روايه ميراث الندم

موقع أيام نيوز

والله عندك حج.
تفوه بها ليهجم على الطعام يتناول قطع اللحم بنهم وابصاره منصبة نحوها بشكل اثار استيائها وغازي يكتم بداخله كم لا حصر له من السباب والكلمات البذيئة
في المساء 
وقد مر اليوم الكارثي اخيرا لتنعم بالهدوء في المكان الجديد لها الان تستعيد الخصوصية التي افتقدتها طوال الساعات الماضبة بدلت ترتدي ملابس عادية مريحة قبل أن تجلس بجوار والدتها التي كانت تعدل معتز في تخته الجديد بعد أن غطس في غفوة نومه العميق.
نام ياما .
تمتمت تجيبها بخفوت وهي تعتدل في جلستها لها
نام يا بتي والحمد لله اللي خلاه يجعد لحد دلوك ويتأخر على ميعاد نومه هو اللعب مع البنات.
اومأت لها برأسها وقد انشغلت في تناول حقيبة يدها الكبيرة تخرج منها بعض الأشياء اللتي أتت بها من منزلها حتى ردت بدون تركيز
اهو فرح بيهم عشان مجربين من سنه ربنا يستر وما يغدروش بيه.
سمعت منها جليلة لتخبط على صدرها بجزع مرددة لها باستنكار
ليه يا بتي بتجولي كدة اكفنا الشړ
توقفت عما تفعله تزم شفتيها بسأم قبل ان تجيبها مصححة
ياما انا جصدي ع الغيرة العادية بتاعة العيال يعني واحدة تزجه واحدة تضربه والنعمة لو حد جرب منه ما هسكت انا جاية هنا اساسا مڠصوبة وعلى اخري .
زفرت جليلة بغيظ منها ومن رأسها اليابس
مفيش فايدة فيكي راسك مركوب جديم وانا اللي جولت الست سليمة قنعتك بكلامها لحد ما وافجتي اتاريكي بتهاودي وبس.
تابعت بتحذير مشددة
بلاش التلكيك من اولها يا نادية الناس مرحبة وفاتحين درعاتهم دا غير الامان ولدك لو هيرمح بحصان هنا هيلاجي اللي يحرسه.
عبست بوجهها لتنهض من جوارها نحو خزانتها ترتب بعض الاشياء الخاصة من ملابس حتى قالت
برضك مش مكاني ياما مهما
تجولي ولا تحاولي تقنعيني
الټفت إليها تفضي لها عما تشعر به
روح الله يباركلها خففت عني كتير النهاردة وجدتي فاطنة كمان كانها ستي ام ابويا الله يرحمها بس برضوا.... انا كنت حاسة بخنجة في جعدة اللي اسمه
ناجي جصادي ولا لهجة فتنة معايا دي من زمان ما بتحبنيش من أساسه.
بس جوزها سيد الرجال. 
قالتها جليلة تتابع بثقة اختلطت بالانبهار
أديكي شوفتي بنفسك ترحيب واد عمك غازي شديد ولا يمكن يرضى ولو بأي كلمة تزعلك يعني حتى لو فكرت تتعوج معاكي هو هيعدلها على طول .
لوحت بيدها بعدم اهتمام لتعود للترتيب في خزانتها مرة أخرى وقد عقدت العزم الا تتقبل أي شيء يمس كرامتها او كرامة صغيرها لن تنتظر من أحد الانصاف حتى لو كان من كبيرهم نفسه على خاطرها الاخير تذكرت افعاله معها وهذه النظرات التي تتوه في مقصدها معظم الاوقات ثم وقع اسمها الغريب من فمه حين يناديها
نادية.
صدق الله العظيم. 
صدقت تغلق كتاب الذكر الحكيم ثم تسنده على الكمود المجاور لها قبل أن ترفع رأسها للتي جاءت منذ قليل وانتظرت جوارها حتى تنتهي .
تقريه في الحرم ان شاء يا سليمة.
اللهم أمين ربنا يسمع منك يارب ويكرمنا احنا الاتنين.
أمين. 
تمتمت بها هويدا تشيح بعيناها بملامح اعتلاها الضجر مما اضطر سليمة لسؤالها
خير يا هويدا شكل عندك كلام عايزة تجوليه 
وكأنها كانت في انتظار الدعوة لتلتف إليها فجأة بوجه محتقن تخاطبها
بصراحة ايوة يا سليمة بعتي مرة ولدك لبيت الدهشان وكأن الخطړ بجى منينا طب احنا كنا جصرنا
معاها مثلا ولا عيالنا مفهمش راجل تتحط في كنفه ويجدر يحميها
بلاش كلامك دا يا هويدا عشان منزعلش 
هتفت بها توقفها قبل ان تسترسل بما يزعجها ثم سحبت دفعه من الهواء بصدرها قبل تطرده حتى تتمالك في الرد
نادية ومعتز جعدتهم هناك احسن محدش عارف اللي جاي ايه ولدك وواد اختك الاتنين مفيش رجالة لكن انا مستريحة في بعدهم عني.
ضاقت عيني الأخرى لتطالعها بارتياب سائلة
جصدك ايه يا سليمة مخبية ايه تاني عني يا بت عمي
هتفت مرددة خلفها
باستنكار
مش محتاجة اخبي عنك يا هويدا لأن انا عارفة ومتأكدة ان اخوكي مش هيسكت لأن لو هو سكت العجربة اللي معاه مش هتسيبه يسكت
صاحت هويدا بانفعال 
يعني هيعمل ايه تاني كمان هو ليه عين
ردت بتسامة ساخرة خلت من أي عبث
دا على اساس انه ببختشي يعني ولا هتغيب عنه الحيلة.... ياللا بجى يعمل ما بداله
اقتربت منه تخطو أطراف اصابعها وقد كان جالسا في نفس المكان الذي اصبح ينفرد به وحده في الحديقة ولكن هذه المرة يدندن بالغناء بمزاج رائق أذهلها حتى استبد بها الفضول تفاجئه من خلفه
جاعد لوحدك بتغني تجول ايه يا عندليب 
بسم الله الرحمن الرحيم. 
تمتم بها متعوذا بإجفال جعلها تنطلق في الضحك مقهقة غير قادرة على التوقف وظل يناظرها بغيظ رغم ابتهاجه بصوت ضحكتها المميز ليعلق مدعي الڠضب
خلاص يا ختي ماسورة الضحك فتحت عندك ومش جادرة تجفلي.
أومأت برأسها بضحك توافقه
بصراحة ايوة اصل خضة الكبير ليها طعم تاني برضك.
اصابته العدوي ليشاركها على غير ارداته حتى اجفلا الاثنان على قول عارف
تاني برضوا ! بسم الله ما شاء الله عليكم انا خاېف احسدكم والله.
تصدج صح الله أكبر في عنيك ما بتجيش غير في الوجت المناسب طب نجي وجت اما يكون ناجي جاعد.
قالها غازي بانفعال خرج كمزحة ضحك عليها عارف قبل ان ينضم معه على أحد المقاعد أسفل المظلة.
وكالعادة انسحبت من أمامهم نحو وجهتها ولكنها هذه المرة اتخذت طريقها نحو الاستراحة ټخطف انظار شقيقها الذي ظل متابعا حتى انفتح الباب فلمح طيف معذبته سريعا قبل تغلق الباب عليهما وقلبه يرفرف بلهفة يشتاق لإشباع عينيه من رؤيتها حتى يرتوي الظمأن بعد سنين عجاف.
انتبه فجأة نحو الرأس الممتدة بجواره ليعلق بحنق
خبر ايه يا عارف هو انت استحليت المجية هنا ياك
ضحك الاخير يجيبه ببساطة
ما انت كمان لزجت هنا وعجبك الجو يعني هي جعدتي اللي هتعمل مشكلة
اممم
زام بفمه وامتعضت ملامح وجهه ليرد بابتسامة صفراء 
انا جولت من الاول فيلم الحب وعڈابه ده واجف عليا بخسارة .... منور يا عارف .
.... ينبع
الفصل الثالث عشر
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب.
يحكم بما يهواه حتى لو ضد رغبة صاحبه.
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت.
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل.
غافل عن قصد.
جاهل رغم علمه.
لا يسمع إلا ما يريده
يسير بلا بوصلة توجهه نحو الطريق السليم..
فلا سلام ولا أمان حين يتملك
وشقي هو من يعارضه! 
بنت_الجنوب
خرج من باب منزله صباحا وعينيه منصبه نحو باب الاستراحة يزفر انفاس متتاليه بضجر وقد مل من استمرار انغلاقه أمامه مل من اختفاءها بالداخل.
كم مر عليه من الأيام منذ مجيئها لا يعلم ولم يعد يحسب كل ما يذكره هو عدد التقاط عينيه لطيفها عدد المرات القليلة له بلقاءها صدفة حينما يسعده الحظ اذا رأها مع شقيقته أو جدته في حديقة المنزل والتي لا تخرج إلا حينما تبحث عن ولدها.
قاسېة هي ان تكون بجواره وهو
محروم من إشباع انظاره من حسنها خجلها الشديد الذي يمنعها من الحديث معه 
أصبح نقمة عليه يريدها يريدها.
برغم من التماسه العذر لها إلا أنه يستنكر هذه العزلة المقصودة منها.
توقف ليسند بظهره على جذع أحد الأشجار الضخمة الملتفة بطول السور المحاوط للمنزل يجمح نفسه بصعوبة عن الذهاب ودفع الباب بيده ليراها أو يحثها على الخروج حتى ترى العالم وتكف عن القوقعة التي حبست نفسها بها لو كان يملك الحق لفعلها ولم يتأخر لحظة.
رايحة فين يا روح
سأل شقيقته يوقفها من وسط المسافة بعد أن لمحها على وشك الخروج من الباب الخارجي زوت ما بين حاجبيها باستغراب تام لوقفته الغريبة ثم ما لبثت ان تغير طريقها حتى وصلت اليه لتسأله بفضول وابتسامة مشاكسة
ايه يا كبيرنا جاعد واجف جمب الشجر المرة الجاية هلاجيك فوج السور 
زجرها محذرا
روح.
زاد اتساع ابتسامتها لتردف بمزاح
بهزر معاك يا كبيرنا وه انت مبتحبش الهزار 
لا مبحبش الهزار.
ردد بها بملامح ممتعضة وشعوره بالغيظ من نظرتها الكاشفة له يزيده حنقا
ماتبطلي يا بت بصتك الباردة وردي ع السؤال جوليلي رايحة فين
لم يؤثر بها صيحته بل زادتها ابتهاجا داخلها حتى لم تقوى على كبت ضحكتها لتتماسك اخيرا أمام احتداد ابصاره نحوها
خلاص يا عم متزعلش جوي كدة ع العموم يا سيدي انا رايحة البوسطة اخد طرد الشحن بتاع الكتب اللي كنت طالباها جريب.
زفرة ضعيفة خرجت منه تعبر عن سأم يكتمه بداخله ف أمرها الذي طال اصبح يثقل كاهله حتى كره هذه الكتب التي تسرقها عن
عالمها والواقع الذي يعيشون يراوده شعور أحمق ان إسرافها في الخيال هو المتسبب الأساسي في تمردها.
وهي الذكية لم تغفل عن تبدل ملامحه وما يرواد عقله من أفكار وهواجس لذلك تابعت
غازي يا دهشان انا قارية كل اللي بيدور في دماغك دلوك شيل من مخك الافكار دي انا مش
مراهقة ولا عيلة صغيرة عشان انجر ورا الاحلام ومعرفش احدد هدفي وبلاش نعيد ونزيد في كلام احنا حفظناه انت ادعيلي بس ربنا يفك عجدتي.
امين يارب ان شالله عن جريب.
تضرع بها رافعا كفيه إلى السماء تمتمت هي ايضا خلفه لتهم أن تغادر وقبل ان تستدير بجسدها اوقفها مرة أخرى
استني يا بت هي طارت على مشوار البوسطة...
طالعته باستفسار اجاب عنه حاسما أمره
انا عايز اكلمك في موضوع. 
موضوع ايه
أجلى حلقه يجسر نفسه حتى لا يتردد امام طلبه منها
انا كنت عايز اكلمك في موضوع نادية. 
مالها نادية ليكون حصل حاجة عفشة لا قدر الله من ناس جوزها.
تسائلت قاطبة وقد زادها توجسا داخلها خشية حدوث شيء لا تعلمه سرعان ما صحح لها
لا يا ستي متجلجيش الحمد لله مفيش حاجة..... انا بتكلم على حبستها. 
حبستها! 
أيوة حبستها يا روح من ساعة ما جات وهي جافلة عليها باب الاستراحة مبتطلعش غير نادر جوي لا بتاجي عندنا تسلم على جدتي ولا تجعد معاكي خبر ايه دا لولا ان بشوف ولدها في الجنينة احيانا مع البنات بيلعبوا لكنت افتكرتها مشت من زمان .
غزى محياها ابتسامة لطيفة لفراسته في الانتباه لهذا الأمر لكن سرعان ما تجمدت لتفهمها الجيد لرغبة الأخيرة في عدم الاحتكاك المباشر بالأسرة وزوجته الكارهة لها من الأساس أو شقيقها الذي اتخذها حجة منذ مجيئها ليأتي كل يوم من أجل التواصل معاها
مالك متنحة ليه ما تردي يا بت ع الكلام اللي بجوله.
استجابت تجيبه هذه المرة بتحفظ كعادتها
يعني يا واد ابوي هي برضك لساها مستحية ف انا من رأيي انها تبجى براحتها.....
تبجى براحتها كيف
قاطعها بانفعال آثار دهشتها متابعا بما يشبه التعنيف
ميبجاش مخك ضلم يعني احنا جايبنها من بيت ابوها عشان نحبسها دا بدل ما تطليعها تشم هوا وتكسبي فيها ثواب.
يا عم ما هي مش محپوسة والله 
كيف يعني
ردت بابتسامة مستترة تستمع برد فعله الحانق منها
انت مبتشوفناش عشان انا ونادية كل جعداتنا مع بعض في حوش البيت اللي ورا بنحكي براحتنا بعيد عن الدوشة والناس اللي داخلة طالعة على بيتنا دا
تم نسخ الرابط