ادم

موقع أيام نيوز


فى وجهه وهى تقول 
حبيبى مهنش عليا زعلك
اقترب آدم منها وعانقها قائلا 
تسلمى يا حبيبتى
رفعت بوسى رأسها وابتسمت له .. ثم توجهت الى المنضدة وحملت المال الموضوع فوقها واتجهت به الى آدم الذى لمعت عيناه بمجرد أن رآى المال فى يدها .. أخذه منها وها قائلا 
متقلقيش يا بوسى هرجعهملك فى أقرب وقت
ابتسمت قائله بدلال 

آدم متسبنيش النهاردة .. أنا أصلا مسافره ومش هشوفك الا بعد فترة طويلة
سألها قائلا دون اهتمام حقيقي 
مسافرة فين 
قالت 
مسافرة لأخويا فى أمريكا .. هعد عنده فترة يعني تغيير جو
ابتسم لها قائلا 
هتوحشيني يا بوسى
اقتربت منه هامسه 
انت أكتر
جذبته من يده فترك المال على الطاولة وتوجه معها الى غرفة النوم ..
فى الصباح استيقظ آدم وألقى نظرة عليها ثم نهض وارتدى ملابسه وأخذ المال وغادر البيت .. سمعت بوسى صوت الباب وهو يغلق .. فنهضت تنظر للفراغ بجوارها فى سخرية .. ثم توجهت الى المقعد الذى غيرت مكانه الليلة الماضية ووضعت فوق ظهره جزء من ستارة الشرفة .. رفعت الستارة لتظهر الكاميرا الموضوعه فوق ظهر المقعد .. أعادت الفيديو من البداية لتظهر وهى تعدل من وضع الكامير .. حركت الصورة سريعا ليظهر بعد ذلك آدم وهو يدخل الغرفة معها و ...... ابتسمت بعدما تأكدت من تسجيل كل شئ .. أخرجت كارت الذاكره من الكاميرا ووضعته فى كفها وأطبقت عليه بقوة وكأنها تطبق على كنز ثمين وابتسامة الإنتصار على 
فى اليوم التالى وقف آدم فى مكانه المعتاد ينظر الى الفراغ وهو يشعر بشئ بداخله يحاول أن يثور ويفصح عن نفسه .. شعر وكأنه يحارب وحشا لا يستطيع رؤيته .. فى تلك اللحظة اتصلت آيات ب آدم وقالت له 
آدم انت فين 
قال آدم بوجوم 
أنا فى المقطم
سألته بحنان 
بتعمل ايه 
قال آدم 
مش بعمل حاجة .. واقف فى المكان اللى بحب أروحه
قالت على الفور 
طيب استنانى أنا جايه .. باى
قال بدهشة 
آيات استنى
لكنها أغلقت الخط .. أراد الاتصال بها وعزمها عن عدم المجئ .. لكن شئ ما بداخله أرادها أن تأتى .. أراد أن يراها .. أن يسمع صوتها .. أن يرى الصدق والنقاء فى عينيها .. وعذوبة ابتسامتها فوق .. أتت .. تحمل تلك الإبتسامه التى شعر بأنها تزيح الجبال من فوق صدره .. أتت حاملة نظرات الحب فى عينيها .. والصدق والبراءة فى ملامح وجهها الصافى .. أتت حاملة فى يديها علبة أخذ ينظر اليها بإستغراب .. اقتربت منه ووقفت أمامه مبتسمه دون أن تتكلم .. نظر الى العلبة فى يدها ثم اليها وقال 
جيتي ليه 
قالت دون أن تبعد عيناها عنه 
انت فاكرنى مش هحس بيك وباللى مضايقك
اضطرب آدم وخفق قلبه بقوة .. نظر اليها يحاول فهم ما تعنيه فأكملت قائله بحنان 
أنا سمعت كلامك مع بابا امبارح عن الشبكة
أشاح بوجهه عنها لكنه عاد ينظر اليها عندما قالت بحنان وهى ترمقه بنظرات حب 
أنا كل حاجة معتمده فيها على بابا .. يعني أى حاجة عايزة أجيبها بخليه يجيبهالى أو بطلب منه فلوس على أدها .. وعمرى للأسف ما حوشت ولا فكرت أحوش .. وأى فلوس كانت بتبقى معايا كنت بصرفها لانى عارفه انى لما هطلب من بابا هيدنى ومكنتش عارفه انى ممكن أحتاج فلوس ومقدرش أطلبها من بابا
تحولت نظرات آدم اليها الى نظرات دهشة ممزوجة بالقلق .. ضاقت عيناه يحاول فهم لما تخبره بكل ذلك .. نظرت آيات الى العلبة فى يدها ثم نظرت اليه .. نقل آدم نظره من العلبة اليها ونظرات عينيه بدت كعلامة استفهام كبيرة .. قالت آيات بحنان ورقة وعذوبه وهى تفتح العلبة 
ده دهبي يا آدم بيعه واشترى الشبكة اللى بابا طلبها منك
شعر آدم بغصة فى حلقة .. شعر وكأنه يختنق ولا يستطيع التنفس .. أكملت برقه 
أنا عارفه ان صعب عليك تهم منى .. بس أنا وانت واحد .. وخلاص بعد يومين هبقى مراتك والدهب ده هيبقى بعد كده فى بيتنا يعني ملكنا احنا الاتنين .. لو الظروف ضاقت بيك فى يوم هتلاقيني بديهملك يا آدم .. فمفيش فرق خدتهم دلوقتى أو خدتهم بعدين
شعر بقلبه يريد أن يقفز من صدره ويذهب اليها ليعانقها ويحتويها فى حنان .. ظل ينظر اليها وهو يحتويها بنظراته .. شعر بالألم فى قلبه وهو يراها تقدم له كل ما تملك فى سبيل أن تملكه هو .. تذكر خطته وانتقامه .. تذكر كيف سيكسر فرحتها وېحطم قلبها بعد يومين .. تذكر أن تلك العينان اللاتان تتطلعان اليه الآن بحب ستنهمر منهما العبرات بسببه .. تذكر أن تلك الإبتسامه التى تزين وجهها ستموت فوق بسببه .. تحاول أن تكون مصدر سعادته وهو لا يتوانى عن فعل شئ ليكون مصدر شقائها .. نظر الى القطع الذهبية المتراصة فى العلبة التى تمسكها بيدها .. ثم نظر اليها فشعر بأنها أغلى قيمة من تلك القطع .. ود لو ضمھا اليه وبثها حبه وحنانه .. لكن مازال فى داخله سواد

يسيطر عليه .. مازال شيطانه أقوى من مقاومته الضعيفه الهشه .. توجهت آيات الى سيارته ووضعت العلبة فوق المقعد .. ثم قالت له أن تغادر بإبتسامه عذبه 
مستنياك بكرة أنا وبابا عشان نخرج نشترى الشبكة
قالت ذلك ثم توجهت الى سيارتها وانطلقت بها .. ظل آدم واقفا فى مكانه وقد ازداد وجوما وشرودا
ظل آدم طيلة اليوم حبيس غرفته .. ينظر الى القطع الذهبيه ويتلمسها بأصابعه .. تتقاذفه الأفكار يمينا ويسارا .. يسير فى الغرفة كالنمر الجريح .. لا يعرف وجهته .. لا يعرف دواءه .. فقط يشعر بالألم وبالقهر .. حاولت آيات كثيرا الإتصال به .. لكنه لم يجيب .. كيف يجيب .. بماذا سيجيب .. أيبثها المزيد من كلماته الخادعة .. ووعوده الزائفة .. وأحلاما ستتحول الى كابوس مزعج ستجد نفسها فى منتصفه .. وجد رساله منها تقول فيها 
لو فاضى شوية افتح الفيس
جلس آدم أمام حاسوبه وكأن يدا خفيه تحركه .. وجدها لكنها لم تتحدث اليه .. ولم يتحدث اليها .. لا يدرى ماذا يقول لها .. ظل ينظر الى صورتها التى أرسلتها له من .. تبا .. لماذا يشعر بهذا الحنين .. لماذا يخفق قلبه برقه .. لماذا لم تعد خفقاته قاسېة قوية .. أرسلت له رسالة فقرأها بلهفه ليعرف ما فيها 
أحبك پجنون ولغيرك لن اكون
أحبك ملء عيونى لأن عيونك ملكونى
أتمناك بجانبى ولكنى أخاف منك معذبى
أحب قربك وأبغض بعدك
أعيش لك وأهيم بك
ليتنى أتنفس عبيرك
وأنعم بحنانك
ولكنى أخاف فقدانك 
تملكه شعور لم يألفه من .. ورقه لم يعهدها بداخله .. وحنانا جارفا يستشعره بكل كيانه .. نظر الى تلك العلامة التى تظهر وتختفى فى انتظار حروفه .. فى انتظار كلماته .. لم يشعر إلا بأصابعه وهى تكتب على لوحة المفاتيح 
متخفيش مش هسيبك أبدا
ظل ينظر الى تلك الجملة التى أرسلها .. وسأل نفسه لماذا أرسلها .. ألتكتمل خطتك .. ألتشعرها بالأمان حتى تكلل خطتك بالنصر .. وجد نفسه يقول .. لا بل أرسلتها .. لأننى حقا أشعر بها .. نعم .. لن أتركها أبدا
هتف زياد قائلا 
انت بتتكلم جد 
قال آدم وجالس معه فى منزله 
أيوة .. ادتنى دهبها وقالتلى اشترى الشبكة اللى بابا طلبها منك
نظر اليه زياد پحده قائلا بحنق 
والله انت ما تستاهل ضفرها .. هو فى كده .. البنت شكلها بتحبك فعلا يا آدم .. حرام عليك دى لو عرفت الحقيقة ممكن يجرالها حاجة
صمت آدم قليلا ثم قال 
أنا هعمل تعديل فى الخطة
صاح زياد بحنق 
المفروض تلغى الخطة من الأساس مش تعمل فيها تعديل
وقف آدم فى مواجهة زياد قائلا پغضب 
مش هيب حقى يا زياد واللى الكلاب دول عملوه فيا هردهلهم الطاق طاقين
قال زياد بحنق 
والبنت اللى ملهاش أى ذنب دى 
قال آدم بجدية 
اسمعنى كويس .. منكرش انى بدأت أتأثر بيها وبدأت مشاعرى تتحرك نحيتها .. وفى نفس الوقت مش ناوى أتراجع عن خطتى
قال زياد بإستغراب 
مش فاهم .. هتحلها ازاى دى
قال آدم بحزم 
هنكتب الكتاب عادى فى معاده .. وبعد كتب الكتاب هفهمها على كل حاجة .. بس مش هتعرف باباها وهوهم باباها انى ببتزه عشان يساعدنى آخد فلوسى من أخوه .. وبعد ما فلوسى ترجعلى هعرفه انى مكنتش ناوى أسيب آيات وانى متفق معاها على كده
صاح زياد متهكما 
ايه الخطة الفاشلة دى .. وانت متوقع انها هتخبي على أبوها .. وتسيبه مقهور أدامها وهو فاكر ان بنته مستها بيضيع .. انت فاكرها صنم زيك
صاح آدم بنفاذ صبر 
خلاص هخبي عليهم هما الاتنين وأنفذ خطتى عادى ولما آخد الفلوس هعرفهم انى مش هطلقها وانى عايزها
ضحك زياد ساخرا ثم قال 
وأبوها يسامحك وهى تسامحك وينسوا انك ابتزيتهم .. وتعيشوا فى تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات مش كده ده على فرض أصلا ان عمها هيدفعلك الفلوس .. أنا واثق مليون المية ان عمره ما هيدفع حاجة .. اللى هيدفع الفلوس دى هو أبوها عشان يخلص بنته من ايدك
صمت آدم فأكمل زياد 
آدم انت عايز كل حاجة فى ايدك .. ومحدش بياخد من الدنيا دى كل حاجة .. اختار .. يا فلوسك يا آيات .. مش هينفع تاخد الاتنين
ظل آدم محتفظا بصمته لفترة .. ثم قال بحزم وهو ينظر الى زياد 
لا هاخد الاتنين .. فلوسى و آيات .. أنا هعرف ازاى أخليها تسامحنى
قال زياد 
و أبوها .. أبوها مش ممكن يسامحك
قال آدم بعناد 
مش مهم أبوها يسامحنى .. أبوها ميفرقش معايا فى حاجه .. المهم هى .. وأنا هعرف ازاى أخليها تسامحنى
توجهت آيات مع والدها و آدم لشراء الشبكة .. نظر آدم اليها وهو يتأمل تعبيرات وجهها الفرحة وهى تختار شبكتها وتبتسم فى سعادة .. وجد الابتسامة ترتسم على رغما عنه .. أخذ ينظر اليها برقه وهى تضحك مع والدها بمرح .. اختفت الإبتسامه من وجهه وهو يفكر فى اليوم العصيب الذى ينتظره فى الغد .. كان من المقرر أن يفصح عن كل شئ فى يوم كتب الكتاب .. لكنه نظر الى تلك السعادة على محياها وهو يشعر بالأسف على ما سيحدث .. وما هو مضطر لأن يفعله .. قرر أن يؤجل الأمر اسبوعا .. حتى لا يكسر فرحتها بتلك السرعة .. سيحاول خلال الإسبوع أن يتقرب اليها حتى لا تقوى على العيس بدونه .. حتى اذا ما أتت لحظة طلب الصفح يجد قلبها مهيأ له .. يعلم أنها طيبة القلب .. ستنسى الإساءة .. وتصفح عنه .. آيات تحبه .. لن تتركه .. لن تقوى على فراقه .. سيعمل على تحقيق
 

تم نسخ الرابط