ادم

موقع أيام نيوز


على موضوع الشغل عند باباه قولت بس أهى اتحلت
قال كريم بإستغراب 
معقول ملكيش صحاب خالص تلجأيلهم
تنهدت آيات قائله 
أقرب واحده ليا هى أسماء وأنا وهى ظروفنا واحده .. فى بنتين كنت عارفاهم فى رحله وبجد بحبهم .. بس مكانوش هيقدروا يساعدونى انى ألاقى شغل .. هما عارفين من زمان انى محتاج شغل ولو كان حد فيهم أدامه شغل مناسب كان قالى على طول .. وبعدين أنا لما اتصلت ب أحمد اتصلت عشان عارفه ان باباه عنده شركة وانه يقدر يشغلنى ولما قالنا على شقتهم واننا هنفضل لوحدنا قولت أحسن ما أفرض نفسى على ايمان اللى أنا عارفه ظروفها كويس .. ولا على سمر اللى ممكن مامتها تضايق من وجودنا .. لكن شقة أحمد كنا أعدين فيها لوحدنا

قال كريم بحزم 
غلطانه طبعا .. هو مش له جيران .. وشايفين بنتين فى الشقة .. وميعرفوش ايه القصة بالظبط .. ده غير ان من الواضح انه كان بيجي الشقة كمان
قالت آيات على الفور 
لا والله مكنتش بډخله كان بيبقى واقف على الباب
قال كريم وينظر اليها بحزم 
حتى لو مكنش بيدخل الوضع مكنش مظبوط أبدا يا آيات
دمعت عيناها وهى تقول بضيق 
معرفش بأه هو ده اللى حصل وقتها .. أنا أصلا كنت طالعة من المشرحة ومكنتش عارفه أركز .. أصلا أنا لما كلمته مكنتش عارفه أنا عايزه منه ايه بس قولت ممكن يساعدنى فى شغل أصرف منه
ربت كريم على كتفها قائلا 
طيب خلاص متضايقيش نفسك اللى حصل حصل
قالت آيات وهى تعاود الحديث فى نقظة العمل 
كريم انت مش ملزم تصرف عليا .. وبجد أنا متحمسة للشغل جدا
صمت كريم لبرهه ثم قال بضيق 
آيات انتى عارفه يعني ايه شغل فى قرية سياحية .. عارفه ايه اللى بيحصل هناك
قالت آيات بحماس 
لأ متخفش مفيش حاجة من اللى انت خاېف منها دى خالص
ازاى يعني 
شرحت له آيات أفكارها للقرية التى طرحتها على فؤاد ورجلى الأعمال .. فقال كريم مبتسما 
كبرتى يا آيات وبقيتي بتعرفى تفكرى
قالت پغضب مصطنع 
قصدك ايه بأه .. قصدك انى كنت غبية يعني
ضحك كريم وقال 
لأ مش قصدى بس أنا فاكرك آيات البنوته بتاعة ثانوى .. آخر مرة شوفتك فيها فاكرة
طبعا فكرة ده أنا يوميها عيطت عياط .. ربنا يسامحكوا سيبتونى وسافرتوا
ابتسم قائلا 
خلاص أديني رجعت أهو .. وانتى كبرتى وبقيتي عروسة
ثم نظر اليها نظرة ذات مغزى وقال 
رغم ان فيكي حاجات كدة مش عاجبانى
علمت آيات أنه يقصد ملابسها فقالت بحرج 
أصلا اللى انت شايفه ده تقدم
رفع حاجبيه وقال 
تقدم ! .. ليه انتى كنتى بتلبسى ايه كده 
لم تجيب وأشاحت بوجهها فقال بحنق 
اوعى تقولى زى صحبتك 
قالت آيات وشعور بالضيق والندم يلازمها 
بص يا كريم مش حبه أتكلم فى اللى فات .. ماشى
خلاص ماشى .. زى ما تحبي
نظرت اليه وقالت 
ها قولت ايه فى موضوع الشغل ده .. انا حبه آخد رأيك أوى
قال كريم بجدية 
بصى يا آيات منكرش ان الفكرة رائعة وعجبتنى .. بس فى مشكلة انتى مينفعش تسافرى لوحدك وتعيشي لوحدك فى بلد غريبة ومن غير محرم كمان
هتفت آيات قائله 
بس أنا لوحدى يعني ظروفى كده
وأنا روحت فين
مش قصدى يا كريم بس انت لو مكنتش جيت كنت هبقى لوحدى وكنت هسافر لوحدى
بس أنا موجود خلاص
صمتت بضيق فقال 
بصى أنا مش بفرض عليكي حاجة .. انتى سألتيني عن رأيي وقولتهولك .. أنا مش حابب انك تسافرى لوحدك وتعيشي لوحدك فى بلد متعرفيهاش ومن غير راجل معاكى .. وكمان صحبتك مش حابب سفرها لوحدها وأهلها موجودين
قالت آيات وهى تتذكر مأساة أسماء بحزن 
أسماء مضطرة .. انت متعرفش اللى حصل ومش هقدر أحكيهولك .. بس فعلا هى مضطرة لكده
تنهد كريم قائلا 
رأيى وقولتهولك .. الفيلا وخليكي عايشه فيها على الأقل هبقى مطمن عليكي .. وان كان على الشغل أنا قولتك راجع وعايز أعمل مشروع .. يعني لو صبرتى كام شهر ممكن تشتغلى معايا
قالت آيات بحيرة 
بس أنا فعلا متحمسة أوى لمشروع القرية
قال كريم وهو شاردا 
بصراحة أنا كمان اتحمست .. خاصة انها فكرة مفياش أى حرمانيه .. وكمان هتبقى حاجة كويسة من باب الدعوة .. ويمكن القرى الباقية تقلدنا وتعمل زينا ويبقى احنا اللى كسبانين دين ودنيا
بدا شاردا وهو يفكر في أفكار آيات لمشروع القرية السياحية
نظر اليها قائلا 
اسمه ايه والد زميلك .. وشركته فين 
أخبرته آيات بالتفاصيل ثم نظرت الى ساعتها قائلا 
يلا روحنى بأه عشان متأخرش على أسماء أكتر من كده

دخلت سكرتيرة فؤاد قائله 
فى واحد اسمه كريم ضياء عايز يقابل حضرتك .. بيقول بخصوص قرية العين السخنه
شعر فؤاد بالدهشة وطلب منها السماح له بالدخول .. دخل كريم فوقف فؤاد سته بالترحاب .. بعد تبادل عبارات المجاملة .. بدأ كريم حديثه قائلا 
على فكرة أنا أخو آيات اليمانى .. وكلمتنى عن المشروع وعن الأفكار اللى حضرتك تبنتها للمشروع .. انا كنت مسافر النسما من سنين .. ورجعت وأنا عايز أعمل مشروع ف بلدى وأستقر هنا .. ولما سمعت من آيات اتحمست جدا لمشروع القرية .. انا عارف ان مع حضرتك شريك بالفعل .. بس كنت حابب انى أدخل فى المشروع ده ولو بنسبه بسيطة
ابتسم فؤاد وعقد كفيه فوق المكتب وهو يقول 
لا أنا مليش شريك لحد دلوقتى
رفع كريم حاجبيه بدهشة قائلا 
ده اللى فهمته من آيات .. بس عامة طالما مفيش شريك لحد دلوقتى .. أنا بعرض على حضرتك انى أشاركلك فى المشروع ده .. بس عشان تكون حضرتك عارف أنا مش هقدر أشارك بنسبة عالية .. لان المشروع ضحم وراس المال اللى معايا مش هيكفى انى أدخل مناصفه فى الشړاكه
قال فؤاد على الفور 
وأنا مش شرط عندى انك تدخل معايا مناصفة .. هنعد أنا وحضرتك والمحامى ونشوف النسبة اللى مناسبة بالنسبه لك وده بعد ما تدرس كل بيانات المشروع والدراسة اللى علمناها للأرباح والنفقات وغيره
ابتسم كريم ببشاشه وقال 
على خيره الله
ثم قال 
بس فى نقطة مهمة بالنسبة لى
اتفضل
أشارك فى ادارة القرية .. يعني أنا مش عايز ارمى فلوسى فى مشروع ويطلعلى أرباح وخلاص .. لأ أنا عايز أشرف عى المشروع ده من الألف للياء .. لأن اللى عجبنى فى المشروع ده هو الأفكار المحترمه اللى نقدر بيها نعمل قرية سياحية فى مصر من غير محرمات ومن غير ما نشيل ذنوب .. وفى نفس الوقت هنغير مفهوم ناس كتير عن السياحة والقرى السياحية و نقدملهم مكان يستغنوا بيه عن الأماكن اللى بيروحوها واللى بيكون فيها من المعاصى ما الله به عليم
ابتسم فؤاد وقال 
وأنا مفيش مشكلة بالنسبة لى .. بس محتاجين نعد مع بعض الفترة الجاية عشان نوصل لشكل محدد وثابت فى ادارة القرية عشان متحصلش مشاكل مستا ان شاء الله
اتسعت ابتسامة كريم قائلا 

اتفقنا
وقف آدم مع أحد العاملين بالقرية يعطيه بعض التعليمات عندما وجد سيارة تقف بداخل القرية وتتوجه اليها ساندى وتأمر العمال بتحميل الصناديق الى الداخل .. توجه مسرعا اليها وقال 
فى ايه يا ساندى 
نظر الى الكراتين التى يحملها العمال ولما مكتوب عليها فصاح فجأة 
انتى يا ابنى رجع الكراتين دى العربية
قالت له ساندى بتحدى 
لأ مش هترجع بابا اللى قالى أعمل كده
ثم نظرت الى العمال قائله بنره متعالية 
دخلوا الحاجة دى جوة
صړخ آدم فى الرجال قائلا 
بقولك سيب اللى فى ايدك انت وهو
نظر الرجال الى بعضهم فى حيرة ثم ما لبث أن استجابوا لأوامر آدم متجاهلين ساندى تماما .. التفتت اليه ساندى وقد أغاظها تجاهل العمال لأوامرها وقالت 
انت ايه اللى عملته ده يا آدم .. بقولك بابا اللى قالى أنزل الحاجات دى فى مطبخ القرية
قال آدم بصرامة وعيناه تشعان ڠضبا 
أولا اسمى دكتور آدم .. ثانيا أنا قولت لأبوكى انى مش هدخل خمره للقارية تانى
صاحت پحده 
وده اسمه ايه ان شاء الله ازاى يعني .. انت عايز تخسرنا ولا ايه
ثم صاحت بسخرية 
آه فهمت .. شكلك اتفقت مع عيلة اليمانى علينا .. هما اللى قالولك تعمل كده وتبوظ شغلنا مش كدة .. وانت طبعا مقدرتش ترفض طلب لعيلة حبيبة القلب اللى ماټت
تجمدت الډماء فى عروقه وهو ينظر اليها نظرة ثاقبة أشعرتها بالخۏف .. قال بصرامة شديدة 
اياكي تجيبي سيرتها على لسانك تانى
أولاها ظهره وانصرف .. حث الخطى لا يدرى الى أين هو ذاهب .. كعادته لم يجد مكان أكثر راحة من الجلوس فوق الرمل ومطالعة البحر أمامه .. تنهد فى ضيق وهو يشعر بأنه أجل كثيرا قرارا لابد من أخذه .. نعم لا يوجد حل آخر .. حاول كثيرا استخدام اسلوب الترقيع لكن ذلك لم يجدى نفعا .. لم يعد هناك حل سوى البتر ! .. نعم مؤلم وصعب وقاسى .. لكن ليس أمامه سواه حتى يتخلص من الداء الخبيث الى غير رجعه !
تت آيات خبر مشاركة كريم ل فؤاد بسعادة غامرة .. خاصة بعدما عملت بأمر ادارة كريم للقرية السياحية .. توطدت علاقة قوية وثقة لا بأس بها بين كل من فؤاد و كريم بعدما لمس كل منهما فى الآخر نقاء الة .. استخار كريم ربه وعزم على التوكل عليه فى هذا الأمر .. سجدت آيات لله شكرا على تحسن أوضاعها وعدم اضطرارها لأن تعيش عالة على أحد .. ستعمل وتكد وتكسب قوتها .. تذكرت إيمان ومشاكل أخيها مع البطالة وعدم ايجاد عمل مناسب له .. وعلمت منها أيضا بتركها لعملها .. فتحدثت مع كريم عن رغبتها فى عمل الفتاة وأخيها فى القرية .. رحب كريم بذلك ففى الفترة القادمة سيحتاج الكثير من العماله فى القرية وحبذا لو كان أشخاص موثوق بهم .. كان رد إيمان فى بادئ الأمر 
انتى اتجننى يا آيات .. لا ماما ولا بابا ولا على هيوافقوا على كده
لكن آيات أخبرتها 
أنا مش عايزاكى انتى لوحدك .. أنا عايزه على كمان
كانت سعادة والدة إيمان غامرة .. أما على بدا قلقا
 

تم نسخ الرابط