ادم
المحتويات
آدم بعدما ساعدتها على اقناع والدها بمشروعه
جلست سمر فى حجرة المعيشة أمام التلفاز .. سمعت صوت الباب يفتح خلفها .. دخلت والدتها وألقت السلام ثم قالت
فى غدا
قالت سمر
أيوة يا ماما .. أقوم أسخنهولك
قالت والدتها
لا خليكي
دخلت والدتها وبدلت ملابسها ثم توجهت الى المطبخ .. تبعتها سمر ووقفت على باب المطبخ تنظر الى أمها .. فالتفتت اليها قائله
قالت سمر بخفوت
تمام الحمد لله
قالت والدتها
اتغديتي
قالت سمر
أيوة من شوية
صمت كلاهما لفترة أن تقطع سمر هذا الصمت قائله
ماما .. هو انتى متعرفيش أى حاجة عن بابا
وقع الطبق من يد والدتها ليتفتت الى أشلاء .. حاولت جمعه فانجرحت يدها .. أسرعت سمر بمساعدة أمها قائله
نظفت سمر مكان الطبق المكسور .. ثم نظرت الى والدتها التى علا الڠضب وجهها .. ثمق الت
ايدك كويسه
قالت أمها
أيوة
ثم التفتت اليها قائله بحزم
مش عايزه أسمع سيرة الراجل ده تانى .. ماشى يا سمر
قالت سمر پألم
أنا بس عايزه أعرف هو ليه مبيسألش عننا يني خلاص نسانا
صاحت امها قائله
خرجت أمها المطبخ مسرعة لتدخل غرفتها باكية .. تبكى شعورا لا
يوصف بالظلم والقهر والخېانة .. يااه ما أقسى الخيانه .. عندما تأتى من أقرب الأشخاص اليك .. تكون مرارتها كالعلقم .. وألمها كحد السکين .
جلست آيات مع أسماء فى الفيلا .. قالت أسماء تواسيها
قالت آيات باكية
أنا مش عايزه غير كده .. مش مهم أى حاجه خالص .. المهم هو يقوم بالسلامة
ابتسمت أسماء مشجعة وقالت
ان شاء اليه هيقوم بالسلامة
ثم قالت
هتعملى ايه فى فلوس العمليه
قالت آيات بحزن وأسى
المحامى هيبيع كل حاجة ونستأذن حد من أصحاب الدين انى أأجل الدفع شويه .. مع انى خاېفه أوى يرفضوا
وليه متطلبيش دهبك من دكترو آدم
خفق قلب آيات بقوة وهى تستمع الى اسمه .. ثم ما لبثت أن شعرت بالضيق .. فقالت أسماء بحزم
انت محتاجة كل مليم واكيد دهبك ده هيفك ضيقه .. اطلبيهم منه
صمتت آيات قليلا ثم قالت بحزن وتهكم
تفتكرى لو طلبتهم منه هيرجعهملى
قالت أسماء پحده
اطلبيهم يا آيات .. ولو مرجعهمش يبقى منه لله بجد
مش قدامى فعلا غير كده .. مع انى حسه انه مش هيرجعهملى
قالت أسماء مشجعة
كلميه دلوقتى
أمسكت آيات هاتفها وهى تشعر بالإضطراب والتوتر .. هل هى ستسمع صوته بعد كل تلك المدة .. لولا ضيقتها ما فكرت فى الإتصال به قط .. فآخر ما تريده هو سماع صوته .. أو التحدث معه .. اتصلت فلم يجب أحد .. عاودت الإتصال فلم يجب .. تنهدت بحسرة وهى تقول بمراراة
أكيد عارف انها أنا وانى هطلب دهبى .. قولتك مش هيرجعهم
قالت أسماء وهى تخرج هاتفها
طيب كلميه من رقمى
انتظرت آيات لبعض الوقت ثم حاولت الاتصال به من هاتف أسماء ثم قالت
برده مبيردش
قالت أسماء وهى تنهض
ان شاء الله يرد .. أنا همشى بأه يا آيات
وقفت آيات قائله بوهن
طيب يا أسماء وأنا هطلع أنام شوية وآخد دش وبعدين هنزل أروح المستشفى أبات مع باباها هناك يمكن يفوق ولا حاجه
عانقتها أسماء قائله
متخفيش ان شاء الله هيقول بالسلامة
تنهدت آيات بعمق قائله
يارب يا أسماء يارب
كانت أسماء جالسه فى ها شاردة تفكر فى حالها وفى وضعها هى و آيات .. أرهقها التفكير فقامت واغلقت المصباح وتمددت على ها تحاول النوم .. فجأة هانى يدخل عليها الغرفة ويغلق الباب خلفه .. صاحت قائله
امشى اطلع بره
أشار هانى الى فمه بإصبعه وقال مهددا
لو صرختى زى المرة اللى فاتت هقول ان انتى اللى طلبتى آجيلك أوضتك
فكرت أسماء فى كلامه .. لو فعل ذلك فستطرد من البيت شړ طرده .. بكت قائله
حرام عليك سيبنى فى حالى بأه
اقترب من ال فانزوت به أكثر .. قال وعينيه تلمعان فى ظلام الغرفة
أسيبك ايه هو أنا عبيط .. حد يشوف الحلاوة دى كلها أدامه ويسيبها
شدت أسماء الغطاء عليها أكثر .. لكنه جذبه وأزاحه عنها .. بكت قائله
حرام عليه ده أنا بنت خالتك
قال بغلظة وهو يتلمسها بيده
مبلاش تمثيل بأه منتى لو واحدة محترمة مكنتيش أعدتى بلبس زى ده فى بيت فيه شابين
نظرت أسماء الى البنطلون والبادى نصف الكم الذى ترتديه وتتجول به فى البيت بلا حرج وهتفت باكية
أنا لابسه عادى مش وحش .. وانتوا ولاد خالتى مش حد غريب .. حرام عليك
لم يعبأ ببكائها ولا بتوسلاتها وقال بتهكم
متخفيش مش هأذيكي .. ده ان كنتى لسه سليمة أصلا
شعرت بأنفاسه الكريهة المعبأة برائحة الدخان تلفح وجهها وتكتم أنفاسها وشهقات بكائها المرير .. شعرت بالعجز والضعف وقلة الحيلة وهى تعلم أن مصيرها ان لم تطيعه هو الطرد من البيت بڤضيحة تشوه سمعتها أمام الجميع .. شعرت بالنفور والتقزز منه ومن نفسها بكت وتوسلت وترجته أن يتركها .. لكنه ظل يعبث بها الى ان اكتفى .. شعرت أسماء برغبة شديدة فى التقيؤ فلم تستطع أن تكبح جماح نفسها فمدت رأسها بجوار ال لتأتى بكل ما فى بطنها المضطرب .. قال هانى بتقزز وهو يغادر
قرفتيني الله يقرفك .. وبعدين زى ما وعدتك أهو صاغ سليم
خرج من غرفتها ليتركها باكية بحړقة وهى تكاد تختنق وتغمض عينيها بشدة علها تتناسى تلك الدقائق الكريهة وما حدث فيها .. نهضت مسرعة الى دولاب ملابسها وارتدت على عجالة وأخذت ما استطاعت أن تصل اليه يدها من ملابسه وخرجت من البيت مسرعة دون أن تهتم بإيقاظ والدتها وابلاغها برغبتها فى الرحيل
فى وسط الإحتفال فى الملهى الليلى الجديد الملحق بقرية جولدن بيتش .. قال زياد ل آدم بصوت مرتفع حتى يتمكن من سماعه
كله تمام ومفيش مشاكل
ابتسم آدم قائلا
كويس وأنا شايف ان معظم اللى هنا مش نزلاء القرية .. بس أكيد هيبقوا نزلاء من بكرة
قال زياد مبتسما
شكلنا فعلا هناكل السوق هنا
ضحك آدم قائلا
طبعا يا ابنى كلها فترة صغيرة وميبقاش فى العين السخنة الا قريتنا
ثم قال بحماس
ولسه كمان لما الاعلانات الجديدة تنزل فى التى فى
قال زياد وهو يحتسى كوب عصير
هتنزل امتى
قال آدم بحماس
من الاسبوع الجاى ان شاء الله ده غير العروض اللى عاملينها للعائلات .. ان شاء الله فى أقل من شهر القرية هتكون كومبليت
ابتسم زياد قائلا
أنا كمان متوقع كده
قال آدم وهو يبحث بيعينه عن شكرى
أمال فين شكرى
قال زياد
كان هنا من شوية
أخرج آدم هاتفه ليتصل به .. لكنه تجمد فى مكانه وقد تعلقت عيناه بالهاتف .. ترك من كوب العصير الذى كان ممسكا به وهو لا يبعد نظره عن الهاتف .. انتبه زياد لنظراته فقال بقلق
ايه فى حاجه
لم يجيبه آدم بل أسرع لمغادرة الملهى وابتعد عن الضوضاء .. أخذ ينظر الى اسم آيات بهاتفه وقلبه يخفق شوقا وخوفا ورهبة .. ترى لماذا اتصلت به .. أعاد الاتصال بها بلهفة وشوق .. خرجت آيات من الحمام وهى تلف منشفتها حولها وأسرعت بإلتقاط هاتفها الموضوع على ال .. نظرت الى رقم آدم وهى تشعر بتوتر بالغ واضطرب تنفسها .. جلست على ها وهى تحاول أن تنظم تنفسها لتستطيع التحدث معه .. انتهى الرنين .. وعندما أوشكت على الاتصال به وجدته يتصل .. أخذت نفسا عميقا ثم ردت قائله
ألو
ابتسم آدم بسعادة عندما سرى صوتها الرقيق الى أذنه .. قال بلهفه
ازيك يا آيات
حاولت آيات التحدث بصوت طبيعي واخفاء توترها واضطرابها .. قالت بسرعة حتى لا تهرب الكلمات منها
الحمد لله .. أنا كنت بتصل عشان الأمانه بتاعتى اللى عند حضرتك
أخذت آيات تضم أصابع يدها بقوة الى قبضتها .. كانت تشعر بتوتر بالغ .. يالله لكم تحتاج الى ذهبها الآن لتستطيع جمع المال من أجل العملية الجراحية التى تتوقف عليها حياة والدها .. خاڤت بشدة .. خاڤت أن يرفض اعادتهم اليها .. اضطرب تنفسها عندما صمت .. طال صمته .. تجمعت العبرات فى عينيها وأخذت بالتساقط .. ماذا ينتظر .. أينتظر أن تترجاه أن يعيدهم اليها .. ان كان هذا ما يريده فستفعل .. من أجل أن تنقذ والدها .. همت بالتحدث لترجوه ان يعيدهم اليها فهى فى أمس الحاجة اليهم .. لكنه سبقها قائلا بصوته الرخيم
أكيد طبعا
لم تصدق أذنها .. أكمل قائلا
أنا مكنتش عارف أرجعهملك ازاى .. من يوم اللى حصل وأنا معرفتش أشوفك وكمان خفت أديهم لوالدك عشان ميعرفش اللى انتى عملتيه .. خفت يأذيكي لما يعرف انك اديتيهملى
تنهدت آيات براحة ومسحت عبراتها .. فأكمل آدم قائلا
انا دلوقتى فى العين السخنة مش فى القاهرة
قالت آيات بسرعة
مفيش مشكلة ابعتهملى مع أى شركة شحن
صمت آدم يفكر .. شعر بأنه لا يريد أن يضيع تلك الفرصة .. الفرصة الوحيدة التى من الممكن أن يلتقى فيها ب آيات .. والتحدث معها ورؤيتها .. لم يكن أبدا ليضيع تلك الفرصة من يده .. قال آدم
أنا جاى بكرة القاهرة .. هديهملك بنفسي
قالت آيات وهى تشعر بالتوتر
مفيش داعى ابعتهم مع أى شركة أو حتى بالبريد السريع
قال آدم وهو يبحث عن حجه
لا طبعا مينفعش ده دهب افرضى الطرد ضاع أو حد سرقه
قالت آيات بإستسلام
طيب خلاص
قال آدم برقه
خلاص أنا جاى بكرة وأول ما أوصل القاهرة هكلمك
قالت بهدوء
ماشى .. مع السلامة
انهت آيات المحادثة وهى تشعر وكأن حملا ثقيلا زيح عن صدرها .. أسرعت بإرتداء ملابسها والذهاب الى المستشفى حيث والدها المړيض
طرقت أسماء بيت والدها بلهفة .. الى أن فتحت لها زوجته وهى تقول پغضب
ايه فى ايه يا بنت انتى فى حد يخبط على حد فى نص الليل
قالت أسماء الباكية
فين بابا
همت بالدخول فأوقفتها زوجته وهى تقول
عندك عندك فى ايه هو أنا سمحتلك تدخلى
صاحت أسماء قائله
بقولك فين بابا
ثم نظرت الى الداخل وهى تهتف
بابا .. بابا .. بابا
قالت زوجته پحده
باباكى مش موجود .. باباكى مسافر .. وكفاية قلة أدب بأه هتصحى الجيران .. اتفضلى امشى من هنا
أغلقت الباب فى وجهها .. فظلت أمساء تطرق الباب دون أن تجيبها .. أخرجت أسماء الهاتف لتتصل بوالدها لكنها وجدت الخط مشغول .. كان والدها فى تلك اللحظة يتحدث مع زوجته التى اتصلت به قائله
شوفت بنتك عملت ايه .. جايه تفضحنى وسط العمارة وعماله تزعق وټشتم وآخر سفالة وقلة أدب
قال زوجها پحده
هى فين
قالت زوجته بصوت باكى
خفت منها افلت الباب عليا .. شكل أمها هى اللى قايلالها تعمل كده قولتلك مش هتسيبنا فى حالنا .. طلقها بأه خلينا نخلص من القرف ده
صاح زوجها پغضب
مش هطلقها وأعلى ما فى خيلها تركبه .. اقفلى دلوقتى
جلست أسماء
متابعة القراءة