ادم

موقع أيام نيوز


بيتش
صمت سراج قليلا ثم قال 
انت ناوى تروح 
قال عاصى بتهكم 
لازم طبعا أروح الافتتاح .. ودى تيجي لازم نبارك لدكتور آدم
قال سراج 
ماشى يا عاصى بس مش عايز مشاكل فى الافتتاح أكيد الصحافة هتبقى هناك .. وابقى اتصل بيا طمنى على الأوضاع هنا
قال عاصى 
متقلقش يا بابا أنا واخد بالى كويس .. سلام

نظر عاصى الى الطريق أمامه وهو يفكر فى آدم و فى تحديه الذى بدأه .. أخذت الأفكار الشيطانية تلعب برأسه وأخذ يفاضل بينها ليختار الطريقة التى سيعاقب بها آدم على قوفه فى وجهه
جلس عبد العزيز يطالع الأوراق مع محاميه وهو يشعر پألم حاد فى قلبه .. كانت المصېبة أكبر من قدرته على التفكير فى ايجاد مخرج .. قال المحامى بأسف 
أنا مش عارف ازاى ده حصل .. أسهمنا اڼهارت مرة واحدة فى البرصة والمستثمرين طالبين فلوسهم .. الخسارة كبيرة جدا ورأس المال اللى هيتبقى بعد بيع الأسهم وحتى الأصول والأملاك بالكاد هتغطى الخسارة
قل عبد العزيز وهو يفرك عضله صدره بقوة عله يخفف من الألم الحارق فى صدره 
طيب نستنى شوية منبعش دلوقتى
قال أحد مدراء شركته 
الأسهم بتخسر يوم عن يوم .. لو استنينا أكتر من كده هنخسر أكتر وأكتر أنا مش شايف حل غير فى البيع بالسعر الحالى
ظهرت علامات الألم على وجه عبد العزيز ثم ما لبث أن ضاق نفسه ليطلق صيحة ألم أن يسقط مغشيا عيه
أخذ آدم يحيي ضيوفه ويقدم لهم ما لذ وطاب .. ثم ما لبث أن جلس على احدى الطاولات .. بدأت موسيقى هادئة تدور فى المكان فاقتربت منه ساندى تتألق فى فستان سهرتها عارى الكتفين وهى تقول بدلال 
قوم ارقص معايا يا آدم
نظر اليها آدم وقد رفع أحدى حاجبيه بدهشة لاستخدامها اسمه بدون لقب فقالت ضاحكة وقد أدركت سبب دهشته 
احنا بقينا زملاء عمل وصحاب كمان يعني دور الطالبه والدكتور ده خلاص معدش ينفع بينا
ابتسم آدم بسخريه ثم ما لبت أن تحولت ابتسامته الساخرة الى ابتسامة مجاملة .. نهض آدم معها وتوسطا القاعة وأمسك بيديها وهو يحيطها بذراعه الآخر وشرعا فى الرقص سويا .. نظرت ساندى حولها فالتقت عيناها بعيني فتاة أجنبية .. يبدو أنه لم يرق لها رقص آدم مع ساندى .. نظرت الى ساندى ببرود فبادلتها ساندى نظرة تحدى وسخرية .. تركت الفتاة كأسها على الطاولة واقتربت منهما ثم قالت بلهجة مصرية ركيكة 
دكتور آدم مدير القرية 
أومأ آدم برأسه ايجابا وضعت يديها على ذراعه وقد لعب الخمر برأسها فبدأت فى التحدث بثقل 
تعالى نرقص سوا
ترك آدم ساندى لمراقصة تلك السائحة الأجنبية والتى كانت على رأس فوج كبير نزل فى القرية فى تلك الليلة .. كان آدم يتحرك معها كالدمية .. جسد بلا روح .. لكنه كان يقول لنفسه أن ذلك من ضروريات العمل .. فلا يجب اغضاب مثل تلك العميلة .. وأن حربه مع عاصى اذا أراد حقا أن يربحها فعليه أن يتمسك بكل فرصة ويستغلها جيدا .. الټفت اليها قائلا بإبتسامته الساحرة 
عجبتك القرية 
قالت وهى ترمقة بنظراتها 
جدا .. وصحابي كمان .. شكلنا هنطول هنا شوية
قال آدم وقد برقت عيناه 
القرية تحت أمركوا
قالت بخبث 
وصاحب القرية 
نظر اليها آدم وقد فهم ما ترمى اليه .. قالت بدلال 
عايزة أشوف شاليه صاحب القرية .. ممكن 
ابتسم لها آدم و أن يفتح فمه رآى أمامه الشخص الذى توقع رؤياه والذى انتظره طيلة الحفل .. عاصى .. قال للفتاة الأجنبية دون أن يرفع نظره عن عاصى 
ثوانى ورجعلك
اقترب آدم من عاصى .. ابتسم عاصى بتسخرية بمجرد أن وقعت عيناه على آدم وقال 
أهلا بدكتور آدم .. مفاجأة مش كدة
وقف آدم أمامه وهو ينظر اليه بغل وحقد قائلا 
لا مش مفاجأة .. أنا عارفك كويس .. عارف كويس ان الكلب لما ترميله عضمة مش هيقدر يقاوم وهيجرى وراها
ظهرت علامات الڠضب على وجه عاصى وقال 
احترم نفسك يا آدم
قال آدم پحده 
أنا محترم ڠصب عنك
اقتربت منه الفتاة الأجنبية ولفت ذراعه بذراعيها وهى تقول 
مش يلا بأه
نظر عاصى بسخرية الى الفتاة فقال آدم بشماته مشيرا الى احدى الطاولات التى التف حولها مجموعة كبيرة من الأجانب 
أحب أاقدملك جيسي وصحابها .. كانوا من نزلاء قرية الفيروز .. بس بعد ما شافوا قريتنا النهاردة لغوا الحجز فى الفيروز وحجزوا فى جولدن بيتش
شعر عاصى پغضب بالغ وهو ينظر الى الفتاة المتعلقة بذراع آدم ثم نظر اليه قائلا
مش هتقدر تقف قصادى يا آدم .. انسحب أحسنلك
قال آدم بتحدى صارخ 
أعلى ما فى خيلك اركبه يا عاصى .. انا أدك انت وأبوك .. وهوقعكوا زى ما وقعتونى
قال عاصى صارخا وهو يدفع آدم فى كتفه 
اجرى العب بعيد يله
لم يتحرك آدم بل تحرك حراسه

.. ثلاث رجال مفتولى العضلات بمجرد أن رؤا يد عاصى وهى تدفع آدم أسرعوا بالإحاطة ب عاصى .. نظر اليهم عاصى فى توتر فابتسم آدم ساخرا وهو يقول 
أصلى كنت عارف انك جاى فجبتهم يرحبوا بيك
نظر اليه عاصى بغبط وقال 
ليك يوم يا آدم كلامنا منتهاش .. هنكمله بعدين
قال آدم ضاحكا 
فى أى وقت تحبه .. انت تؤمر
رحل عاصى وعينا آدم تتابعه بإستمتاع .. قالت الفتاة وهى تقترب منه 
ياه ده انت جامد أوى
ابتسم آدم فقالت بلال وهى ترمقه بنظراتها الجريئة 
مش هتوريني الشاليه بتاعك بأه
توجه آدم معها خارج الحفل الذى أوشك أن ينتهى .. أوقفه زياد وهو يرمق الفتاة شزرا 
رايح فين يا آدم 
قال آدم بهدوء 
خلاص الحفلة خلصت .. شوف انت لو حد احتاج حاجه .. سلام
شعر زياد بالضيق من رحيل صديقه مع تلك الفتاة التى تكشف من جسدها أكثر مما تستر
شعرت أسماء أثناء نومها بشئ حار يسبح فوق جسدها .. أحكمت وضع الغطاء عليها .. وغطت فى النوم مرة أخرى .. أفاقت وهى تشعر بضغط على أجزاء متفرقة من جسدها .. فتحت عينيها لټرتطم بوجه هانى .. هبت جالسه فى ها وهى تقول بفزع 
انت بتعمل ايه فى أوضتى 
أشار هانى بإصبعه الى فمه قائلا 
ششششش وطى صوتك
أمسكت أسماء الغطاء الذى كشفه عنها وغطت به جسدها حتى ذقنها وقالت وهى تنظر اليه بړعب 
اطلع بره بدل ما أصرخ وأفضحك
قال هانى بسخرية 
مش هتقدرى
قالت بتحدى وقد شعرت بأن حركتها قد شلت من الړعب 
لأ أقدر
فجأة انطلقت تغادر ال وتنطلق فى اتجاه الباب فتحته وتوجهت الى غرفة خالتها تطرق الباب پعنف .. أسرع هانى بالخروج من غرفتها والتوجه الى غرفته والنوم على ه متظاهرا بالنوم .. فتحت خالت أسماء الباب وهى تقول 
ايه فى ايه حد خبط على حد كده
قالت أسماء باكية 
هانى كان فى أوضتى يا خالتو
قالت خالتها بإستنكار 
هانى ابنى
استيقظ الجميع على تلك الأصوات المرتفعه اقتربت منها أمها قائله 
ايه فى ايه يا أسماء
قالت أسماء باكية وهى تنظر الى أمها وخالتها 
هانى كان فى أوضتى لقيته واقف جمب ال وشال الغطا من عليا وقالى اسكتى ومتتكلميش
صاحت خالتها قائله پغضب 
ابنى متربي يا أسماء ايه اللى انتى بتقوليه ده
خرج هانى من غرفته وهو يتظاهر بالنعاس وقال 
ايه فى ايه ايه الدوشة دى
قالت أم أسماء 
انت كنت نايم
قال وهو يفرك عيناه 
أيوة صحيت على صوتكوا
قالت أسماء باكية 
كذاب ده له طالع من أوضتى دلوقتى
أمسكتها خالتها من ذراعها قائله 
انت بنت مش متربية وقليلة الأدب وكمان بتتبلى على ابنى .. أفهم ايه من التمثيلية اللى انتى عملاها دى .. بترسمى على الواد يعني ولا ايه
اڼفجرت أسماء فى بكاء حار وهى تمتم 
والله العظيم كان فى أوضتى
جذبتها أمها من ذراعها بعدما اعتذرت الى أختها وقالت لأسمها بصرامة 
اعتذرى لخالتك
نظرت أسماء الى خالتها وقالت 
آسفة يا خالتو .. بس والله .......
جذبتها أمها أن تنهى كلامها وتوجهت الى غرفتها وأغلقت الباب ثم قالت بقسۏة 
انت ايه معندكيش احساس .. بقولك مش عايزه مشاكل وانتى راحه ڤاضحة نفسك فى نص الليل وتقولى الواد دخل أوضتك
قالت أسماء 
يا ماما .......
قالت أمها پعنف 
اخرسى .. ومش عايزه أسمع أى كلمة فى الموضوع ده .. ولو عملتى مشكلة تانى يا اسماء يبقى ترجعى بيت أبوكى أحسن وتعدى مع المحروسة بتاعته
قالت ذلك ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها .. جلست أسماء خلف الباب وهى ټدفن وجهها بين قدميها وتبكى وشعور بالقهر والظلم يغمرها
دخلت آيات الى المستشفى بصحبة دادة حليمة وهى تهرول وتسأل كل من تقابله بأعين دامعه 
بابا فين .. عبد العزيز حسان اليمانى
أشارت لها احدى الممرضات أن تتوجه الى مكتب الاستقبال ففعلت وقالت بصوت باكى 
لو سمحتوا بابا جراله ايه قولولى بابا جراله ايه اسمع عبد العزيز حسان اليمانى
قال لها الرجل 
الاستاذ عبد العزيز فى العناية المركزة بالدور الرابع
هرولت آيات وهى تضع يدها على قلبها وتتمتم 
يارب يارب
طمأنتها حليمة قائله 
متقلقيش يا بنتى ان شاء الله خير
رات محامى والدها واقفا فى الممر فجرت ليه قائله بلهفه 
بابا فين يا عمو 
قال لها المحامى بأسى 
فى العناية المركزة يا ابنتى
اڼفجرت باكية وهى تقول 
ايه اللى حصل .. ايه اللى حصله 
قال المحامى وهو يتنهد بحسره 
جاله خبر خسارة كبيرة اتعرضلها بعدها جتله أزمة وجبته على هنا على طول والدكاتره دخلوه العناية المركزة
اڼهارت باكية على أحد المقاعد وهى تقول بصدق 
مش مهم أى حاجه المهم انه يبقى كويس .. أى خساره ممكن تتعوض لكن هو لأ .. مش ممكن اعوضه أبدا
ثم قالت من أعماق قلبها 
يارب اشفيه يارب .. يارب احفظه يارب
تجولت الفتاة فى الشاليه وهى تنظر اليه بإعجاب .. فقال لها آدم مبتسما 
عجبك 
قالت وهى تتأمل آدم بإعجاب 
جميل جدا .. وانت كمان جميل جدا
ابتسم آدم مجاملا ثم نظرت اليه قائله بمرح 
عندك درينك 
قال آدم وهو يهز رأسه نفيا 
لا للأسف مش عندى غير شاى ليكي فى الشاى
ابتسمت وهى تقترب منه بدلال قائله 
لا خلاص مش مهم
أحاطته بذراعيها والتقت نظرات عيونها الجريئة بعيونه التى تتلاطم نظراتها كتلاطم الأمواج فى بحر هائج مظلم حائر لا تدرى كل موجه فى أى وجهة تذهب فترتطم فى طريقها بموجة أخرى لتمتزج معها وتختفى بداخلها وهكذا حتى تصل الى الشط بهدوء وقد سكنت ثائرتها واطمئنت ذراتها بوصولها أخيرا الى بر الأمان .. لكن عيناه بحثت عن الشط فلم تجده !
الحلقة 14 
هبت نسمات الصيف الحارة لتلفح وجه آيات الواقفة فى شرفة غرفتها .. توجهت الى الداخل لتهرب من تلك الموجات الساخنه .. نزلت الى الأسفل حيث قابلت فى طريقها دادة حلمية التى خرجت للتو من غرفة الطعام لتبتسم فى وجهها قائله 
كويس هتفطروا مع بعض النهاردة
نظرت اليها آيات وعلى إبتسامه عذبه .. سعدت بها حليمة التى حمدت الله على عودة آيات الى وضعها الطبيعي .. دخلت غرفة الطعام وهى تقول بمرح 
خېانه بتفطر من غيري
ت رأس والدها الذى ضحك قائلا 
ومن امتى بأه واحنا بنفطر سوا .. أنا راجل بصحى بدرى
 

تم نسخ الرابط