ادم
ايه يا كريم
ضحك كريم قائلا
هيكون ايه يعني يا دكتور .. متركز كده
اتسعت ابتسامه آدم وهو ينظر الى والدته فى سعادة وهو يقول
خلاص ان شاء الله .. أصلا الدكتور هيكتبلى على خروج النهاردة .. ان شاء الله هتصل بيك بالليل أبلغك المعاد
خلاص مستنيك ان شاء الله .. وحمدالله على السلامة مرة تانية
شعر آدم بسعادة تغمر قلبه وروحه وعقله .. حمد الله كثيرا .. وشكره كثيرا .. على استجابه دعائه .. ظل طوال اليوم فى ه يتعجل مغادرة المشفى .. والذهاب لخطبة حبيبته !
أصرت آيات على عدم عمل حفل للخطبة .. فقط يرتديان دبلتا الخطبة .. فعلى الرغم من سعادتها وفرحة قلبها .. إلا أنها كانت تشعر ببعض الخۏف .. الذى تتمنى أن يختفى تماما من داخلها .. توجهت برفقة كريم و إيمان و آدم ووالدته الى الصائغ لشراء دبلة الخطوبة .. نظرت الى الدبل المعروضة وهى تتذكر يوم ذهبت برفقة آدم ووالدها لشراء دبلة خطبتها الأولى .. لاحت سحابة حزن على وجهها وهى تتذكر كيف نزع والدها تلك الدبلة من اصبعها .. وكيف تحطمت يش فى صدره ليزيل تلك المخاۏف والآلام من قلبها تماما .. سألها كريم
نظرت الى تلك القطع الذهبية وهى تشعر بشئ من انقباض .. تمتمت بخفوت
لأ .. عادى .. مش مشكلة أى واحدة فيهم
قال آدم بحزم وعينيه على تلك القطع الذهبية
لأ
صمتت فأكمل
اختارى الدبلة اللى تحبيها .. واللى تحبى تلبسها
ثم قال بصوت حانى
عشان الدبلة اللى هتختاريها دلوقتى مش هتقلعيها من ايدك أبدا
خفق قلبها بقوة لكلماته التى أشعرتها بأنه يعى تماما تلك المخاۏف الت وقفت تنظر الى القطع الذهبية فى حيرة وعيناها تلمع بعبرات خفيفة .. لا تدرى ما اصابها فجأة .. لكنها وقفت مضطربة .. فجأة قال آدم للصائغ
أشار لهم بالخروج .. شعرت آيات بالدهشة لكن دهشتها زالت عندما خرجوا من المحل وسمعته يقول ل كريم بحزم
هنروح محل تانى
أومأ كريم برأسه وتخيروا محلا آخر .. دخلت آيات فوضع الصائغ أمامها تشكيلة كبيرة .. فقال آدم وهو ينظر الى القطع الذهبية
لو معجبكيش حاجة هنا مفيش مشكلة نروح مكان تانى .. المهم تختارى حاجه حباها
أخذت آيات تنظر اليهم .. ثم .. وقع نظرها على احدى الدبل .. فقال قلبها نعم تلك .. أخذتها وارتدتها فى اصبعها .. الټفت آدم ينظر اليها .. خفق قلبه لمرآى تلك الابتسامه العذبة التى
ارتسمت على .. أشاح بوجهه مبتسما وهو يقول
قالت بخفوت
أيوة
أرتها ل كريم ولوالدة آدم التى قالت بسعادة
مبروك عليكي يا حبيبتى
نظرت آيات الى الدبلة فى سعادة بالغة .. قالت والدة آدم بحنان
اختارى يا بنتى خاتم .. ده هيكون هدية خطوبتك
نظر آدم الى أمه بدهشة .. قالت آيات بحرج
شكرا يا طنط مفيش داعى
ربتت والدته على ظرها قائله
من هنا ورايح اسمى ماما مش طنط .. وبعدين انتى بنتى وأنا عايزه أهادى بنتى
آدم رأس والدته ممتنا .. وتها آيات بتأثر .. تخيرت خاتما رقيقا .. كانت سعادة آدم غامرة عندما قامت والدته بإلباسها ذاك الخاتم وتلك الدبلة ..ثم .. تطلق زغروته عالية تملأ المكان يهجة وسعادة .. أخذ نفسا عميقا مريحا وهو يتمتم بسعادة
أخرج آدم الدبلة الفضية التى اشتراها منذ قليل ووضعها فى اصبعه وأخذ ينظر اليها بسعادة .. أخيرا .. صارت خطيبته مرة أخرى .. أخيرا استجاب الله دعاءه وأعادها اليه مرة أخرى .. قال بحنان وهو مطرق برأسه
مبروك يا آيات
ابتسمت وخفقات قلبها تعزف لحنا جميلا .. قالت بسعادة ممزوجة بالخجل
الله يبارك فيك
قال برقه
وفيك .. ربنا يباركلى فيك
اتسعت ابتسامتها وهى تشعر بأن الفرح طرق بابها أخيرا .
الحلقة 31 الأخيرة
فى صباح اليوم التالى للخطبة استيقظت آيات وهى مازالت لا تصدق ما حدث خلال اليومين الماضيين .. أصحبت الآن خطيبة ل آدم مرة أخرى .. وافقت على الخطبة كفترة اختبار له .. فهما زالت ثقتها به غير مكتملة بعد .. لكنها ما عادت تستطيع أن تنكر التغيير الذى لمسته فى تصرفاته وشخصيته .. ولعل آخرها رؤيتها اياه وهو يصلى بخشوع ظانا أنها اللحظات الأخيرة مۏته .. فبدلا من أن يفقد أعصابه أو يبكى أو ينوح .. وقف يصلى فى خشوع ليست المۏت وهو على طاعة .. خرجت من غرفتها لترى الجميع جالسا فى غرفة المعشية .. بإستثناء والد أسماء والذى أصر كريم على اقامته معه هو على .. حتى تكون الفتيات على راحتهن .. تعالت أصواتهن بالمرح والمزاح وهن يقدمن اليها التهانى والدعاء لها بالتوفيق .
كعادتها ارتدت ملابسه وتوجهت الى عملها .. دخلت مكتبها لتفاجئ بباقة زهور على مكتبها وبها كارت أنيق كتب فيه
ألف مبروك يا عروستى .. آدم
ابتسمت بسعادة وهى تنظر الى الكارت والزهور التى أخذتها وأفرغت لها احدى الفازات ووضعتها أمامها فوق المكتب .. تنظر اليها بين الحين والآخر مبتسمة
فى ذاك الصباح رحل أحمد عن القرية بعدما تيقن من ضياع آيات منه مرة أخرى .. فهذه المرة ربح آدم أيضا ..
كانت دهشة سمر كبيرة عندما دخلت عليها أمها الغرفة لتقول
سمر انتى تعرفى واحد اسمه زياد
نظرت اليها سمر بدهشة قائله
زياد مين
أشارت والدتها الى الخارج وهى تقول بصوت منخفض
معرفش .. آعد بره .. وبيقول انه جاى يتقدملك
قفزت سمر من ها وقد اتسعت عيناها بشدة .. فحثتها أمها قائله
البسى بسرعة مستنياكى بره
ارتدت سمر ملابسها وهى تفكر .. من زياد هذا الذى جاء لطلب يدها .. صدمت عندما خرجت لتجد زياد أمامها .. ذاك الرجل الذى كان يأتى العيادة وفى يده أحد الأطفال فقط من أجلأن يتحدث معها .. والذى أنقذها يوم الحريق .. نظرت الى ذراعه المجبر بإشفاق .. نهض مرحبا وابتسامة على ثغره
أهلا وسهلا
تمتم وهى تخفض رأسها
أهلا بحضرتك
جلست على أحد المقاعد .. وقدمت والدتها مشروبا اليه تناوله منها قائلا
تسلم ايدك
ساد الصمت للحظات .. أن يتنحح زياد ليقول بشئ من الحرج
أنا آسف انى جيت فجأة كدة .. بس أنا معرفش رقم الآنسة سمر و كمان من ساعة ما العيادة اتحرقت وأنا مبشوفهاش فى القرية
قالت والدتها بحزن
ربنا يجازى اللى كان السبب ده أنا كنت ھموت من خوفى عليها
قال زياد
الحمد لهل انها جت على أد كده
نظرت سمر الى والدتها قائله
على فكرة يا ماما أستاذ زياد هو الىل خرجنى من العيادة وقت ما اكنت بتتحرق
نظرت اليه أمها بإعجاب قائلا
ربنا يبارك فيك يا ابنى .. والله فضلت أدعيلك كتير .. ربنا صرف عنك كل سوء
ثم نظرت اليه ذراعه المجبر وقالت بأسى
معلش يا ابنى على اللى حصل .. ربنا يشفيك ويعافيك يارب
تسلمى .. الحمد لله جت بسيطة .. المهم ان الآنسة سمر الحمد لله محصلهاش حاجه
ساد الصمت مرة أخرى .. ليقطعه زياد قائلا وهو ينظر الى سمر
أنا زى ما قولت لولدتك يا دكتورة .. أنا يسعدنى ويشرفنى انى أتقدملك
أخذت سمر تفرك يديها وتنظر اليهما فى حرج .. دون أن تتفوه بكلمة .. فأكمل زياد وهو يترك كوبه من يده فوق الطاولة
أنا اسمى زياد .. عندى 33 سنة . .بشتغل هنا فى القرية .. مرتبي ........ .. عندى شقة فى القاهرة بس مش ناوى أرجع على الأقل دلوقتى لانى حابب أكمل شغل هنا فى القرية .. والدى ووالدتى متوفيين من زمان .. تقدرى تقولى مقطوع من شجرة مليش غير صاحبى آدم اللى طبعت بيه من الدنيا وأمه ربنا يبارك فيها اللى بعتبرها أمى التانية
صمتت تستمع اليه بإنتباه وهو لاتزال تنظر الى يديها فأكمل
لو فى أى سؤال أو أى حاجة تحبى تعرفيها عنى اسأليني عنها
خرجت من صمتها قائله
ممكن أعرف ليه حضرتك اخترتنى بالذات .. يعنى حضرتك متعرفنيش .. وأظن انك متعرفش أى حاجة عنى
ابتسم زياد قائلا
مين قالك كده .. انا عارف كل حاجة عنك
رفعت رأسها تنظر اليه بإستغراب .. فاتسعت ابتسامته وهو يقول
بصراحة سألت كريم وقالى انك صاحبة أخته من زمان وانك عايشة مع والدتك .. وكمان انك صاحبة مراته وبتشكر فيكى جدا
شعرت سمر بالغيظ من إيمان التى لم تذكر لها شيئا عن الموضوع .. أكمل زياد
مش عايزة تسأليني عن حاجة
قالت سمربإقتضاب
لأ
طيب أنا هجاوبك على سؤالك اللى سألتيه واللى أنا لسه مجاوبتش عليه .. سألتيني ليه اخترتك انتى بالذات .. صحيح أنا مشفتكيش الا كام مرة بس عجبنى فيكي انك جد يعني مبتديش فرصة لحد انه يستظرف ولا يرخم عليكي .. وحسيتك بنت مؤدبة ومحترمة وواضح انك بتحبى شغلك أوى وعندك ضمير .. وحسيت انك هتكونى زوجة مناسبة ليا .. أنا من زمان وأنا نفسى أقلا نصى التانى .. واحدة أحس بالراحة لما أشوفها وأقول هى دى يا واد يا زياد اللى تشاركك حياتك بحلوها ومرها
صمتت لا تدرى ما تقول فأكمل
أنا يمكن ظروفى قريبه شوية من ظروفى بس أنا ظروفى أصعب .. يعني اللى عرفته عنك ان باباكى من زمان وهو منفصل عنكوا
شعرت سمر بتوتر بالغ واضطربت ملامحها لذكر والدها الغائب .. فأكمل زياد
أنا كمان فقدت والدى الله يرحمه من زمان أوى .. يمكن مفتكرش شكله .. وحتى أمى الله يرحمها اتحرمت منها بدرى .. طبعا ربنا يباركلك فى والدتك ويديها طولة العمر .. وكان لازم أعتمد على نفسى بدرى وأشتغل وأصرف على نفسى وأكون نفسى عشان أعرف أفتح بيت .. حسيت ان احنا ظروفنا الى حد كبير متشابهة فهنقدر نفهم بعض كويس
شعرت سمر بإضطراب بداخلها .. أثرت بها كلماته وظروفه التى مر بها .. كان من الصعب عليها وبشدة العيش مع أب مفقود .. فكيف شعور من فقد أمه أيضا ! .. بالتأكيد كان شعوره قاسېا .. بالتأكيد عانى من وحدة شديدة .. ولا يزال .. سمعته يقول ليخرجها من شوردها
أنا بجد ارتحتلك جدا .. ونفسى فعلا ان ربنا يجمعنا مع بعض .. وأى سؤال تحبي تسأليه أنا تحت أمرك
حاولت سمر مقاومة شعور الإرتياح الذى شعرت به من خلال حديثه .. وقالت بشئ من الحدة
حضرتك كنت صاحب دكتور آدم .. طيب كنت شغال معاه فى القرية اللى جمب القرية دى
قال زياد مطرقا برأيه
قصدك جولدن بيتش .. أيوة كنت شغال فيها
قالت بحدة وقد شعرت بأنها وجدع درع تحتمى خلفه
حضرتك كنت بتتشغل فى قرية كلها محرمات وحاجات تغضب ربنا ومكنش فارق معاك تغضب ربنا ولا لأ
نظر اليها زياد قائلا
مين قال ان مكنش فارق معايا .. أنا مكنتش مرتاح أبدا للشغل هناك .. بس يمكن كنت محتاج اللى
قال زياد بحماس
طبعا