روايه ميراث الندم

موقع أيام نيوز

ساعة ما جيت بتبصلي......
اصنطي.....
قاطعها بحدة جففت الډماء قي عروقها لتبتلع في ريقها بارتياع متعاظم حتى اقترب بخطوتين رافعا سبابته نحوها بټهديد مباشر
هي كلمة ومش هاعيدها هتجاوبي ع السؤال اللي أجهولك من سكات لإما يا نفيسة عقابك هيبقى اضعاف وساعتها متلوميش الا نفسك.
سؤال ايه يا بيه انا معرفش حاجة 
هتفت بها بدفاعية مسبقة قبل ان يقطع عليها عارف ليضحض حجتها
اسمعي الكلام يا بت انتي النصيبة لابساكي لابساكي ولا مفكرانا هينين ومش هنعرف بصاحب الرقم اللي بعت الصور على تليفوتنا
جحظت عينيها بړعب حتى
دلوك هتجاوبي على كل الأسئلة وأولها سبب دخلتك البيت هنا كنتي بتعملي ايه في بيتي يا بت
خرج صوتها بفزع
الست فتنة يا بيه.... هي اللي سلطتني اعمل كدة .
اجفل الثلاثة بقولها حتى سقطت العصا التي يحملها في العادة من قبضته أرضا ليهدر بها انتي واعية للي بتخترفي بيه دا يا بت
رددت بفزع الباحث عن النجاة
والله ما بكذب في كلمة انا هعترفلك بكل حاجة من طج طج لسلام عليكم وانتي هتميز بنفسك ان كان كلامي صح ولا بألف .
تجمد عن الرد
مباشرة وكأن المفاجأة قد شلت تفكيره ليتوقف لحظات قبل ان ينقل بنظره نحو ابن عمه ورجله الأقرب بسيوني بحرج اصابه خوفا من تبين صدقا يستشعره بغريزته. لكن سرعان ما استعاد بأسه ليحسم تردده
جيبي كل اللي عندك
بعيدا عن الجميع ذهبت للركن الوحيد الذي أصبحت تجد راحتها به وقد توطدت الصداقة بينهما بعد ان افضت لها بكل ما يعتمل بصدرها وهذا السر الذي اخفته عن الجميع قبل ان يحدث ما حدث.
شايفة يا نادية بيرن تاني. 
نظرت الاخيرة نحو ما تقصده على شاشة الهاتف لتعقب بإشفاق
طب ما تردي عليه وجوليلوا انك تعبانة حتى ومش جادرة تتكلمي.
تحركت رأسها لاعتراض قائلة
مش هيصدج انا عارفاه خصوصي وانا عارفة كويس جوي دلوك انه جاعد على ڼار مستني اخبره بميعاد لزيارة اخته ووالدته.
توقفت تغطي بكفهيا على وجهها تخرج زفرات متتالية
بتعب لتتسائل بقنوط
يعني يا ربي اجعد السنين دي كلها كاتمة سري في بطني واصبر واتحمل ودلوك تاجي على اخر لحظة.... وتتعجد
استغفري ربك.
تمتمت بها تربت على ذراعها تبثها الدعم
أكيد ربنا كاتب الخير ارمي تكالك عليه وهو يعدلها من عنده.
تمتمت بقنوط
ونعم بالله بس يعني.... طول السنين اللي فاتت دي وانا بدعي يرجعلي بالسلامة ودلوك لما رجع........ استغفر الله العظيم انا مش بعترض بس انا تعبت كنت متوقعة افرح بس فجأة لجيت الدنيا انهدت فوج راسي حتى لو غلطت انا برضك بشړ.....
توقفت لبرهة ثم اتجهت بسؤالها نحو الأخرى
تفتكري هيعملوا معايا ايه يا نادية وموضوعي انا وعمر..... تتوقعي ان فيه أمل تاني.
ما توقعش.
كادت ان تنطق بها نظرا لما رأته من شواهد غير مبشرة وعلمها بعادات البلدة التي لا تقبل التهاون في هذه الأمور ولكن نظرة الأستجداء في عينيها أجبرتها على التراجع.
اجولك يا روح انتي بدل ما تتوقعي وټضربي أخماس في اسداس سبيها على ربنا وادعي انه يوفقك للي فيه الخير ويرضيكي بيه.
أومأت توافقها الرأي
يارب يا نادية سبيتها عليه بجى يدبرها من عنده. 
يبجى ام شاء الله خير.
غمغمت بها الأخيرة بابتسامة مطمئنة قبل ان ينتبها الاثنان على ولوج الصغيرة اية أكبر ابناء غازي والتي جاءت تخاطب عمتها
ابويا طالبك
تيجي حالا ع البيت دلوكت يا عمة
دلفت وجدان تسحب نادرة الشقيقة الأخرى لغازي والذي بعث اليهم ليأتوا على الفور من منازلهن وكذلك كل من وصله الصور على هاتفه.
انا عايز اعرف دلوك المحروس مجمعنا كدة بربطة المعلم رجالة وحريم وعمال يحشرنا كلنا في المندرة خبر ايه مالناش مصالح اخنا نشوفها 
هتف بها سعيد يستهجن بضجر فجاءه الرد من عارف
معلش يا عمي لو عطالنك عن المرواح ومصالحك بس بصراحة دي رغبة غازي هو اللي أمرني اتصل بالناس وواجفك انت وابوي عن المشايان اصله عازوكم تشهدوا على موضوع مهم.
موضوع ايه
سأله والده مستفسرا ولكن الاخر لم ينتبه فقد تعلقت عينيه بها وهي تدلف لتتخذ مقعدها بجوار شيقيقاتها على أحد الارائك تتجنب التطلع نحو البقية وقد تركزت ابصارهم نحوها بنظرات متسائلة وأخرى متشفية فرحة يعرف اصحابها جيدا
تهكم سعيد بسخرية تعقيبا عليه
يا عيني
عليك يا واد اخوي رابط نفسك ومضيع عمرك على مفيش ياريتك كنت كملت في جوازك ولا اتجوزت اربعة حتى ع الأجل عشان كرامتك.
كرامتي محفوظة يا عم وبلاش كلامك الواعر ده ميغركش هدوئي.
خرجت منه كرد قوي اضاف على قوله والده
ياريت تمسك لسانك شوية يا سعيد اعملي انا حساب حتى خبر ايه يا واد ابوي.
رد سعيد يعدم تقبل
هو دا اللي على لسانك وبس انا كنت عايز اكسر راسها البت جليلة الحيا دي يمكن اخوها اللي عامل نفسه كبير ساعتها يحس لكن انت اللي منعتني يا يامن.
ظل عارف محتفظا بصمته وترك لوالده الرد 
ملكش دعوة يا سعيد ليها اخ هو اللي يحاسبها واخوها مش عامل نفسه كبير لأنه بالفعل هو كبير يا سعيد ولا انت لس مش معترف برضوا
سمع منه ليزداد حنقا ويشيح بوجهه عنهما مغمغما بعدم رضا
هو دا اللي انتوا فالحين فيه رط ورغي ع الفاضي مكبرين عيل صغير عليكم منفعش حتى في تربية اخته تستاهلوا الجرس والفضايح بسببها.
السلام عليكم يا جماعة.
القى التحية بصوته القوي ليلفت انظار الجميع نحوه بعد ان دلف فجأة اليهم ردد معظمهم التحية ردا له ليعم الهدوء بالصمت تقديرا له دار يأعينه
يوزع نظراته على كل فرد منهم حتى انتبه لصغيرته التي كانت جالسة بحجر والدتها.
شروق تعالي يا بابا .
سهرانة ليه لجد دلوك مش بكرة وراكي مدرسة
هتروحي تنامي أو تلعبي مع خواتك في اوضتهم عشان عيب تجعدي وتسمعي كلام الكبار 
أومأت بهز رأسها ليعتبرها موافقة ثم التف نحو رجله
بسيوني خد البرنسيسة دي ووديها لأوضتها. 
رفعها الرجل اليه وخرج بها ليأخذ هو فرصته كاملة الان مع انصات الجميع وقبل ان يبدأ تكلم ناجي ساخرا
خبر ايه يا واد عمي جمعنا كدة بربطه المعلم ليكون هتوزع علينا التركة من جديد
علقت فتنة والتي كالعادة كانت جالسة جواره بمزاح الواثق من نتيجة أفعاله
وه يا ناجي تفكيرك كله غير في الأرض والفلوس ما تصبر يا عم واد عمك اكيد مجمعنا لحاجة مهمة ولا ايه يا كبير
تبسم عدد من الإفراد لها اما هو وقد استشعر بنبرة السخرية في لهجتها فقد تماسك ليببادلها ابتسامة صفراء مرددا
اهي جالتلك اهي حرمنا المصون اصبر عشان تعرف بالحاجة المهمة 
تدخل سعيد بفظاظة ليست غريبة عنه
بس ياريت يكون بسرعة وتختصر بجى انا معطل مصالحي بجالي كذا ساعة دلوك.....
مش هاخرك يا عمي .
هتف يقطع استرساله قبل ان يعود للجميع مخاطبا 
طب عشان ندخل في الموضوع على طول.
توقف قليلا يستجمع شجاعته وقد وجد الصعوبة في لفظ الكلمات الثقيلة على لسانه في هذا الموقف المهيب.
بصراحة كدة انا جمعت عدد الافراد اللي وصلهم الصور من الرقم الغريب ع التلفون.
صدرت الهمهات وتوجهت النظرات نحو صاحبة الصور والتي انكمشت على نفسها بحرج منهم ترمق شقيقها باستجداء ان يرحمها من حكم تنتظره بادلها بنظرة مطمئنة تعرفها عنه قبل ان يعود إلى البقية وقد صدر صوت عمه سعيد ساخرا
نفهم من كدة يا واد اخوي ان انت مجمعنا عشان نعرف حجيجة الصورة ولا ناوي تأدب صاحبة الصورة
عض على نواجزه يكبح نفسه عن رد قوي وقد اكتفى برد عمه يامن الذي انتقل اليه الڠضب هو الأخر مثل ابنه
سعيييد سيبه يكمل كلامه يا واد ابوي واسمع زي البجية الله يرضى عنك.
اديني سكت. 
دمدم بها بغيظ ليذعن لطلب شقيقه ويستمع بسخط داخله فجاء رد غازي له
لا وانت الصادج يا عمي انا مجمعكم عشان اكشف صاحب العملة نفسها جليل الأصل اللي يدور على ڤضيحة لبت عمه يسلط ناس معروفة بجلة حياها ويديها ارقام العيلة عشان تبعت وتنشر من غير تجدير ان اللي تعمل كدة ممكن تنشرها في باجي البلد كلها.
ايه اللي انت بتجوله دا يا غازي
هتف بها ناجي متسائلا بجوار شقيقته والتي شحب وجهها وقد ذهب عنه العبث.
التف اليه يقابل عينيها المتربصة ليهتف مجيبا له
دلوك تعرف كل حاجة يا باشا أدخلي يا بت.
دلفت على النداء يسحبها احد الرجال لتلفت انظار الجميع إليها
وقد على صوت الهمهمات المتسائلة من معظمهم فتابع يجيب التساؤل بأبصار ارتكزت على زوجته
والتي اعتلى الفزع ملامحها ليتأكد هو من صدق رواية هذه المراة والتي وقفت مطأطأة رأسها بخزي ولم ترفعها سوى بعد ندائه القوي
ارفعي راسك يا نفيسة وجولي على كل اللي حصل بس جبل كل شيء.
رفع سبابته امام الجميع ملوحا بټهديد
الكلام اللي هيتجال دلوك ولا كلمة منه هتطلغ برانا احنا عيلة في بعض والبت دي عارفة نفسها لو نضجت بحرف تاني يوم لسانها هيبجى برا خشمها عشان تخرص للأبد وانتوا كل واحد فيكم هيدني تلفونه عشان امسح الصور بنفسي.
علت اصوات الاحتجاج ولكن عارف قطعها بفطنته
كمل يا غازي احنا كلنا موافجين ولا ايه يا جماعة. 
لم يقوى أحد على الاعنراض فتبسم هو بانتشاء وعينه لم تفارقها وقد تبدلت تعابيرها الان لأخرى مرتابة تحدج المرأة بټهديد فهدر حازما لها
تمام جوي اتكلمي يا نفيسة.
بجوار النافذة كانت تقف خلف الستار تراقب بقلق تشعر أن هناك أمر ما خلف هذا الاجتماع في هذا الوقت من المساء وحدسها يخبرها بيقين تام ان ما يحدث له صلة ما بروح وتقرير مصيرها بعد هذه المصېبة التي حلت فوق رأسها 
تنهدت بأسى لحال الفتاة رقيقة القلب الطيبة والتي تعلقت بها في الفترة الأخيرة بعد مجيئها هنا وسكنها في هذا المسكن وقد حظيت منها بمعاملة طيبة وكأنها من
أهل المنزل أو كأنها شقيقتها بالفعل.
تتمنى من الله أن يمر الأمر على خير وأن تنال ما ترغب به رغم يقينها باستحالة حدوثه الان
واجفة عندك ورا الشباك بتعملي ايه
هتفت بالسؤال جليلة بعدما عادت من الخارج وزيارتها اليومية لمتابعة احوال منزلها هناك .
تطلعت نادية اليها بإشفاق تقول
تعباكي ياما في الروحة والجية مشندلة ما بين هنا وبين بيتنا هناك .
تبسمت جليلة بعزوبة ترد بمزاح
يا خيتي وانا من امتى كنت مرتاحة يعني وهي اللي تخلف البنتة تشوف الراحة واصل ادعيلي بس ربنا يشدني وافضل ناصبة طولي معاكي انتي واخواتك على طول.
يارب ياما يديكي الصحة وما تحتاجي لحد فينا ابدا.
تمتمت جليلة تأمم خلفها قبل ان تعود لنفس السؤال. 
اللهم آمين يارب مجولتيش بجى واجفة عندك بتعملي ايه
بتصف ابتسامة ردت تجيبها بمغزى وكأنها تخاطب نفسها
بتفرج ع الدنيا ياما بشوفها واخدانا على فين وهي بتوطحنا من موجة عالية لتانية واطية لواحدة عالية تانية وبعديها العكس وهكذا.
قطبت جليلة تعقب بعدم فهم قبل ان تحرك قدميها وتذهب للداخل
وه انتي هتتكلمي بالالغاز امك فاهمة الكلام العادي عشان تفهم غيره يا محروسة امام
تم نسخ الرابط