ادم
أحد المقاعد تعقد ذراعيها أمام صدرها .. شارده .. تنظر أمامها .. عاقدة حاجبيها .. اقترب منها .. رغما عنه لاحت ابتسامه على .. كاد أن يقترب أكثر ويتحدث معها .. إلا أنه تذكر ما حدث لها بسببه .. وبما قيل عنهما فى الصحف .. نظر حوله ليجد الأمر لا يخلو من وجود بعض الأشخاص هنا وهناك .. عاد ينظر اليها مرة أخرى بحسرة وهو يتمنى الإقتراب منها .. فى تلك اللحظة التفتت .. فتلاقت نظراتهما .. شعرت بالدهشة وهى تراه أمامها .. ود لو اقترب منها وتحدث معها .. لكنه خاف عليها من نظرات الناس وكلامهم .. أطرق برأسه وتنهد بأسى .. وأرغم نفسه على التوجه الى حيث أوقف سيارته .. تابعته آيات بعينها فى دهشة .. ترى لماذا أتى .. ولماذا وقف ينظر اليها .. ولماذا ذهب .. عادت لتلتفت أمامها وهى توبخ نفسها عن الإهتمام بأمره ... حثت نفسها قائله .. لا شأن لك به فليفعل ما شاء وقتما شاء !
والمشكلة دى هنتصرف فيها ازاى
قالت آيات بأسى
مش عارفه بس لازم نشوف حل .. مش معقول كل شوية نلاقى هجوم فى جرنال شكل
قال كريم وهو يزم بضيق
مفيش حل غير اننا نزود اعلاناتنا فى الجرايد .. ونعمل عروض دورية .. ونحاول على أد ما نقدر منديش للصحافة مادة تتكلم فيها
حتى لو مدينهمش مادة برده هيتكلموا .. دول ناس معندهمش ضمير .. بس سيبهم للى خلقهم .. ميعرفوش ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على قول الزور أنه من أكبر الكبائر .. ربنا ينتقم منهم
قال كريم وهو يتفحص الأوارق أمامه
خلاص كده يعتبر اتكلمنا فى كل حاجة تقريبا
تنحنح على قائلا بحرج
على فكرة يا كريم .. ان شاء الله والدى ووالدتى جايين بكرة العين السخنة
ينوروا
قال على مبتسما
الله يكرمك .. انا بس كنت عايز أستأذنك انهم يعدوا فى شقة فى نفس العمارة اللى احنا فيها .. فى شقة هتفضى النهاردة ان شاء الله
هتف كريم على الفور
انت بتقول ايه يا راجل عيب عليك تستأذنى ايه .. دول على عينا وراسنا
ابتسم على وقال وقد احرجه ترحاب كريم بأهله
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتى إيمان وقد أسعدها ترحيب كريم بزيارة أهلها للقرية .. أتى كريم اتصالا فنهض قائلا
بعد اذنكوا
خرج كريم من المكتب وجلس الجميع ينتظر عودته .. لا تعلم لماذا قالت ذلك الكلام فى هذا الوقت .. لكنها اندفعت فجأة قائله
على فكرة أنا مبحبش الرجالة اللى بتفضل تتكلم بالقران والحديث لانهم أول ناس هتحلل لنفسها انها تتجوز على مراتتهم
وكل حاجة بيعملوها بيحللولها لنفسهم بالحديث والقرآن ومحدش يقدر يغلطهم
ساد الصمت مرة أخرى حت تكاد تسمع صوت ابرة لو سقطت على الأرض .. لكن هذه المرة قطع الصمت صوت على الهادئ وهو ينظر الى يديه التى تمسك بأحد الأقلام فوق الطاولة وهو يقول
تسببت كلماته فى شعورها بالڠضب .. فنظرت اليه بحدة .. أكمل بهدوء
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع .. رخصة من عند ربنا للراجل
توترت أسماء وأخذت تحرك قدميها بعصبية .. فأكمل على بنفس الهدوء
بس ربنا شرط التعدد ده بشرط مهم فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة .. يعني مش كل الرجاله ليها حق فى التعدد .. ولا كل الرجاله بتبقى عايزه التعدد
ران الصمت للمرة الثالثة .. شردت أسماء تفكر فى كلماته .. ثم ما لبثت أن نظرت اليه قائله بتحدى
والراجل اللى يتجوز بنت صغيرة أد ولاده ويرمى مراته الاولى فى الشارع وحتى يرفض انه يطلقها عشان يذلها
قال على على الفور
ميبقاش راجل
ظلت معلقة عينيها به .. فأكمل بحزم
الراجل اللى يستغل قوامته على المرأة عشان يذلها ميبقاش راجل .. والنبي صلى الله عليه وسلم وصانا بالنساء خيرا .. واننا نعاملهم برفق ولين زى ما بنعامل الإزاز اللى سهل انه يتكسر .. الراجل هو اللى يعامل المرأة زى ما الرسول وصانا .. أما اللى يأذها ويقهرها ويستغل قوامته عليها ميبقاش راجل أصلا
ڠرقت أسماء فى شرودها مرة أخرى الى أن جاء كريم .. وبعد دقائق انتهى الإجتماع .. لم تستطع منع نفسها من متابعة على أثناء خروجه برفقة كريم .. قالت لها آيات بإستغراب
مش فاهمة ليه اتكلمتى عن الموضوع ده أدم على
قالت أسماء بضيق وهى تهم بالإنصراف
عادى كبرى
دخلت إيمان الى الشرفة لتقول ل أسماء الواقفة فيها
سمسم ممكن تيجى تعمليلى ماسك من بتوعك
أومأت أسماء برأسها ودخلت الى المطبخ وبدأت فى اعداد ما طلبته إيمان منها .. قالت إيمان بمرح
هقف أتفرج عليكي عشان أبقى أعمله بنفسى ما هو مش كل شوية هقرفك معايا
كانت أسماء تتحرك بشرود .. وكأنها لا تشعر بما حولها .. تتحرك بآلية لتمزج المكونات معا .. نظرت الى إيمان بشئ من التردد وقالت
واضح انك بتحبى أخوكى أوى
قالت إيمان مبتسمة
على .. بصراحة هو أخ عسل .. يعني طيب ومش بيغلس عليا .. بس لما بيزعل بيبقى أستغفر الله .. زعله وحش وعصبي جدا
نظرت أسماء الى الخليط الذى تمزجه للحظات نظر أعادت النظر الى إيمان قائله
هو كان على طول كده فى حاله وواخد جمب
ابتسمت إيمان قائله
هو على طول هادى .. بس زمان أيام ما كان فى ثانوى كان شقى شوية وكان مطلع روح ماما .. بس الحمد لله أول ما دخل الجامعة ربنا هداه لما اتعرف على ناس كويسة فى المسجد وبقى هادى ومبقتش ماما تشتكى منه خالص بعد ما كان مجننها بعمايله
قالت أسماء بسخرية
مش متخيلة أخوكى حد يشتكى منه
ضحكت إيمان قائله
لا والله ده كان فظيع سهر لوش الفجر ومفيش مذاكرة وشتايم وحاجة كده رهيبة .. بس زى ما قولتلك لما اتعرف على ناس كويسة حبهم أوى وصاحبهم وبعد عن صحابه القدام قطع معاهم خالص
فى تلك اللحظة رن جرس الباب فقالت أسماء
شوفى مين يا إيمان
ارتدت إيمان اسدالها وتوجهت الى الباب لتفتحه .. خفق قلبها بقوة لمرآى كريم واقفا أمام الباب .. أطرق برأسه وقال
آيات هنا
قالت بصوت خاڤت
أيوة ثوانى
دخلت غرفة آيات وأخبرتها بقدوم كريم .. توجهت آيات اليه قائله
خير يا كريم
قال لها بعد لحظات صمت
لازم نسافر القاهرة عشان موضوع شهادة الۏفاة اللى دكتور آدم طلعهالك
توترت آيات لذكر اسمه .. فأكمل
هو مستنى مننا اننا نحدد المعاد عشان نروح سوا
قالت آيات بضيق
مينفعش نروح من غيره
لا للأسف لازم ييجى معانا لإن هو الى طلع الشهادة بنفسه .. ولازم الموضوع ده نشوفله حل انتى كدة قانونا مټوفية .. وده مينفعش كمان عشان القضية اللى احنا رافعينها على الصحفى
صمت قليلا ثم قال
على فكرة هو كمان رفع قضية على الصحفى وعلى الجريدة
أومأت آيات برأسها وهى تتساءل بداخله .. أرفع تلك القضية من أجله أم من أجلها .. أتاها الجواب من داخلها بسخرية .. بالطبع من أجله .. وماذا تعنين أنت له !
أخرجها كريم من شرودها قائلا بحنان
مالك يا آيات
أطرقت برأسها قائله
مفيش
ربت على كتفها قائلا
معلش متزعليش .. ان شاء الله ربنا هيرزقك بالى أحسن منه مليون مرة
لمعت العبرات فى عيونها ثم رفعت رأسها وقالت بكبرياء
أنا أصلا نسيته .. هو معدش حاجة بالنسبة لى
أطرقت برأسها مرة أخرى لتخفى عينيها المبللتان بالدموع .. عانقها كريم بحنان وقال
مش عايزك تزعلى نفسك عشان أى حاجة .. ناتى متعرفيش الخير فين .. ادعى ربنا دايما انه يرزقك الخير ويرضيكي بيه .. لان ربنا أحيانا بيرزقنا الخير ومبنكنش شايفين ان ده خير ولا بنكون راضيين بيه
ثم أبعدها عنه قليلا قائلا
ماشى
أومأت برأسها .. فقال
قولى دايما الحمد لله
تمتمت
الحمد لله
دخلت آيات المطبخ فنظرت اليها إيمان قائله
فى حاجة يا آيات
تنهدت آيات وهى تقول
كان بيطمن عليا وبيقولى اننا هنسافر عشان موضوع شهادة الۏفاة ده نشوفله حل
قالت إيمان وابتسامه صغيره على
أخوكى ده حنين أوى .. وطيب أوى .. تحسيه راجل كده ومسؤل عنك رغم انه مش شقيقك
نظرت اليها أسماء بخبث ورفعت حاجبها قائله
ها وايه كمان
ارتبكت إيمان واحمرت وجنتاها بخجل قائله
مفيش
قالت أسماء وابتسامه خبيثة على شفتها
طيب خدى الماسك يا موزه
أخذته إيمان من يدها وخرجت من المطبخ مسرعة وهى تشعر بالخجل .. أطلقت أسماء ضحكة عالية وهى تقول بلهحة مسرحية
القرع لما استوى قال للخيار يا لوبيا !
ابتسمت آيات قائله
ياباى عليكي غتته .. أحرجتيها يا بنتى
هتفت أسماء بمرح
أحرجتها ايه بس ده احنا شكلنا هنشوف أيام فل فى القرية دى
أثناء جلوسه فى غرفة المعيشة تنامى الى مسامعه صوت بكاء من خلف باب الغرفة .. نهض مدحت واقترب من غرفة أسماء التى تقسم فيها مديحة .. كاد أن يطرق الباب لكنه تراجع .. شى خطوتين ثم الټفت وعاد مرة أخرى .. طرق الباب فإختفى صوت البكاء .. لحظات وفتحت مديحة وعينيها يبدو عليهما آثار البكاء .. تأملها قائلا
فى حاجة
قالت پحده
لا مفيش
سمعتك بټعيطي
ابتسمت بسخرية وقالت
ومن امتى ده بيهمك
زفر بضيق ونظر اليها پحده .. فأكملت
ولا يكونش ضميرك صحى فجأة
قال پغضب وقد فشل فى المحاظفة على هدوءه
أنا ضميري مستريح على الآخر .. الدور والباقى على ضميرك انتى
صاحت قائله
عايز ايه يا مدحت انت بتخبط عليا عشان تتخانق معايا
قال وهو ينظر اليها بإحتقار
مفيش مرة نتكلم فيها الا ولازم تسمى بدنى بكلامك وتخرجيني عن شعورى .. مفيش مرة اتعاملتى معايا زى ما أى ست عاقلة بتتعامل مع جوزها .. مفيش مرة حسستيني