ادم
ومنتظرين حضورك ان شاء الله
ابتسم آدم قائلا
ده شرف ليا يا فندم
أخرج شكرى كارت من جيبه وأعطاه الى آدم قائلا
ده الكارت بتاعى
أخذه منه آدم بترفع وألقى عليه نظرة ساريعة ثم وضعه فوق المكتب بلامبالاة .. قام شكرى قائلا
بعد اذنك يا دكتور
ابتسم آدم قائل
اتفضل
خرج شكرى فأمسك آدم بالكارت مرة أخرى وأخذ يحركه فى الهوا قائلا وعيناه تشعان خبثا
أهو هو ده الكارت اللى أقدر ألعب بيه على حق
وضعت آيات حاسوبها فوق قدميها وأخذت تنظر باسمة الى صورة أدم التى أخذتها من حسابه على الفيس بوك .. وحفظتها عندها .. تذكرت مرة أخرى يوم أن ساعدها وهدأ من روعها .. كان رجلا وسيما .. لكن اهتمامها بكلمة رجل يفوق اهتمامها بكلمة وسيما .. لطالما كنت آيات تحلم بمواصفات معينة فى فارس أحلامها .. تمنت أن يكون سندا لها .. وأن يحتويها وتشعر معه بأنه رجلها وحاميها .. كانت شخصية الرجل المثالى التى تحلم بها متأثرة بشخصية والدها .. دائما كانت ترى والدها رجلا مميزا .. وعلى الرغم من تضايقها من بعض تحكماته إلا أنها تعى أنه يفعل ذلك من أجل صالحها .. وأنا تمثل أهم ما فى حياته .. افتقدت آيات حنان و أمها منذ الصغر .. فكان والدها كل شئ بالنسبة لها .. وحاول أن يكون كل ما افتقدته فى حياتها .. كذلك تتمنى أن يكون فارسها .. ليس حبيبا فقط .. بل فارسا .. يتمتع برجولة وشهامة الفرسان .. وكانت تشعر أن كل هذه الصفات .. موجودة فى أدم .. فكانت تمضى الساعات فى مطالعة صورته تحفر كل تفاصيلها فى أعماق ذاكرتها .. تشرد بخيالها الى مكان بعيد .. مساحة شاسعة من الخضرة التى تتراقص مع نسمات الرياح .. والسماء بلونها الأزرق .. لون عيناه .. وقرص الشمس الذهبي الذى يبتسم لها ويبث فيها السعادة والأمل .. والنسمات الرقيقة تداعب خصلات شعرها الأسود وتتغزل فى ملامح وجهها .. وفستانها الأبيض الذى تتطاير طياته حولها .. ومن بعيد يأتى فارسها على حصان أصيل كمن يمتطيه .. ي
كانت ساندى تعلم أن حضور آدم لعيد ميلادها ردا كبيرا لكرامتها التى أهدرها أمام زملائها .. ابتسمت بسعادة وهى تتوقع دهشة صديقاتها فى عيد الميلاد عندما تقع عيناهم على آدم .. خططت لهذا اليوم جيدا لتبدو فيه كملكة متوجة تسير بين رعاياها
دخل المنزل بعدما فتحت الخادمة .. بيت أنيق عصري يتميز بالفخامة والرقى .. أخذ يجول بنظره بين الحضور .. . وتاج صغير يزين رأسها .. وفستانها الأسود القصير ..نظر الى عيون الرجال المعلقة بها.. نظر اليهم فى سخرية .. ود لو صړخ بهم .. لماذا تحملقون فيها هكذا .. فما هى إلا فتاة كغيرها من بنات جنسها .. فتاة مصطنعة تتوارى خلف الأظافر الصناعية والرموش الصناعية والعدسات الصناعية وحمرة الوجه الصناعية وصبغة الشعر الصناعية فما هى إلا امرأة اتخذت من كل ما صنعه البشر للزينه وسيلة لتبدو كملكة .. لكن هيهات .. فليست تلك ملكة من الملكات .. الملكة ټخطف القلوب بنقائها والعيون بصفائها .. أما تلك فهى تشعرك بأنك واقف أمام مانيكان للعرض فقط ..
أت تتهادى فى خطواتها وحيته وهى تمد يدها قائله
أهلا وسهلا دكتور آدم
است كفها فى كفه وقال بهدوء
أهلا بيكي
ثم قال
كل سنة وانتى طيبة
ابتسمت فى سعادة وهى تقول
وانت طيب يا دكتور
أخرج آدم من جيبه علبة أنيقة وقدمها لها وأنظاره مركزة عليها يرقب تعابير وجهها .. اتسعت عيناها دهشة ثم رفعت حاجبها فى عدم تصديق وابتسامتها تتسع شيئا فشيئا تناولت منه العلبة الأنيقة لتجد سلسلة ذهبية تحمل حرفا ذهبيا .. أول حرف من اسمها .. نظرت اليه بسعادة قائله
رسم آدم ابتسامة ساحرة على يعلم تأثيرها جيدا .. وقال بصوته الرخيم
أتمنى انها تكون عجبتك
ابتسمت قائله وهى تنظر اليه بسعادة بالغة
أكيد عجبتنى
ثم أشارت بيدها قائلا
اتفضل
جلست بجواره وأشارت للنادل ليقدم له مشروبا .. حركت وجهها برقه لتزيل الخصلات الذهبية التى تجمعت أمام عينها .. كانت تعى جيدا نظرات مثيلاتها المركزة عليها .. ومشاعر الغيرة التى تقطعهن .. رأت احداهن تميل على أذن الأخرى هامسه .. فإرتسمت ابتسامة رضا على .. فلطالما أحبت أن يتهامس الناس حولها .. ونظرات الغيرة تشع من عيونهم .. كان آدم مدرك ما تشعر به تماما .. فهو خبير فى نفوس ساندى ومثيلاتها .. يعلم أنهن لا يثيرهن سوى المظهر الجذاب .. والإسم الرنان .. أعطاها ما تريد .. ليأخذ فيما بعد ما يريد
أت أسماء على آيات التى تجلس على احدى الطاولات فى الكافيتيريا شاردة ساهمة .. حركت أسماء كفها أمام وجه آيات قائله
ايه .. اللى واخد عقلك
ابتسمت آيات ابتسامة واهنة وهى تقول
كنت مستنياكى
قالت أسماء ضاحكة
ما هو واضح
ثم قالت
شوفت أحمد وأنا جايه وسألنى عليكي
قالت آيات ببرود
طيب
قالت أسماء بتردد
وكلمنى عنك
قالت لها آيات بدهشة
يعني ايه كلمك عنى .. قالك ايه يعني
قالت أسماء وهى تنظر اليها
قالى انه بيحبك يا آيات
نظرت اليها آيات بدهشة .. للحظات ألجم لسانها وتجمدت ملامحها .. أن تظهر فيما بعض شرارة فى عينيها وهى تقول
هو مش هيبطل بأه .. مېت مرة أقوله مفيش حاجة بينى وبينه .. وانه صديق مش أكتر
قالت أسماء وهى تحرك كتفيها بلامبالاة
أنا قولت أقولك عشان تبقى عارفه
صمتت آيات قليلا وقد بدا عليها الضيق .. ثم قالت
وقولتيله ايه
قالت أسماء
قولته هقولك .. قالى منتظر منك الرد
قالت آيات پحده
قوليله يبطل شغل المراهقين ده وميتعبش نفسه على الفاضى
قالت أسماء
خلاص يا آيات متضايقيش نفسك
قالت أسماء فجأة وهى تتطلع الى نقطة ما خلف آيات
أحمد جاى نحيتنا
زفرت آيات بضيق .. قال أحمد مبتسما
صباح الخير يا بنات
قالت آيات ببرود
صباح النور يا أحمد
لمس أحمد البرود فى صوتها واستشعره نظر الى أسماء فعلم أن هذا البرود ماهو الا رد على مشاعره تجاهها .. أطرق برأسه قليلا صامتا ثم قال موجها حديثه الى آيات كمحاولة جديدة منه للتقارب معها
هتطلعى الرحلة
قالت بإستغراب
رحلة ايه
قال أحمد
رحلة للعين السخنة لمدة 3 أيام
قالت آيات
لا مش هينفع بابا مش بيسمحلى أطلع رحلة فيها بيات
قال آحمد بأسف
يا خسارة
قالت أسماء بمرح
أنا بأه معنديش مشكلة أبدا
ثم التفتت الى أحمد قائله
هى امتى يا أحمد
قال أحمد
آخر الاسبوع
قالت أسماء بمرح
كده فل أوى هطلع رحلة العين السخنة وبعدها أطلع رحلة شرم
قالت آيات بغيظ
بتغيظينى يعني
قالت أسماء بمرح وهى تخرج لسانها
أيوة بغظيك
قال أحمد وهو يقف ليغادر
عامة فكرى يا آيات واعرضى الموضوع على والدك .. وخليه يطمن فى دكاترة طلعين معانا الرحلة
نظرت آيات الى هاتفها تلعب به وتجاهلت ما قال .. قالت أسماء بإهتمام
مين الكاترة اللى طلعين الرحلة يا أحمد
قال أحمد وهو يغادر
دكتور آدم .. ودكتوره مش فاكر اسمها
تجمدت آيات فى مكانها .. غادر أحمد فأخذت أسماء تنظر حولها .. غير مدركة الى الصراع الذى يعتمل فى صدر آيات وفجأة لمعت عيناها ونهضت قائله بلهفه
يلا يا أسماء
نظرت اليها اسماء بدهشة وهى تلحق بها قائله
يلا فين .. رايحه فين يا آيات .. ردى عليا
جذبتها آيات من ذراعها وتوجهت الى المسؤل عن الرحلات بالكلية وطلبت منه تسجيل اسمها واسم أسماء فى رحلة العين الساخنة .. نظرت أسماء الى ما تفعله صديقتها بدهشة دشديدة .. تم تسجيل الأسماء وغادرت الفتاتان وسارتا معا الى أن جذبتها أسماء من ذراعها لتوقفها قائله
انتى اتجننتى يا آيات .. ازاى هتطلعى الرحلة باباكى مستحيل يوافق
صمتت آيات وهى تنظر الى صديقتها وبدا وكأنه تشعر بتردد كبير.. فهتفت أسماء
آيات ردى عليا
قالت آيات بشى من الخجل
بابا مش هيعرف انى هطلع الرحلة دى
قالت أسماء بدهشة
ازاى يعني مش هيعرف
قالت آيات بعزم وإصرار
هقوله
انى بايته عندك عشان نذاكر للإمتحانات .
الحلقة 4
انتى اتجننتى يا آيات .. ازاى هتطلعى الرحلة باباكى مستحيل يوافق
صمتت آيات وهى تنظر الى صديقتها وبدا وكأنها تشعر بتردد كبير .. فهتفت أسماء
آيات ردى عليا
قالت آيات بشئ من الخجل
بابا مش هيعرف انى هطلع الرحلة دى
قالت أسماء بدهشة
ازاى يعني مش هيعرف
قالت آيات بعزم وإصرار
هقوله انى بايته عندك عشان نذاكر للإمتحانات
نظرت اليها أسماء بصمت .. فقالت آيات تبرر لنفسها أن تبرر ل أسماء
أعمل ايه يعني مش قدامى حل غير كده .. مفيش فرصة تانية ممكن يشوفنى ويتعرف عليا .. عنده 300 بنت فى الدفعه ايه اللى هيخليه ياخد باله منى أنا بالذات
قالت أسماء ساخرة
أمال راح فين أنا مش هلفت انتباهه مش هضربه على ايده عشان يحبنى
قالت آيات پحده
أنا مش هحاول أقرب منه ولا هلفت انتباهه أنا بس هكون موجوده معاه فى مكان واحد .. حس بيا حس .. محسش خلاص
أومأت أسماء برأسها وقالت بلامبالاة
حتى لو حاولتى تلفتى انتباهه أنا شايفاها حاجة عادية مفيهاش حاجة
قالت آيات بحماس وهى تخرج مع صديقتها من الكلية
يلا عشان عندنا حاجات كتير لازم نحضرها معاد الرحلة
اشترت آيات ملابس جديده من أجل الرحلة .. لتظهر بأفضل مظهر أمام آدم عله يتلفت اليها ويدق قلبه بحبها ..كانت متحمسة للغاية وسعيدة للغاية .. لم يعكر صفو تلك السعادة سوى الإحساس بالذنب الذى تشعر به كل حين وآخر .. بسبب اضطرارها الكذب على والدها .. كادت أن تتراجع عن الفكرة ككل .. لكنها تذكرت أن هذه هى فرصتها الوحيدة حتى يراها آدم بعيدا عن العلاقة الأكاديمية التى تجمعهما .. أقنعت نفسها قائله
أنا مش هعمل حاجة غلط .. أنا بس هكون موجودة فى الرحلة .. وزيها زى أى رحلة .. مش هحاول أكلمه .. ولو اضطريت أكلمه