روايه ميراث الندم
المحتويات
جال ويجولي ادعيلي كمان
عيل فجري....... بس هي محظوظة بت ال....... متجعش غير وهي واجفة بختها ڼار مع الرجالة.
مستندة على جدار أحدى الحظائر تراقب صغيرها الذي كان يطعم المهر الصغير ويداعبه دون خوف أو تردد وقد اعتاد الاثنان على بعضها بفضل غازي لا تنكر ان لهذا الرجل افضال عليها مهمها عددتها لن تحصيها يكفي نعمة الأمان فهذه وحدها تغني عن أي شيء.
الټفت اليه مجفلة وابصارها تذهب للخلف وما حوله تتوقع قدوم أحد ما معه لتجيب التحية باستغراب لم يخفى عليه
مساء الخير.
واصل تقدمه
حتى أصبح مقابلها تماما مما زاد من اندهاشها ليكمل بابتسامة استهجنتها مع هذا الأسلوب الناعم في الحديث معها
عاملة ايه النهاردة انا شايفك زينة ما شاء الله والضحكة منورة وشك ينعل ابو الحزن.
حمد لله على كل حال.
استني هنا يا نادية هو انا معرفش اتكلم معاكي واصل.
برقت عينيها امامه تحدجه پغضب بأن يتصدره أمامها ليمنع عنها التقدم ف استطرد مبررا
معلش اعذريني بجى ما هو انا بصراحة فاض بيا ونفسي بجى تديني فرصة واحدة بس وتسمعيني.....
باحتقان ملأ جوفها
وكأنه لم يسمع واصل بإصرار تعجبت له مانعا عنها الحركة بتصدره أمامها
لا يا نادية لازم تسمعي عشان انا الكلام ده كان لازم اجولوهولك من زمان انا واد عمك وكنت أولى بيكي من ولد الدهشوري انا اللي رايدك من زمان ومفيش مرة ملت عيني غيرك لو على الحزن ع المرحوم انا ممكن اجدر واستنى تاني بس لازم تعرفي ان ملكيش غيري انا هعيشك برنسيسة وولدك هيبجى ولدي مش هخليكي تضطري لحماية حد عشان هتبجي في حمايتي فكري يا نادية ومتغلبيش راسك الناشفة.......
لم ينتبه لارتجافها ولا لنظرة البغض التي كانت تطل من عينيها كانت ترتعش أمامه بانفراج وكأنها ترحب به وأنفاسها تعلو وتهبط بانفعال كاد أن يصيبه الجنون ذهب عقله وضعفت مقاومته ليدنو منها بذهن مغيب لم يستفيق إلا على صفعه مدوية بكفها على الجهة اليمنى من وجهه قبل ان تدفعه بقبضتيها وتتخطاه پعنف ترفع صغيرها وتعدو ذاهبة بخطوات تحفر الأرض بڠضبها.
ېخرب مطنك يا ناجي
شكلك كدة طينت الدنيا بلهوجتك.
تركت ما بيدها وهذه الرسائل التي كانت تتلقاها طوال اليوم من عزيزها في ظل ازدحام منزله بالمهنئين بعودته وعدم ترك له ولو وقت صغير مستقطع حتى يخرج للقاءها.
لتعطي انتباهاها الكامل الان لهذه التي ترتجف أمامها بعد ان قصت عليها ما حدث على عجالة في جلسة جمعتهما وحدهما داخل غرفتها
اهدي يا نادية انتي خدتي حجك وعرفتيه انك مش هينة دا لسة كمان لما احكي لغازي والله.....
لا متجوليش لحد.
قاطعتها باڼهيار وتشنج
انا مش عايزة سيرتي تتجاب على أي لسان عايزة اجعد في حالي واجفل بابي عليا حرام اجعد كافية خيري شړي ليه محدش عايز يسيبني في حالي
احنا كلنا معاكي وفي ضهرك مفيش حد يجدر يتعرضلك وان كان ع اللي حصل النهاردة ف انا بجولك اها لازم اخويا يعرف ونحجج في الموضوع ده عشان نعرف ايه اللي خلاه يوصلك في اخر البيت وفي المكان الخالي ده الا أذا كان في حد ساعده او دلوه على مكانك ناجي واد عمي معوج من زمان ولازمله شدة عشان يتعدل.
حتى لو هو كدة فعلا يا روح برضك يبجى بعيد عني اسمي لو اتجاب في سيرة يبجى الكلام هيكبر وانا مضمنش يجولوا عليا ايه دا يمكن ساعتها يستغل الظرف ويزود من مخه وابجى مضطرة اتجوزو صح .
صمتت روح باستيعاب جلي تستدرك صدق قولها هي بالفعل في موضع ضعف حتى لو كانت هي المظلومة هذا المجتمع المنلغق بعاداته وتقاليده لا يعطي للمرأة الحق في هذه المواقف حتى لو
كانت ضحېة وكم من مأسي مرت أمامها وتحسرت على غياب العدالة بها.
اطرقت رأسها أمامها بخزي وقد لجمها المنطق الغريب عن الدفاع او الوقوف معها امام
فعل هذا الدنيء لكن ومع ذلك لن تصمت
انتي بتجولي انك شوفتي فتنة كانت جاعدة في الجنينة ساعة ما انتي جيتي على البيت هنا
اومأت برأسها لتمسح بطرف أصابعها الدموع العالقة ثم نهضت تردف بما يجيش بصدرها
بس برضك سيبك منها دي لأنها أعفش من اخوها على فكرة أنا عارفاها من أيام المدرسة......
تنهدت بضيق يجثم على أنفاسها لتتحرك نحو النافذة تطل منها للخارج مردفة
أنا اتخنجت جوي ونفسي اشم هوا بعيد او اروح في أي حتة ادفن رأسي فيها حتى هي الجناين الكتيرة دي تبعكم صح
مررت روح كفها بحنان على ظهرها تجيبها بمؤازرة
ايوة بتاعتنا لو عايزة تتمشي لحد الخضرة هناك روحي الوجت لسة عصاري مجاتش المغرب.
سمعت منها واستدارت بنظرة نحو صغيرها الجالس على فراش التخت مندمجا في مشاهدة افلام الكرتون على شاشة التلفاز المعلقة بالحائط فتابعت لها روح بلهجة مطمئنة
متجلجيش عليه اطلعي انتي وفرطي عن نفسك وخدي الوجت اللي يكفيكي معتز دا يا روح جلبي من جوا.
دلف داخل غرفة نوم والديه مستغلا غياب والده ليختلي بالحديث مع والدته والتي كانت تعمل على ترتيب الفراش وتبديل ملاءته فخرج صوتها بلهاث
ايوة يا مالك لو عايزني احضرلك غدا يبجى استنى بس اخلص اللي يدي يا ولدي.
رمقها بنظرة غامضة يجيبها
بس انا مش عايز وكل ياما انا كنت جاي بس اطل عليكي عاملة ايه بجى
تبسمت بتشكيك لمرواغته لها ثم ما لبثت أن تجاريه
زينة يا أستاذ مالك تشكر ع السؤال يا باشا.
الټفت نحو خزانة الملابس تبحث عن عدد من قطع المفارش الصغيرة تحصيها على يدها قبل أن تخرج بها وتكمل مهمتها على باقي الاثاث في المنزل وصلها صوت ابنها بتمهل مقصود
لكن انتي متعرفيش ابويا راح فين ياما
الټفت جالسة على عقبيها في متابعة لرحلة البحث
وانا هعرف منين يا حبيبي هو ابوك دا بجى حد فاهمله حاجة اساسا.
اممم
زام بفمه ثم تحرك خطوتين ليجلس على طرف التخت متابعا بأسلوب يقارب السخرية
دا انتي غلبانة جوي ياما على كدة مسمعتيش باللي عمله مع مرته التانية.... خالتي سليمة ام حجازي.
مالها ام حجازي
اتنفضت تردف بها تاركة كل ما بيدها لتجاوره الجلوس على الجهة الأخرى
أردف يجيبها
اصل انا زورت جدتي سکينة من كام يوم سمعت بجى هناك باللي عمله...... جوزك شكله اتجن وحن لمرته الجديمة تاني لما عرف ان المصلحة
اللي جاية من ناحيتها احسن من العداوة معاها...... دا متكسفش من خواته البنتة وراحلهم في عز الليالي يجولهم انا جاي ابيت مع مرتي تصدجيها دي
التف برأسه يطالع وجهها وقد توحشت ملامحها تخاطبه بشراسة
انت بتجول ايه يا مالك متأكد انت من الكلام ده طب وهي.... جبلت بيه
والله زي ما بجولك ياما دا اللي سمعته.
قالها ببرائة ليضيف بمكر
اما عنها ف انا بصراحة معرفش ايه ظروفها معاه شكل جوزك ناويها ياما ومش بعيد نلاجيه في يوم وليلة سايب البيت وراح جعد معاها طبعا ما هو البيت بيتها هي وولدها المرحوم.
بيت مين متجولش كدة.
صړخت بها بوجهه لتنتفض تفرك كفيها پحقد متعاظم
ااه عشان كدة بجى الراجل جرفان وبيعاملنا من فوج مناخيره دا غير انه مش راضي يببع جيراط واحد من الفدادين اللي ورثها من ابوه والله لاجيب عاليها واطيها لو حصل دا انا متحملة جرفه بجالي عمر دلوك لما تفرج يسيبني.
الټفت فجأة نحو ابنها الذي انتبهت على هدوئه المريب لتهدر به
انت مالك ساكت كدة ليه بتولع الڼار في جسمي وانت ولا على بالك.
ظل على وضعه يرمقها بنظرات غامضة قبل ان يتنازل اخيرا يجيبها
ما انا جاي اكلمك اها ياما واخد رأيك في اللي سمعته مش يمكن اكون انا غلطان ولا انتي فاهماه غلط!
مالت رأسها للأمام تطالعه قاطبة جبينها بشدة رافعة طرف شفتها باستغراب جلي فهذا الولد أصبح كالبئر الغويط امامها ولم تعد تفهمه على الإطلاق.
سكن جسدها المرهق أخيرا بعد بكاء كثير ومرير وقد ساهمت برودة الطقس الطفيفة مع الهواء الذي كان يداعب اغصان الشجر أمامها في سيمفونية بديعة ما بين نسمات عليلة وتراقص أوراق الشجر أمامها مع هدوء المكان
الخالي من حولها لتخمد نيران القهر بداخلها ولو قليلا وتصفي ذهنها المستنزف من أفكاره المتصارعة ف تتنفس من نقاء الطبيعية بعيدا عن الأحقاد والمكائد التي تحيط بها من كل الجهات.
راحة تخللت روحها المنهكة لتستكين مستسلمة لسحر اللحظة والذي انساها الوقت وحرمة المكان الغريب عنها حتى استفاقت تستدرك ورطتها بعد أن وقعت عينيها على زوج العيون المخيفة رغم صفاء لونها البني والذي أصبح قاتم في هذا الوقت وهو يقترب بخطواته المتربصة نحوها ثم خرج صوته اخيرا بعد أن جفف الډماء بعروقها
بتعملي إيه هنا
انتصبت فجأة عن الأرض التي كانت تفترشها لتجيب بتعلثم مبتلعة ريقها بصعوبة
ااا أنا طلعت... يعني كنت مخنوجة شوية وجولت افك عن نفسي بشوية هوا.
صدرت منه حركة بجذعه نحوها جعلتها ترتد للخلف پخوف غريزي ازداد بقوله المحتد
طالعة تشمي هوا والساعة داخلة دلوكت على تسعة
دافعت بتلجلج وكأنها ارتكبت
جرم
اا انا ما كنتش واخدة بالي والله انا طالعة الدنيا كانت مغارب لكن اظاهر ان الوجت سرجني.
صمت يرمقها بنظراته الغامضة وقد زاد عليها تجهم وجهه هذه المرة بتعاببر زادت من حيرتها ما بال هذا الرجل وأفعاله الغريبة معها يعاملها بشدة ليست معتادة عليها يدخل بقلبها الخۏف منه رغم أنه من المفترض به حمايتها اسبلت اهدابها عنه ټلعن قدرها الذي وضعها في منزله وتحت رعايته في أشد أوقاتها غرابة ألا يكفيها ما يقسم ظهرها من هموم ومصائب تنتظرها نفضت رأسها وقد استفزها سكوته الذي طال فتحركت لتستدير عنه مستئذنة
عن إذنك أنا راجعة البي....
قطعت وشهقة مفاجئة خرجت منها كتمتها على الفور بكف يدها فور
متابعة القراءة