هذا الشئ أن يظهر أكثر ويعلن عن نفسه .. مد يده ليتلمس وجنتها .. ابتسمت بخجل وهى تطرق برأسها .. ثم رفعت رأسها لتنظر اليه مرة أخرى .. لكن ابتسامتها تلاشت عندما وجدته ينحنى نحوها ل .. ي .. شعرت بالصدمة وتجمدت .. لم تمنعه .. لم تعترض .. لم تتحرك .. أنهى ته التى استغرقت ثوانى معدودة .. ثم اعتدل فى جلسته وهو ينظر أمامه يتأمل شاشة العرض وهو يبتسم ابتسامة رضا .. أخيرا قضى على هذا الشئ .. للأبد
عادت آيات الى الفيلا وعلامات الوجود على وجهها .. أت عليها حليمة لتقول 
حمدالله على السلامة يا بنتى .. أحضرلك الأكل ولا اتعشيتي مع خطيبك
قالت آيات بصوت مضطرب 
مش عايزة يا دادة
صعدت الى غرفتها وعينا حليمة تتابعها بقلق .. دخلت آيات غرفتها وأغلقت الباب .. جلست على ها فى الظلام .. لا ينير الغرفة سوى ضوء القمر المتسلل عبر الشرفة .. جلست فى مكانها متجمده كالتمثال .. ونظرات عينيها غائرتان .. وضعت أصابعها على تتلمسهما وهى تتذكر آدم .. شعرت فجأة بقشعريرة تجتاح جسدها وبنغزات الدموع فى عينيها .. أخذت نفسها طويلا وشعور الضيق يتزايد بداخلها .. أخرجت هاتفها واتصلت ب أسماء التى أجابتها قائله 
ايه ده معقول .. مش متعودة يعني انك تعبريني فى الوقت ده .. من ساعة ما اتخطبتى وانتى الوقت ده حجزاه لخطيبك .. نفسى أفهم مبتزهقوش رغى
قالت آيات بصوت مضطرب مبحوح 
أسماء أنا مضايقه أوى
قالت آسماء بجديه 
ايه فى ايه .. ايه اللى حصل اوعوا تكونوا اټخانقتوا
قالت آيات بإضطراب 
لا مش كده
ثم صمتت .. فحثتها أسماء قائله 
فى ايه يا بنتى متتكلمى
عضت آيات وهى تقول بحنق 
حصلت حاجة مش عارفه حسه انى مضايقه
قالت أسماء 
طيب متفهميني ايه اللى حصل عشان أبقى فاهمة انتى بتتكلمى عن ايه
زفرت آيات بضيق وهى تقول بصوت خاڤت لا يكاد يسمع 
آدم بسنى
ضحكت أسماء بشدة وهى تقول 
وقعتى قلبي أنا قولت مصېبة حصلت
قالت آيات بضيق 
طيب قوليلى
قالت أسماء ضاحكة 
أقولك ايه يا بنتى .. أنا مش فاهمة اصلا انتى مضايقه ليه
قالت آيات بحيرة 
يعني اللى حصل ده عادى
قالت أسماء بتهكم 
والله يا آيات اللى يسمعك كده يقول طفلة فى ابتدائى
هتفت آيات پغضب 
خلاص يا أسماء .. أنا أصلا غلطانه انى اتصلت بيكي .. باى
هتفت أسماء بسرعة 
يا مچنونة استنى .. طيب خلاص حبه جد بأه .. انتى ايه مضايقك دلوقتى 
قالت آيات پحده 
معرفش مضايقه وخلاص .. حسه ان أنا مضايقه
قالت أسماء 
طيب مش انتى بتحبيه يا آيات 
قالت آيات بسرعة 
جدا وانتى عارفه
قالت أسماء 
وهو بيحبك 
قالت آيات بثقه 
أيوة بيحبنى
هتفت أسماء قائله 
يعنى انتى بتحبيه وهو بيحبك ومخطوبين وهيتكتب كتابكوا بعد اسبوعين وباسك .. فيها ايه دى 
صمتت آيات .. لا تدرى ما تقول .. فقالت أسماء 
متردى يا بنتى
قالت آيات بقلق 
حسه

ان كده غلط .. وكمان أنا خاېفه آدم ياخد فكرة وحشة عنى
قالت أسماء بإستغراب 
انتى عبيطة يا آيات كل المخطوبين بيعملوا كده
قالت آيات بنبره حزينه 
أنا حسه بالذنب أوى .. مش عارفه يمكن عشان أول مرة يحصل كده .. مش عارفه بس حسه .........
قاطعتها أسماء قائله 
يا بنتى متكربيش الموضوع
صمتت آيات قليلا ثم قالت بأعين دامعه وصوت مرتجف 
بس يا أسماء أنا سمعت فى مرة شيخ بيقول ان لو حصل حاجات زى دى بين اتنين مش متجوزين ربنا مش بيباركلهم فى
 

تم نسخ الرابط