روايه ميراث الندم
المحتويات
اجفلها مناديا باسمها
ناادية
الټفت تطالعه باستفهام حتى اردف قائلا لها
كنت بسألك لو عايزة حاجة اجيبها معايا
لوحت بسبابتها نحوها بتساؤل وقد اصابها عدم الفهم في البداية لكن سرعان ما استدركت لترد بحدة
لأ طبعا مش عايزة حاجة ربنا مكفينا والحمد لله الف شكر .
تبسم باتساع يردف لها
شالله دايما انا بس بسأل عادي على فكرة ولا ايه رأيك يا ام احمد عايزة انتي حاجة اجيبهالك معايا
يا سيدي وانت لو جيبت هجولك لا على العموم احنا عايزين سلامتك تروح وترجع بألف سلامة .
التقط من الاخيرة ليضيف معلقا بمغزى
الله يكرمك يارب ويسعدك والله دعوتك دي بالدنيا كلها واخدة بالك يا نادية.
للمرة الثانية يجفلها ليردف ببعض تعليماته
بتمنى بس تطلي على جدتي في غيابي اينعم خواتي وبنات اخواتي بيجوا يطلوا عليها يوماتي بس دا ميمنعش انك تطمني عليها كل يوم لو تسمحي
قالتها بعفوية وحمائية تتخلل نبرتها ليقابلها بقوله قبل أن يتحرك ذاهبا
ما هو دا العشم برضوا ع العموم لو عوزتي اي حاجة اطلبيها من بسيوني ولو مفيش بسيوني اتصلي بيا انا شخصيا اكيد انتي حافظة نمرتي زي انا كمان ما حافظ نمرتك...... ياريت بجى لما اتصل عشان اطمن تردي ماشي يا نادية
ناادية خدتي بالك هو بيمد الألف ولا بيزود عليها أنا مش فاهمة بس الراجل ده بينطج إسمي بشكل غريب.
قالتها بحنق أضحك شقيقتها بصخب لتزيد من استفزازها قائلة
بصراحة دي اول مرة اسمعه وهو بينده عليكي حسيته وكأنه بيستطعم الأسم.
وه.
تمتمت بها بسخط لتطلق زفرة مشبعة بڠضبها تتابع
توقفت برهة باستدراك وهي تعيد برأسها على تعليماته لتتسائل بعدم فهم
استني صح طب
هو بيوصيني على جدتي ودي حاجة مش محتاجة وصاية لكن ايه لزوم الاتصال وتردي عليا ومش عارف ايه هو مش جال هبعد عشان مضغطتش عليكي طب دا اسمه ايه بجى
تبسمت الأخرى بصمت أمامها وبداخلها تغمغم.
دا على اساس انه فعلا غازي الدهشان ها يديكي مساحة للأختيار والنعمة انتي غلبانة
الفصل التاسع والعشرون
خدناها بالسيف الماضى وأبوها ماكنش راضى وعشانها بيعنا الأراضى الحلوة اللى كسبناها خدناها خدناها.. خدناها بالملايين وهما ماكنوش راضيين عشانها بيعنا الفدادين.. الحلوة اللى كسبناها.
تلك الأغاني التي كانت تصدح بها الفتيات من أبناء شقيقاته والاقارب والأحباب في استقبال صاخب يعبر عن فرحهم بعد عودته من منزل عروسه وعقد قرانه عليها والذي تم منذ قليل ليأخذ نصيبه الان من المباركات والتهنئة قبل انخراطه في ليلة الحناء وما تتضمنه من مظاهر اعدها وصرف عليها الالاف من الجنيهات بغرض داخله لينتقل صداها على جميع البلدة.
مبروك يا خال ربنا يتمملك بخيرر الف مبروك يا ولدي العروسة حلوة وزي العسل جوزاة العمر ان شاء الله تخلف منها دستة مش عيل واحد.
شالله يسمع منكم ربنا يارب طب اسيبكم بجى عشان اللحج اغير جلببتي واللبس اللي هحضر بيها عشا الرجالة جبل فرقة الحنا ما تاجي كمان.
استأذن وذهب مغادرا من أمامهم وسط الصخب والزغاريط التي كانت تطلق لتملأ المكان ابتهاجا وفرحا به
حتى اذا وصل إلى داخل غرفته خلع هذا القناع متخليا عن ابتسامته ليزفر انفاس متقطعة قانطة خشنة ليستند بكفيه على الطاولة المستديرة بوسط الصالة بوجوم صامت ادخل قلقا في قلب شقيقته التي دلفت من خلفه حاملة الجلباب الأبيض المنشي
عمر هو انت تعبان
سمع منها وارتفعت رأسه على الفور نحوها وكأنه استفاق من غفوته ليرسم ابتسامة مصطنعة في رده عليها.
اتعب النهاردة يوم فرحي دا حتى يبجى فال عفش هاتي الجلبية يا خيتي هاتي.
خطت اليه لتعطيه مطلبه بأعين متفحصة له جيدا حتى وهو يتصنع الفرح امامها بكذب مكشوف لم تبتلعه او تقوى على كبت ما يدور بداخلها حتى خرج صوتها بتردد
مكنش ليه لزوم الاستعجال انا من رأيي كنا صبرنا شوية على ما تاخد ع البت وتاخد هي عليك .
رمقها بابتسامة ساخرة يعقب ردا لها
انتي جاية النهاردة الحنة وبعد ما عجدت ع البت تجولي كدة يا جميلة دا بدل ما تسمعيني زغروطة زينة.
اسمعك يا واد ابوي واسمعك احلى مبروك كمان بس لما احس الفرحة طالعة من جلبك مش تمثيل انا مش عارفة بس ليه العند
قالتها لتفاجأ بتحوله وقد اشتدت الملامح السمحة لأخرى بدأت تعتاد عليها من عودته ڠضب يستبد به على أقل الأسباب
مش عند يا جميلة كد ما هو استرداد للكرامة انا مش هين عشان اعيش على ذكريات واحدة خاېنة باعتني على اخر الطريج بعد ما كنا خلاص وصلنا وراحت غيرت وسبتني اتفلج لوحدي مش هجعد انا للفكر والڼار اللي بتاكلني كل دجيجة ومخي بيروح عندها.......
توقف برهة يتابع بشرود
يا ترى بتعمل ايه معاه دلوك بتديلوا من نفسها ومشاعرها اللي كانت من حجي بتعيش معاه الوجت اللي كان مفروض تعيشه معايا....
هتفت توقف هذيانه
خلاص يا عمر اعتبرني مسألتش بس ياريت يا واد ابوي مدام قررت تتخطى وتنسى يبجى من كله انا تبعتك رغم اني كنت معترضة في البداية بس عشان ارضيك رضخت هدير مربياها زي بناتي ودي فرحتها بيك ولا اكنها عترت على فتى أحلامها. بلاش تشوه الحلم الجميل اللي عايشاه
اشوه الحلم اللي هي عايشاه!
ردد بها ساخرا من خلفها لتتسع ابتسامته في رده مقللا
والنبي انتي كمان يا جميلة باين التليفزيون والخيال لحسوا عجلك ما تسبيها تفرح يا ستي زي ما هي عايزة هي كانت تطول اساسا.
بهتت تطالعه بعدم استيعاب حتى تلجم فمها عن الرد فتابع
جميلة انا عايزة اغير هدومي واللحج الليلة اللي ورايا مش ناوية تطلعي بجى ولا اغير جدامك
لا خلاص يا واد ابوي انا ماشية.
قالتها لتستأذن مغادرة على الفور من امامها تغمغم بصوت واضح وقد استغربت لما ينتظرها من أعمال
انا اساسا ورايا هم ما يتلم لبس البنات ولا الخدمة في عشا الحريم ولا جوزي دا كمان اللي عايزني احضرله خلجاته عشان يتسبح.
ظل متابعا لها حتى اغلقت باب الغرفة واختفت ليزفر بتنهيدة اخيرة قبل ان ينهض لتغير جلبابه ولكنه اجفل على انارة الهاتف بهذا الرقم الدولي المعروف تبسم ساخرا في مراقبة الاتصال حتى انتهى ليتناول هاتفه بعد ذلك ثم يفتحه من الداخل مخرجا بطاقة الخط ليكسرها نصفين قبل ان يرمي المتبقي في سلة المهملات مدما
وادي الخط عشان نخلص خالص بجى!
اكيد مضايجة اني دخلت من غير إذن
اهتز كتفها بدلال ترد على قوله
إنت حر بس يعني اعمل اي حركة عشان احس ولا اخد بالي
ردد من خلفها بمشاكسة
ما انا مش عايزك تحسي ولا تاخدي بالك..... عشان اخد راحتي.
تخصرت تكبت ابتسامتها بصعوبة توجه سؤالها له
راحتك في ايه في ان شاء الله هو البص عليا من غير
ما اخد بالي بجى فيه راحة كمان دا كدة اسمه تربص.
أسعده هذه الروح الجديدة منها ورد الكلمة منه بإثنين منها بدأت تعتاد بدأت تعطي لنفسها فرصة.
أكمله بمشاكسته ليقترب متمتما
وبجى لسانك يطول كمان بس بسيطة انا اعرف اجصوهولك زين.
قابلته بتحدي رافعا ذقنها للأعلى
طب وريني يا عارف هتعرف تجصه ازاي
تبسم يعض على شفته السفلى يردد لها بتوعد يغمره احساس بأنه قد حان الوقت!
من عيوني الجوز يا جلب عارف اخلص بس جعدتي مع الجماعة اللي طبوا فجأة دول يباركوا في الوجت اللي مش مناسب أساسا جلست على طرف التخت واضعة قدما فوق الأخرى تقول بملوكية
تمام خالص وانا مستنية.
شملها بنظرة وقحة كالعادة ليومئ بغمزة من عيناه
حلو جوي اشوف انا
شجاعتك دي توصلك لفين
قالها ثم تبختر في خطواته خارجا من الغرفة نحو جلسته مع بعض الزوار من أصدقائه الذين أتوا من أجل تهنئته.
وظلت هي بجلستها بفكر شرد في مغزى كلماته يكتنفها شغف شديد لما ينتوي عليه معها يلوح بعقلها بعض الافكار والاشياء ال..... نفضت رأسها فجأة لتتناول هاتفها تشغل نفسها عليه علها تلهي ذهنها عن الانسياق وراء انحرافه .
كانت تتصفح لترى الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي حينما ظهر امامها هذا المنشور المفاجئ على جروب أبناء البلدة ليس منشورا واحدا بل هو مجموعة منشورات عن عقد القران اليوم واحتفال ضخم يقيمه مع الفرقة المشهورة وصوت المطرب المعروف على مستوى جنوب الصعيد كافة اشعار تكتب عن المناضل ابن البلدة الذي تغرب ثم اتى الان ليكمل نصف دينه بالتزامن مع بدء قيامه بمشروع هام سوف يساهم في رفعة البلدة وتشغيل مجموعة كبيرة الشباب من العاطلين
قطبت بحيرة وهذه الأسئلة التي طرأت فجأة بذهنها متى خطب ليلحق بالزواج بهذه الفترة القصيرة ومن أين له بكل هذه الأموال للقيام بهذه الاشياء الضخمة والسؤال الأهم متى قام بجمعهم لقد انتظرته خمس سنوات لماذا ظل كل هذا الوقت ليعود بهذه الأموال الضخمة....... لماذا تشعر وكأنها تراه رجلا غريبا
لم تشعر بنفسها وهي تضغط بأصابعها على شاشة الهاتف لتكبر وجهه وتقربه اكثر ف أكثر تبحث عن عمر القديم الذي تعرفه اين الملامح السمحة اين عمر
على الفور دفعت الهاتف من يدها تبرر بضعف
والله العظيم ظهر المنشور جصادي لوحده انا مكنتش....
قطعت لتلحق به بعدما اجفلها بالتفافه ليذهب متجاهلا الرد او الاستماع لها اوقفته بجذبه من مرفقه
عارف بلاش كدة اسمعني وافهني الاول .
نفض يدها عنه پعنف هادرا بصوت مخيف يحذرها بسبابته
مسمعش نفس..... انا رافض أي تبرير ورافض أي كلمة منك اساسا.
اومأت رأسها بأعين تحتجز بها الدموع لتردف بصدق ما تشعر به
انت حر أكيد بس انا عايزاك تاخد بالك ان دا راجل اتجوز خلاص وانا كمان اتجوزت يعني كل واحد فينا راح لحاله انا مليش غيرك دلوك يا عارف انت بس اللي تخصني لكن هو لا.
لانت ملامحه قليلا حتى هدير انفاسه هدأت وتيرته الى حد ما محدقا بها بحيرة امتزجت بغضبه ثم ما لبث ان ينهي كل ذلك بخروجه من امامها دون استئذان يتركها وحدها تمسح بإبهامها الدموع التي أصبحت تسيل منها بغزارة ودون توقف لترتمي بثقلها على الفراش مفرغة كبت حزنها بالبكاء بحړقة .
خط بإمضته على الورقة الأخيرة بهذا الملف الذي راجع على بنوده جيدا لهذه الصفقة الهامة التي على وشك تنفيذ عقودها بفضل شريكه الهمام في العمل على الرغم من تواضع شخصه في الواقع والذي كان يهلل له في هذا الوقت
برافوا برافوا ايوة كدة شطور يا بيبي.
تبسم غازي رغم وعيده وتهديده ليردف محذرا له
احترم نفسك يا يوسف انت عارفني مجبلش بالمياصة.
هتف الاخير معبرا عن حنقه
يا عم وهو احنا لقينها المياصة ما انت اللي وش فقر ومانع نجيب الأنثى اللي ترطب علينا الدنيا الناشفة دي سيب الواحد يتوهم مع نفسه.
دفع غازي الملف
متابعة القراءة