روايه ميراث الندم

موقع أيام نيوز

التي نزلت من المدينة المتزوجة بها فور علمها بالخبر لتعبر عن حزنها بالصړاخ والنواح مع باقي النسوة التي شق قلبهم رحيل اعز شباب العائلة وأحسنهم خلقا
شربات والتي اتخذت وضعها في البكاء والتعديد لم تلقى أي تجاوب من أحداهن فتقلت معاملتها كالغريبة وكيف للأذهان أن تنسى فعلها
أما نادية فقد التزمت الفراش بحقنة مهدئة بأمر الطبيبب في هذا الوقت والذي أتى به شقيقها بعد حالة الاڼهيار التي تعرضت لها ليتركها برعاية والدتها وشقيقاتها وبعض النسوة التي كانت تطل للاطمئنان عليها 
حين خرج من المنزل وجد ناجي في انتظاره ليتلقفه فور ظهوره سائلا 
ايه الأخبار عاملة ايه دلوكت
اومأ له بحركة من رأسه غير قادرا على التفوه ببنت شفاه ربت بكفه على عظم أكتافه ليفتح له باب السيارة كي يستقلها معه يوجه بسؤاله الاخر
طب والواد جاعد مع مين دلوك
خرج صوت عزب ببحة مخټنقة
أمي مرعياه ومش سايباه واصل دا غير خلاته كمان ربنا
يجومها هي بس
عقب على قوله سريعا
ان شاء الله هتجوم وهتبجى اخر تمام كمان شد حيلك انت وبس وخليك جامد وانا معاك ومش هسيبك واصل يا واد عمي احنا مشوارنا دلوك ع المستشفى عشان نخلص الإجراءات صح
في وقت لاحق 
وبداخل دار المناسبات العائلية والتي اقيم بها عزاء الفقيد يتلقى عزاءه مجموعة كبيرة من أعمامه الكبار وأولا أعمامه من العائلة كفعل طبيعي اتخذ والده وضعه وسطهم ومع ذلك كان منبوذا لا أحد يوجه له هذه الكلمات المعروفة في المؤازرة ولا حتى تتخذ مشورته في ترتيبات الصوان الضخم وما قد يكلفه من مال حتى استقبال الشخصيات الكبيرة والتي تقوم بواجبها في هذه الأوقات 
هذا بالإضافة لتلك النظرات العدائية والكارهه التي كانت توجه نحوه وكأن وجوده بينهم كعصرة ليمون مجبورين عليها من
أجل التقاليد العائلية المتوارثية ليزيد بقلبه السخط عليهم جميعا فقلبه الأحمق ما زال أعمى بحب النفس بشعور بالاضطهاد وحقدا على من استأثر بالحب والتقدير حيا ثم حتى في مماته 
من جهة أخرى كان غازي يقوم بواجبه بقضاء أكبر قدر من الوقت بحكم ارتباط العائلتين بصلة نسب تجمع بينهم علق منتبها لما يراه من أمر عجيب لرجله
ايه الحكاية مال الجزين دا عامل زي الجربان وسطيهم اشحال اما كان المېت ده يبجى ولده
مصمص بسيوني بشفتيه في البداية قبل أن يجيبه بأسى
ليهم حج مدام راح الزين واتبجالهم ابو وش عفش ده اعوذ بالله راجل سو فضل يداعي ويشنع على ولده لحد ما راح المسكين وسابهالوا خضرة مخضرة ياك يتهد ويستريح 
طالعه غازي بدهشة اختلطت بحنقه سائلا
وه وليه الكره دا كله ناحية الراجل يعني عشان خمورجي وصاحب كوباية
تجعدت ملامح بسيوني بضيق شارحا
يا عم غازي افهم الموضوع كبير ويخص بتنا اللي كانت مرة المرحوم دلوك كمان انا مستعد احكيلك على كله 
االقى غازي نحو صهره ناجي والذي مر من أمامهم بصحبة عزب ليتخد مقعده بجواره وكأنه التصق به حتى جعله يستغرب أمره وهذه المبالغة في تأدية الواجب قبل أن يعود منتبها للآخر يجيبه
جول يا بسيوني على ما يبدأ الشيخ من تاني كدة كدة الجعدة مطولة 
في المساء
وبعد انتهاء اليوم الأول في العزاء دلف غازي لمنزله بعد أن أدى واجبه كاملا تقديرا لابن عمه عزب في تقليد متوارث بالدعم المؤازة في هذه الأوقات الخاصة من الحزن قبل الفرح لجميع الأفراد حتى لو كان الأمر يخص عائلة أخرى
وجد جدته
على مقعدها بوسط الصالة ممسكة بسبحتها تردد عليها الأذكار 
مسالخير يا حجة 
مسالخير يا ولدي 
خرج ردها بصوت غلفه الحزن ليرتد عليه بتأثر جعله يقرر الجلوس معها متراجعا عن الصعود الى طابقه ليستريح رغم أجهاد جسده المتعب وبادرها بسؤاله
البت روح مش باينة ليه لحجت تنام
نفت تجيبه بتنهيدة مسبقه
لا يا ولدي روح مببتة مع بنات هريدي النهارده مرديتش تسيبهم ولا تسيب البنية التعبانة اهو الحزن لما بيتوزع برضوا بيجل 
اومأ بتفهم لوجهة نظرها والتي قد تكون بسيطة في مفهومها لكنها في الحقيقة تحمل أكبر التأثير فما أصعب الحزن الذي يأتي على الأنسان وحيدا انتابه الفضول لفتح حديث معها
لكن هي بت هريدي اللي دي اترملت النهاردة هي الأكبر ولا عزب
على الفور نفت فاطمة بذاكرة نشطة
لا يا ولدي اكبر كيف دي اصغر واحدة فيهم ست وعشرين كمان متمكلهاش في عمر مرتك ويمكن أصغر انا فاكرة زين يوم ولادتها أمها ومرت سعيد ولدي كانوا الاتنين حوامل بس مرة ولدي ولدت جبلها بخمس اتشهر انا افتكرت دلوك زين 
تبسم لها بإعجاب يثني عليها
لا ما شاء الله عليكي يا حجة فاطمة الذاكرة حديد صح يعني طب تصدجي بالله انا كنت سمعت فتنة مع الصبح بتجول انها كانت معاها في المدرسة ومكملتش اليوم اها ونسيت لكن انتي الله اكبر عليكي 
بادلته استجابة ضعيفة بالابتسام تعقب على قوله
وانا ايه اللي هيخليني انسى بس طب انت مشغول بمېت حاجة انا بجي ايه اللي ورايا
توقفت لتسأله باندهاش
يعني انت متعرفهاش خالص يا غازي ولا مرة شوفتها 
نفى بصدق ظنه
عمري او يمكن اعرفها ومش واخد بالي ما انا مش بركز في الحريم يعني 
ردت تجيبه بتأثر
لا يا ولدي مش موضوع تركيز انت كنت دايما مشغول مع جدك يا اما في الدراسة مكنش عندك وجت تروح وتاجي زي باجي الشباب ولا تعرف دي ولا تشوف دي طول عمرك كبير يا حبيبي 
اومأ بنصف ابتسامة لها لا يعلم المغزى خلف كلماتها ان كان أطراءا له أم اشفاقا عليه 
انتبه على صوت بناته الصغار يدلفن بجلبتهن مهلالات نحوه
بابااا 
ايه ده يا فتنة هو انتي مروحتيش الواجب 
سألها بدهشة اعتلت تعابيره فردت تجيبه بتقليل
مال برأسه لها يطالعها باندهاش مرددا
لحد الضهر كتر خيرك والله اللي يشوف صرختك في الصبح على جوز صاحبتك ما يشوفكيس وانتي داخلة بالملون ولا هامك 
أجفلها تعليقه المباغت لها حتى بدا عليها طيف من توتر سرعان
ما سيطرت عليه لتعترض قائلة
وافرض يا سيدي زعلت ع اللي اترملت ما انا روحت وجضيت الواجب اها
هعمل ايه تاني زيادة اشيل الطين بجي وافضل حزينة عشان خاطرها هي لو انا مكانها كانت هتعمل زيي 
الف بعد الشړ ما تنجي كلامك يا بت 
هتفت بها فاطمة بمقاطعة حادة وقد ازعجها القول لتحدجها بنظرة ڼارية اغضبتها فردت مدافعة
خبر ايه يا جدة انا بجول لو لو مش بفول يعني وع العموم انا طالعة شجتي وسايبهالك اها 
قالت الاخيرة وتحركت على الفور نحو الدرج دون انتظار ليعلق غازي للمرأة التي اكفهرت ملامحها
خبر ايه يا جدة وشك جلب كدة دا حتى المۏت علينا حج 
ضغطت فاطمة تزفر أنفاس ساخنة مشحونة بڠضبها لتردف بلهجة لانت بعض الشيء
وانا مجولتش حاجة يا ولدي انا بتكلم ع اللفظ دا حتى بيجولوا اللفظ سعد ما تعرفش هي الكلام ده 
تبسم يرد بسخرية خلت من المرح
لا ما هي متعرفش سعد ولا سعيد تعرف بس ابو الڠضب 
وعودة الى منزل الدهشوري 
حيث استيقظت في وقت متأخر من الليل بعد ان ذهب منها مفعول المهدئ لتجد نفسها داخل الغرفة وحيدة ترتدي ثوبها الأسود وشقيقتها غافية بملابسها السوداء هي الأخرى وقد افترشت الأرض أسفلها كي لا تبتعد عن رعايتها عاد الوعي إليها تدريجيا لتستفيق على واقعها المؤلم بأنها أصبحت وحيدة حتى ابنها لم يكن معها لتخرج صړخة من جوفها تشق قلب الظلام توقظ جميع من في منزل من ساكنيه أو نساء باتت ليلتها في تادية للواجب معهن 
يا حجازي 
انتفضت شقيقتها مفزعة لتخفف عنها ثم امتلأت الغرفة بعدد من البقية كوالدتها وسليمة التي ضمتها لتخفف عنها تتلقى بكاءها الحارق على صدرها حتى جعلتها هي الأخرى تضعف وتذرف الدمعات معها قبل أن تجفلها بندائها الملتاع
انا عايزة ولدي هاتولي ولدي فين معتز
ركضت شقيقتها لتأتي به وتسلمه لها نائما تخاطبها بحرص
حن عليكي ما تفزعيه من نومته 
تناولته منها تضمه برقة وتجاهد لتنفيذ رغبتها لكن سرعان ما غلبتها عاطفتها لتشدد عليه پبكاء مكتوم جعل الجميع يخشى استيقاظه قبل أن تتجرأ روح لتهادنها بهدوء تمتص فزعها
براحة يا نادية سيبه يكمل في
حضڼ امك هو انتي مش هتأمني أمك حن عليكي يا حبيبتي نادية 
استلته من يدها بصعوبة لتخطفه والدتها على الفور منها وجلست جواره من الناحية الأخرى لتضمها بحنان جعلها تسكين تمسح بكف يدها على شعر رأسها تتلو عليها من ايات القرآن الكريم حتى استسلمت آمنة للنوم اخيرا 
فهمست شقيقتها بتقدير واعزاز
الله يبارك فيكي ويسعدك يا روح ك الحنين خلاها تطمن وتنام 
عقبت على قولها زوجة شقيقها عزب
طب النهاردة ونامت بجية الايام هتعمل ايه الله يكون في عونها 
عبست روح لتشد الغطاء عليها قبل أن ترد على المرأة والتي تدعى عزيزة
ان شاءالله خير وربنا معاها واحنا مش هنسيبها كلنا في ضهرها هي مش بت عمي لزم لكن اكتر من اختي
وفي منزل فايز 
والذي ظل مستيقظا بأجفان مفتحة لا يقربها النوم ېدخن بشراهة ولا يتوقف حتى استفز زوجته والتي استيقظت من نومها على حركته
خبر ايه يا فايز رايح جاي ع البلكون تدخن وتشرب شاي لما خايلتني يا راجل وصحيتني من أحلى نومه 
نهرها بأعين حمراء نتيجة السهر والټدخين يرد
ما انتي لو عندك ډم ولا احساس كنتي تجومي تسويلي انتي ولا حتى تسهري معايا تونسيني بدل ما انا جاعد زي جرد جطع وانتي البعيدة بتفكري بس في نومك 
لوت ثغرها بزواية تخبئ وجهها عنه قبل أن تنهض على غير ارادتها لتذهب وتجلس جواره متصنعة اللطف
معلش يا خوي انا بس غلبني النوم لكن اها هجعد جمبك ان شالله حتى لحد الصبح 
ظل على صمته يطالعها بتجهم غير ابها لمبادراتها في الانضمام اليه حتى علقت بعتب
خبر ايه يا فايز ايه لزوم جلبة الوش دي يا راجل حصل ايه
زفر مرددا لها بسخط
حصل ان ولدي ماټ 
ضيقت عينيها تستوعب عبارته ولكنه تابع مصححا بعند
والناس كلها محسساني ان انا السبب في مۏته عشان دعوة ولا شتيمة طلعت مني في وجت ضيق طب يعني انا كان ايه بيدي بعد ما كل عليا حجي في البيت كنت راسه واهني يعني ولا ايه محدش فيهم جاعد في مكاني كلهم بيعاملونني النهاردة ولا اكني مرض يسلموا عليا
بالعافية والكلمة تطلع من تحت الضرس فيه ايه كلت ورث ابوهم انا
استدركت على حالته لتمتص غضبه مهونة
خلاص يا خوي ولا يهمك دول كلهم ناس سو اساسا ربنا يبارك في عيالك وأي حد يلوم عليك ربنا يبتليه 
سألها مرددا خلفها باستفسار
يبتليه بإيه
يبتليه باللي ياكل حجه طبعا ولا انت فاهم جصدي ايه
اومأ رأسه بتفهم ليعود شاردا في الفراغ مرة أخرى لتأخذ هي فرصتها في التطلع إليه ورأي ترسخ بعقلها زوجها متقلب ولا أحد يعرف بما يدور برأسه أبدا
بعد عدة أيام 
وقد هدأ الوضع إلى حد ما وصل غازي بصحبة رجل الأمن إلى
تم نسخ الرابط