روايه ميراث الندم
المحتويات
في انتظار اختياره ولكنه أجفلها بغضبه يمسك القطع المعلقة امام عينيها واحدة تلو الأخرى بتأفف ليلقيها خلفه على الأرض بازدراء
متمتما
ايه ده ايه ده ايه الجرف والهدوم المعفنة دي دا جميلة اختي المرة الكبيرة متلبسهاش ايه اللي ماليا بيه الدلاب دا يا بت
ابتعلت بحزن تنظر إلى اشياءها العزيزة لتجثوا على الأرض تتناولهم من خلفه باعتزاز عفوي منها
دنى منها بأعين حمراء أثارت في قلبها الړعب يخاطبها بغيظ يفتك به
حاجة ايه يا غبية اللي انتي بتتكلمي عليها دي بجى انا اديكي فلوس واوصيكي تشتري من المحلات تجومي انتي تجيبي هدومك المركونة المعفنة.
المتها الشتيمة منه على اشياء طالما احبتها وبنت عليها احلامها مع فارس الأحلام في مخيلتها الصغيرة فردت بنبرة اسفة
غبية حمقاء تضغط ببلاهتها على الجزء الكامن بداخله والذي يكرهه ويكره من يذكره به ولكنه مضطر ان بهادنها الان زفر دفعة كثيفة من الهواء الساخن بصدره ليساهم في تهدئته قليلا ليقترب منها يرفعها من ساعديها لتنهض وتقف مقابله ملطفا في مخاطبتها
دلفت بابتسامة متهكمة داخل غرفة الفتيات الصغار اثناء انشغال والدتها بتصفيف شعورهن من أجل تجهزيهم للحدث المطلوب لتردف لها ضاحكة باستهزاء
بتأنتكي البنات وتلبسيهم عشان فرح ابوهم ياما اما عجايب دي والله.
تجهم وجه فتنة تردد باستعلاء
لا طبعا متمنعهمش ليفتكر ان احنا
امتقع وجه رئيسة پغضب متعاظم لتصرف الفتيات بلطف حتى يذهبوا مع الرجل الذي أرسله ابيهم ليصحبهم معه ثم نهضت توجه تركيزها لها تخاطبها
ليكونش غيرانة انه هيتجوز جبلك يا فتنة والله لو كان كدة لنجوزك في اجرب وجت شاوري بس انتي على واحد من اللي طلبوا يدك واتجدموا لابوكي.
قالتها وتحركت للخروج تظهر شموخا وكبرياء حتى في خطوتها امام تلك التي تسمرت تراقبها بصمت.
عن اذنك بجى يا ست الكل اروح اطمن على اخويا اللي رجع يدوب من سهرة امبارح اروح اشوف دا كمان ليكون مدايق ولا حاجة
ربنا يهديكي يا بتي ولا يسترها معاكي احسن
تجاهلت فتنة ما وصل لأسماعها من والدتها لتواصل طريقها بعدم اكتراث حتى دلفت لغرفة شقيقها لتجده واضعا حقيبة السفر على الفراش يكدس بداخلها الملابس التي يتناولها بعجالة من خزانته لتبادره بسؤالها
رة من الوقت
بعد الشړ عليا وعلى حواليا جال جطر يفوت عليا جال.... ماشي يا ناجي رايح تدلع نفسك مع خواجبة تنسيك بت الفرطوس وجوازها من المحروس انا كمان من بكرة هطلع واشوف الدنيا مدام عدتي خلصت يبجى اعمل على كيفي عاد
وقف يستقبله قي نفس المكان الذي استقبله فيه اول مرة يرحب به بحفاوة في البداية ثم ما لبث ان يعبر عن استغرابه بالسؤال دون تكلف فالصداقة التي توطدت بينهما على مر السنوات تسمح للتباسط والحديث العفوي دون حسابات
ايه اللي جابك يا عم هو انت موظف عشان تتنططلي كل حبتين وتاخد أجازة من الشغل المتكوم.
يا نهارك اسود دا بدل ما تقدر ان جاي اوجب واعمل بأصلي رغم انك مقولتليش تعالى ولا عبرتيني بكرت دعوة
هتف بها يوسف مستهجنا جلافة الاخر ليضيف عليه عارف والذي تدخل في الحديث معهم
جلة زوج يا عم يوسف وعدم تجدير اذا كنت انا واد عمه وهاين عليه يطردني من ساعة ما وصلت من السفر وجطعت شهر عسلي عشان خاطره باينه شايف نفسه علينا اكمنه عريس.
همس بالاخيرة غامزا ليرد على قوله غازي بغيظ
اهو انا مش غايظني من الصبح غير نبرك ما تهمد ياد انت كمان وخلي الليلة تعدي على خير.
قالها وانطلقت ضحكات الاثنان ليعلق يوسف بمرح
دا باينه متوتر بجد والله مش تخمين زي ما انا شكيت ايه يا كبير هي دي اول جوازة ليك ولا ايه يا عم
انت بتجول فيها انا عن نفسي بعتبرها اول جوازة ليه والله .
قالها عارف ليزيد من تأفف الاخر ليدفعهم بخشونة من أمامهم
شكلكم جاين بغرض تحفلوا عليا مش تباركوا امشي ياد انت وهو انجروا جدامي .
تلقا الاثنان الدفعة لينصاعا للأمر معبرين بالتفكه عن استسلامهم لينساقا امامه بخنوع
يا ساتر يارب شكلنا زعلاناه.
ما انت برضوا يا عم عارف كان لازم تقدر برضوا ان ابن عمك فعلا متوتر بس يا ترى متوتر ليه... اااه
تأوه بالاخيرة تأثرا بقبضة قوية حطت على كتفه ذراعه من الخلف ليفمغم
على اثرها ساخطا وهو يدلك عليها
ايه يا عم انا جاي ابارك مش جاي اڼضرب والله
تابع غازي يزجره بابتسامة مستترة
بارك الله لكما وجمع بينكم في خير.
ختم بها رجل الدين لتصدح اصوات الزغاريد من شقيقاته وبناتهن لتعج بالمكان وتملأه بالمرح والابتهاج ترافقها المباركات والتهنئة للعريس من الحاضرين القلائل من وجهاء العائلة وابناء عمومته والشباب الأصدقاء
والذي كان يتلاقاها بابتسامات يجاهد الا تفضحها اللهفة في التطلع نحو قمره الذي توسط الجلسة بالقرب منه في الناحية الأخرى بين النساء من أقاربها وسليمة المرأة القوية التي تزيده يوميا اعجابا بها يقسم ان يرد اليها أفضالها يوما ما وقد اتخذ هذا الأمر عهد عليه .
عانقه يوسف ليهمس بجوار اذنه بمشاكسة
الف مبروك لحبيبي اللي وشه نور بعد ما كتب الكتاب يارب يكون التوتر خف
بطل جلة الحيا واتعدل بدل ما اعدلك.
خلاص يا عم انت محدش يهزر معاك ابدا.
قالها متوجعا يخفي تأوها لينزاح من أمامه باستسلام مغمغما
ربنا ع المفتري .
ضحك عارف المتابع لهما قبل ان يأخذ دوره في معانقة صديق طفولته بفرحة تنبع من قلب ذاق لوعة العشق ويعلم بحجم ما يكتنفه الاخر في هذه اللحظة
حبيبي يا صاحبي الف مليون مبروك ان جلبك خلاص ارتاح .
لا والله يا عارف لسة ادعيلي انا يدوب في بداية
الطريج حتى حطة جدمي مش على أرض ثابتة.
قالها بصدق شعر به الأخر فرد على قوله مطنئما
بكرة تثبت وتوصل انا واثق منها دي
يا سيدي ربنا يطمن جلبك.
غمغم بها بتمني من القلب قبل ان يندمج في المباركات والتهنئة من الباقين
اقسم بالله ما جادرة اعبر ع اللي حاسة بيه دلوك جلبي بيرفرف جوا صدري وحاسة نفسي عايزة اتنطنط كيف العيل الصغير حبيبة جلبي اتجوزت اعز حاجة ليا في دنيتي اخويا وابويا وسندي اخيرا سره هيرتاح مع اللي اختراها جلبه
لم تفهم على مغزى عبارتها الأخيرة لتفسرها في الأخير ان التعبير المجازي من فرط فرحها بزواج شقيقها فخرج الرد منها بدبلوماسية.
الله يبارك فيكي يا روح دا بس من جلبك الأببض ونفسك الصافية انتي ربك خصك بالجمال من جوا ومن برا
وانت خصك بكل حاجة حلوة.
تمتمت بها نادرة الشقيقة الوسطى أثارت بها الضحكات من البقية لتعقب فاطمة الجدة الكبرى تدلي بدلوها هي الأخرى
وهي برطمان عسل عايزين تلحسوه ما تسيبوا العسل لصاحبه خبر ايه
قالتها بإشارة واضحة من كفها نحو المقصود لتعلوا اصوات الصخب من الجميع وتتكفل وجدان بالرد هامسة بتحذير امام العروس التي كتمت بكفها على فمها وقد اكتسحها خجل شديد وسط الغمزات واللمزات الضاحكة من النساء وحياء الفتبات الصغيرات
ما تهدي شوية يا فاطنة كسفتي العروسة والبنتة يا مرة دا انا مردتيش اجيب ام ايمن مخصوص عشان متفضحناش تجومي انتي تاخدي دورها النهاردة.
اعترضت فاطمة بسجيتها
وه وانا جولت ايه يا به مش هو دا اللي هيحصل و لا هما هيخشوا و....
بووو.
تمتمت نادرة تقاطعها مقهقهة كي لا تستفيض بعفويتها
فحسمت وجدان بندائها
طب احنا نفضها احسن بجى وننده على صاحب الشأن تعالي يا عريسنا تعالي لعروستك لبسها شبكتها يا كبير ناسك
تقدمت بخطوات مترددة نحو الجلسة التي تجمع زوجها مع الضيف الغريب الهام تحمل عدد من اصناف الحلوى على صنية فضية باهظة الثمن اخرجتها من نيشها الغالي من أجل عيون زوجها العزيز كي تشرفه امام ضيفه العزيز والذي بدا لها من الوهلة الاولى صدق الوصف وذلك من ملابسه الغالية كزوجها وحذائه الامع بشدة كفيه الناعم بشدة لرجل لم يعرف معنى الشقاء في حياته رغم تباسطه في الحديث مع زوجها والذي انتبه لها الان ليقف يستقبلها بابتسامة ادهشتها
تعالي يا هدير
تقدم نحوها يتلقف الصنية منها ليضعها على الطاولة الزجاجية الصغيرةقبل ان يسحبها من كفها برقة يقدمها للأخر
تعالي يا حبيبتي اتعرفي على صاحب الغربة العزيز على جلبي دي زوجتي العزيزة يا عم صلاح.
نهض المذكور ليصافحها بدماثة وأدب جم
يا اهلا يا اهلا يا مدام اتشرفت بيكي.
اهلا اهلا متشكرة حضرتك.
تمتمت بها بتوتر لتتبادل معه ومع زوجها بعض الكلمات المقتضبة على عجالة قبل ان تنصرف سريعا من امامهم بعد ان انتهت اخيرا من المهمة الثقيلة على قلبها
تترك زوجها يغمره شعور الزهو بعد ان نفذت تعليماته بدقة وبدت بالشكل اللذي يليق به حتى علق الاخر بما ضاعف من شعوره
برافو عليك يا عمر عرفت تنقي بصحيح انا كنت فاكرك اتخميت لما فاجأتني ان فضلتها عن اللي كانت شاغلة بالك .
حمد لله ربنا بيعوضني بعد الشجا
اضاف صلاح على اثناءه ولكن بمغزى غامزا بطرف عينه
لا وعيلة صغيرة كمان تربيها على كيفك وتعوضك بقى عن.....
صلاح.
قاطعه بحزم متابعا بتحذيره
انا جولت ان دا موضوع وانتهى فترة واتمحت خلاص من حياتي
اومأ على الفور الأخير بابتسامة ماكرة
خلاص يا عم متزعلش اوي كدة انا بس كنت بناغشك.
الكلام ده مفيهوش مناغشة جولت خلصت يبجى حتى السيرة ماتتجابش.
نهى بها بحزم اخرص الاخر ولجمه عن المواصلة فى مشاكسته
رفعت جليلة الصغير لتأخذه منها بعد ان غفى بين يديها
لتنهرها ببعض اللطف والحزم
كفاية بجى يا نادية سيبني امشي
استني ياما.....
اعترضت تتشبث بها ولكن جليلة حزمت بصرامة هذه المرة لتتناوله منها وتنهض به
الواد نام وشبع نوم عايزاه في ايه تاني تكونيش عايزة تبيتيه معاكي ع السرير كمان
تهكمت جليلة بالاخيرة ولكن ابنتها التقطتها حجة لتردف
طب وايه يعني مش هو بيحب معتز ولا من أولها هيكشر فيه كمان
تبسمت جليلة وقد وصلها ما يكتنف ابنتها في هذا الوقت لترد على قولها بسخرية
من اول يوم عايزاه ينام ما بينكم يا بت اتعدلي وبطلي شغل العيال الصغيرة.
فالتها وتحركت للذهاب مغادرة الغرفة
متابعة القراءة