روايه ميراث الندم

موقع أيام نيوز

ترتد بأقدامها لتغير اتجاهاها نحو الغرفة
فايز انت جاعد كدة بتعمل ايه.....
توقفت الكلمات على فمها بعدما انتبهت على هذا الوجوم الذي يعتلي قسماته ونظرة غريبة رمقها بها قبل ان يعود لشروده نحو نقطة ما في الفراغ .
ابتعلت بتوتر لتجلس جواره على طرف التخت تمسح بكفها على كتف ذراعه تخاطبه بنعومة
إيه مالك يا راجل وشك مجلوب ولا كانك جاي من عزا.
احتدت نظرة خاطفة منه لها زادت من توجسها لتعيد المحاولة بتردد
خبر ايه يا فايز بهزر معاك مالك كدة مبوم ليه
اجلى حلقه ينظفه مما علق به قبل ان يخرج صوته اليها
اطلعي من الاوضة دلوك يا شربات عشان انا عايز انام .
دمدمت بدهشة وعدم استيعاب.
وه تنام كيف يا راجل دي الساعة مجادش احداشر الضهر حتى نوم ايه ده
حداشر ولا سبع تاشر بجولك عايز انام مصدع جومي ياللا مش ناجص ۏجع مخ .
بصيحته الأخيرة انتفضت ناهضة على الفور تردد بمهادنة لتجنب غضبه
خلاص يا خوي براحتك انا بس كنت مستعجبة
تابعت وهي تتحرك للخروج
هروح اخلص اللي في يدي وهنبه ع البنتة يوطوا التلفزون عشان انت تنام وتريح جتتك زين ما انت أكيد تعبان.
ظل على صمته حتى خرجت ويدها فوق مقبض لترمق ظهره المنحنى بنظرة فاحصة تخاطب نفسها بالتريث حتى تعرف منه كل شيء في وقت آخر وليس اليوم فهيئته لا تسمح بالنقاش أو الإلحاح.
رفعت رأسها لتعتدل مستقيمة بعد ان انهت غسل يديها من صنبور المياه الموجود في الجزء الفاصل بين الحظائر والفناء ألخلفي والذي يبدوا كغرفة ضخمة مخصصة لتخزين الأدوات الزراعية وأشياء أخرى
تفاجأت بها واقفة متكتفة الذراعين أمامها بتحفز تتفوه بحديث يبدوا عادي ولكن اشتعال النظرات ولغة الجسد لا تخفى على الرائي.
يعجبك اللي حصل دا يا نادية ان كان يعجبك انا مش هتكلم. 
تسائلت قاطبة باستفسار لهذه المراوغة المتعمدة منها
يعجبني ايه انا مطلبتش من جوزك انه يدخل اساسا يعني الكلام ده تتحاسبوا انتوا الاتنين مع بعض عليه.
انتي مطلتبيش بس هو عمل كدة لما شاف اللمة وعمايل روح مع البت الصغيرة لما استعندتها ما هو لو كنتوا فوتوا انتوا الاتنين من الأول والامر عدى على خير مكنتش انا هخش عشان الم الدنيا ويجي هو يفهمنا غلط ويهزجني جدامكم وجدام الحريم الشغالة عندي.
وجفي عندك يا فتنة.
صاحت بها كرد طبيعي على الھجوم المباغت الذي تلقاه لتزفز قليلا تلتقط انفاسها قبل ان ترد بتفنيد لها
أولا ولتاني مرة انا بجولك احنا مطلبناش من جوزك يتدخل وحكاية اللمة ولا اللي عملته روح انا مليش دخل بيه ثم كمان لو ع الحريم اللي بتتكلمي عليها دول ما هماش شغالين في بيتك عشان يتجال انهم شغالين عندك.
انتي هتطلعيني من الموضوع الأساسي وتدخليني في كلام فاضي ما تفهمي انا غرضي ايه
هذه المرة كانت النبرة عدائية منها بامتياز ولولا تدخل روح التي أتت اخيرا لا تعلم كيف كانت سترد على وقاحتها
في ايه يا فتنة انتي جاية هنا كمان تزعجي
سمعت منها الأخيرة لټضرب كفا بالاخر متمتمة لها باستنكار وحنق
لا إله إلا الله هو انتي حد كان وكلك عنها محامي يا ست روح ولا يمكن شيفاني بتعرك معاها مثلا عشان تاجي وتحشري مناخيرك وسطينا.
اعتلى الذهول ملامحها لتردف لها بعدم استيعاب
يعني كل اللي انتي بتعمليه دا يا فتنة والصوت العالي في شرعك يبجى كلام عادي
صدرت شهقة بصوت عالي من فتنة في استعداد للشجار الفعلي لحقت عليه نادية سريعا رغم صډمتها لتقبض بكفها على مرفق الأخرى متمتمة بحزم لتنهي الامر
خلاص يا جماعة الله يخليكم فوضوها...... ياللا يا روح خليني اعدي. 
قالت الأخيرة حينما وجدت منهن الصمت ولكنها وقبل ان تتحرك خطوتين اوقفتها فتنة بقولها
الا جوليلي صح يا نادية..... هو جوزي
المرة اللي فاتت لما جاب الجيلاتي للبنات
دخل المحل لوحده يجيب الطلبات المخصوصة دي........ ولا يكون سابكم في العربية لوحديكم حجة دي تبجى جلة زوج منه..
بهتت وكأن دلوا من الماء البارد تدلى فوقها وأغرقها بالكامل نظرة الاتهام وسوء النية كان واضحا كضوء الشمس في نبرتها وقبل ان تبحث لها عن رد يحفظ ماء وجهها تدخلت روح لتنقذها
تصدجي يا فتنة جوزك عنده حج في كل اللي بيعمله معاكي...... انتي فعلا تستهلي أي فعل منه ملكيش غير الشدة يا بت عمي اتحركي يا نادية خلينا نمشي مش ناجصين مرض ولا ۏجع جلب.
مرض في عينك جليلة الحيا 
غمغمت بها فتنة في مطالعة لأثرهما بعد أن اختفيا من أمامها تتابع بسخط
محد واجع جلبي ولا مطفشني في عيشتي غيرك.
لا تعلم كيف وصلت إلى هنا داخل الاستراحة التي أصبحت مقرها ومخبأها عن العالم عقلها يدور كالرحي بتفكير متواصل بعد ما حدث من الأخرى لقد
صعقتها في شك رأته جليا في عينيها حتى لو ادعت بلسانها غير ذلك.
كيف دار بها الزمان لتصبح في موضع كهذا وهي التي تغلق بابها عليها منذ صغرها تتجنب جلسات النساء وهمزاتهم ولمزاتهم المعروفة.
تتجنب الاصطدام مع واحدة مثل فتنة او غيرها وكيف لها أن تلومها كيف لها ان تتقبل هذا الوضع بعدما كانت سيدة النساء في منزلها الدافئ اجمل الأزواج واروعهم.
تحركت قدميها نحو الشرفة التي تتوسط الحائط في الصالة الكبيرة لتتطلع نحو الخضرة الممتدة على طول البصر في هذا المكان الذي يبدوا كمملكة محصنة وعالم يدور بداخلها مختلف عن العالم الخارجي.
أبصرت من جهة قريبة الى حد ما صغيرها الذي كان يضحك ملئ شدقيه ووجهه مشرق بفرح غامر وقد اعتلى الحصان بصحبة هذا الرجل الذي يجفلها بحنانه الغريب نحوه يتريض به وسط الخضرة برعاية شديدة ينتابها استغراب غريزي لهذه الاهتمام المبالغ فيه له تتعجب لهذه الاندماج السريع بينهما حتى أنه من يرى الصورة من بعيد الان يخمن من رأسه وكأنه اب و....
تنهدت تطرد زفراتها پألم فاق التحمل ماذا يخبء لها الزمان متى تستعيد استقرارها القديم وراحتها في اجتناب البشر والاحقاد منهم 
كانت شاردة في ايامها السعيدة في الماضي فلم تنتبه على نظراته المصوبة نحوها سوى بعد فترة من الوقت 
لماذا تتوه في مغزاها وكأنها تحمل شيئا ما لا تعمله
التقط نظرتها اليه كجرعة ماء صافي رطبت على قلبه العطش لكل لفتة منها تقف أمامه كالبدر تراقبه من خلف الستار الابيض للنافذة كيف لامرأة واحدة أن تستحوز على كل هذه المميزات لها وحدها رقيقة كالنسمة جميلة حد الفتنة ولها ضحكة اكتشفها فقط اليوم على الرغم من أنه لم يسمعها ولكنها تأسر القلوب بسحرها يشكر من قلبه ام أيمن ان أجبرتها على الضحك بخفة ظلها وجرأتها في المشاكسة والحديث لقد عشق هذه المرأة ويفكر جديا بمكفأة لابنها تقديرا للسعادة التي وضعتها بقلبه لمدة من الوقت حفظ بها الملاح المليحة وهي تظهر الوجه الحقيقي الخالي من الحزن والضياع
يبدوا أنها انتبهت له اخيرا لتتراجع للداخل تحجب نفسها داخل مخبأها في الاستراحة.
يا ولدي حرام عليك خف عليا شوية هحبك أكتر من كدة ايه انا هلاجيها منك ولا من امك.... ها جولي ياد هلاجيها منك ولا من أمك
وكان رد معتز ضحكات أكتر بصوت أعلى ليزده تعلقا به
نادية.
دلفت والدتها عائدة من الخارج تخلع عنها حجابها تنهج بلهاث جعلها تلتف إليها وتسألها باستغراب
خبر ايه راجعة بتنهتي ليه كدة هو انتي جاي السكة جري ياما
اومأت لها جليلة بهز رأسها تتناول زجاجة ماء باردة تتجرع منها حتى مسحت بظهر كفها على فمها لتلتقط أنفاسها المتسارعة وتزيد من توجس ابنتها التي عادت سائلة مرة أخرى
ياما بتنتهي كدة ليه وانتي أساسا إيه اللي أخرك
سحبت جليلة شهيق طويل لتهدء من وتيرة أنفاسها وحتى تتمكن من الرد اخيرا
اللي أخرني هو الخبر اللي كنت عايزة اتأكد منه بعد ما وصلني من اختك ثريا ما انتي عارفه جوزها من نفس عيلة المرحوم حجازي الله يرحمه
ما لهم ناس جوزي ياما
هتفت بها بمزيد من الخۏف فخرج الرد من جليلة بحزن
عبد المعطي الدهشوري... تعيشي انتي .
صړخت ضاربة على بكف يدها على صدرها بلوعة
جدي ماټ.
وعند فتنة التي كانت تتاكل من الغيظ تلطم كفيها ببعضهما بڼار مشټعلة في جوفها من هاتان الملعونتان الاتي ابتلت بيهن الا يكفيها واحدة تقف لها كالشوكة في الحلق لتأتي الأخرى وتنغص عليها عيشها مع رجل يقدمها وابنها على الجميع
ولكن لا هذه حلها بسيط لقد اقتربت انتهاء عدتها ولم يتبقى لها سوى أيام
ولكن كيف يتم ذلك وبوز الفقر روح كما تسميها جاثمة على أنفاسها وتفتعل معها الشجار من أجلها وكأنها نصبت نفسها محامي لها.
تبا لو ظل الأمر على هذه الصورة وهذه الملعۏنة خائبة الرجا موجود بالمرصاد لها فسوف ستفسد عليها الأمر من أوله ولن تمكنها من تنفيذ مخططها.
لكن لا والله لن تظل هكذا مكتوفة الأيدي بدون
حيلة لابد ان توقفها من اليوم لا بل الان.
تحركت على الفور تغلق باب غرفتها من الخارج لتنزل
في الطابق الأسفل حيث وجهتها نحو الأخرى.
روح.
هتفت بالأسم بعد أن دفعت باب الغرفة عليها دون استئذان مندفعة بغليلها الذي يعميها في معظم الاحيان عن مراعاة الأدب او أصول التعامل الطبيعية بين البشر
لكنها تفاجأت بخلو الغرفة منها همت ان تخرج وتبحث عنها في الخارج ولكن صوت الماء انبأها بمحل وجودها داخل حمام الغرفة.
تخصرت بأعين ڼارية تنتظرها هذه الدقائق القليلة ولكن صوت بالهاتف جعلها تنتبه على موضع وجوده على مكتبها الممتلئ عن اخره بعدد من الكتب الغبية 
مع ورود الصوت القصير مرة أخرى استبد بها الفضول لتلقي نظرة على هذه الاشعارات المتتالية بكثرة عليه
ويبدوا ان الهاتف كان مفتوحا فلم تجد صعوبة في الضغط على الإشعار الذي فتح لها باقي الرسائل.
هانت يارب جرب الميعاد 
زاد بها الشغف لتمرر بإصبعها تتفقد الباقي من كلمات الغزل المبطن وعن لوعة الفراق وقرب اللقاء المنتظر بالزواج.
كتمت شهقة الادراك بكفها على فمها وقد تأكدت من ظنها. الملعۏنة ترفض الزواج من اجل رجل اخر مرتبطة به
دققت لترى اسم صاحب الرسائل وجدته عبارة عن حروف رمزية مجرد حرفين باللغة الإنجليزية OR لم تفهم معناه ولكن بالتمرير على قراءة الباقي وهذه الجملة العابرة عن ذكر لقاء لها في المدافن بجميلة.....
توقفت قليلا باستدراك متأخر وقد وصلت الان لغايتها جميلة تلك هي صديقتها القديمة وشقيقها المغترب منذ سنوات لا تذكر عددها.
يخيبك يا روح بجى تسيبي ولاد العمد ولا الدكاتره والمهندسين ولا واد عمك اللي مربوط جنبك وحاله واجف عشانك وانتي مستنية عمر عمر ابن عبد السلام العامل الأجري .... بتحبي واد الأجري يا هبلة واخته جميلة اللي هي مش جميلة أصلا....
اخفت بصعوبة ضحكتها لتتسحب تاركة كل شيء في مكانه مؤجلة حديثها معها لوقت آخر وقد اسعدها الحظ في اكتشاف السر اخيرا السر الخفي لروح بنت
تم نسخ الرابط