روايه ميراث الندم

روايه ميراث الندم

موقع أيام نيوز

عيلتك في ضهرك وانا كبيرها أولهم يعني أي طلب تعوزيه تجولي عليه على طول ولو عندك أي مشكلة عمرنا ما حنسيبك تواجهي لوحدك 
أومأت رأسها بتفهم رغم شرودها في حضرته مما اثار الحنق بداخله ليعود بقوله مشددا
سامعاني بجولك ايه
رمقته بنظرة خاطفة من التعجب قبل ان تحجبها مرة أخرى مع قولها بخجل
انا زينة والحمد لله مفيش حاجة تستدعي الكلام ده لما اعوذ حاجة هبجى اجول 
تتحدث بعزة رغم ضعفها رقيقة حتى في ادعائها القوة أمامه حديثه معها في هذه المسافة القصيرة زاد على تأكيد نظرته الأولى لها جميلة حد الفتنة للدرجة التي تزيد من عڈابه في الخۏف عليها 
لم يشعر بطول تأمله لها إلا من بعد ما رفعت اليه نظرة متسائلة جعلته يعود لصوابه مستدركا ضعف موقفه في الانفراد بها بعدما صرف الجميع فقال موضحا
احنا عارفين ان انت زينة بس احنا بنسأل ع اللي جاي لازم تعرفي ان عيلتك كبيرة ولا يمكن هتفرط فيكي ولا
تسيبك لوحدك انتي بتنا 
عادت تومئ برأسها بتململ وكأنها تدعوه للإنصراف لن يلومها فهو بالفعل قد اطال رغم قصر الوقت ولكن ماذا بيده ود لو ظل العمر كله يتأملها وقد زادها الان حمرة جميلة اللهبت وجنتيها لتبدوا كطقعة للتفاح ناضجة تبا
زمجرة خشنة خرجت من حلقه قبل ان يرفع كفه أمامها بجملة اخيرة قبل الإنصراف
ع العموم دلوك هي فرصة
عشان اعزيكي جبل ما أمشي البجية في حياتك ومتنسيش اللي جولتلك عليه 
استجابت تبادله المصافحة برد روتيني
في حياتك الباجية مش هنسى ان شاء الله
كان سلاما عاديا كفها فقط لامست كفه سريعا ولكنها مرت كشرارة كهرباء سرى مفعولها على جميع جسده لتجعله يقبض على اثرها حتى الان لا يصدق ليونتها ورقتها لا يصدق كم هذا اللطف والجمال المتمثل بها وحدها ليته لم يتركها أبدا ليتها كانت من نصيبه 
استفاق من شروده على دلوف شقيقته بملابسها السوداء لداخل البوابة الحديدية الكبيرة للمنزل انتفض واقفا ينتظرها حتى اذا اقتربت من الدرجات الرخامية للباب الداخلي هتف مناديا باسمها
روح 
الټفت على النداء تجفل على جلسته في الظلام وقد أطفا انوار الأعمدة الصغيرة من حوله ارتدت بخطواتها لتغير الاتجاه نحوه تبادره بسؤالها
جاعد عندك في الضلمة بتعمل ايه اقسم بالله ما خدت بالي منك وانا جاية 
ابتسامة خفيفة شقت زاوية جانبية لفمه قبل أن يتود لجلسته ويدعوها هي الأخرى
يا ستي انا عايز الضلمة والهدوء تعالي اجعدي معايا بس ونسيني شوية تعالي 
فكت طرف حجابها في الأمام لتجلس به مغطيا شعرها فقط وقالت توافقه
بصراحة عندك حج الهدوء هنا مع صوت الليل وريحة الخضرة اللي جاية من الشجر والزرع كمان مع نسمة الهوا اللطيفة حاجة تسحر يا عم غازي تصفي النفس وتهدي الروح 
ردد خلفها بتفكه وقد راقه حديثها
يا حلاوتك انتي يا روح بتجولي شعر يا بت
تبسمت لتعقيبه ترد بخجل
يا عم مش شعر انا بس كدة اتأثرت بالجو اللي عامله لكن مجولتليش يعني ايه اللي مخليك منزوي مع نفسك كدة مش برضك دا وجت جعدتك مع شباب العيلة في المندرة ولا انت جفلت منهم 
ايوة يا اختي جفلت منهم 
قالها متبسما لتخمينها قبل أن يردف بتردد
ما انتي كمان جاية متأخر من واجب صاحبتك كل ده حتى بعد ما جطعوا التلات تيام برضك مش سايباها 
اعتلى وجهها طيف من الحزن تجيبه بتأثر
واسيبها ليه بس هي مصيبتها جليلة يعني امشي واعمل اني عملت اللي عليا وخلاص دي اترملت في عز شبابها حبيبتي خمسة وعشرين سنة الله يكون في عونها 
اومأ برأسه بشيء من الأسى يردد خلفها
ياللا بجى محدش بياخد أكتر من نصيبه لكن معني كلامك كدة انها اصغر منك ومع ذلك اها مش سيباه دي المحروسة اللي كانت معاها في نفس الفصل مش سائلة 
فهمت بمقصده عن زوجته التي ذهبت تعزيها كالأغراب وبعدها انقطعت حتى عن الاطمئنان عليها عبر الهاتف لذلك فضلت الاكتفاء صامته بابتسامة ضعيفة فواصل هو سائلا بفضول ېقتله
بس اللي انا عايز اعرفه ومجنني هي كيف بت هريدي واد عمي وانا معرفهاش كانت مختفية يعني ولا ايه
تبسمت هذه المرة بمرح ترد على كلماته
لا يا سيدي مكنتش مختفية بس هي اساسا كانت جلوعة عشان اصغر خواتها من يومها متحبش الطلوع كتير من بيتهم حتى لما كانت تاجي في تجمعات العيلة في الأفراح والليالي مكنتش بتتحمل غميز الحريم وغلاستهم عليها في الكلام اللي انت عارفه هتتجوزي مين يا بت
وامك بتشغلك في البيت ولا لا هتاخدي ولدي يا بت وهي هادية اساسا متحبش الرط والرغي كانت تلم نفسها وتمشي على طول دا غير انها اتجوزت صغيرة جوي في سنتها الأخيرة في الصنايع جبل حتى ما تظهر نتيجتها مكنتش مكملة حتى سبعتاشر سنة 
يعني رباها على يده كمان ومدهاش فرصة حتى تشوف من الرجالة غيره وانا اللي كنت زي المخبل بدور عليها وهي جمبي 
غمغم بها ساخطا بصوت خفيض جعل شقيقته تسأله
أنت بتجول حاجة يا غازي 
نفى كاذبا ليتابع سحب الكلمات منها
لا متشغليش نفسك انتي كملي بجى على بت عمك الغريبة دي بعد ما اتجوزت مكنتش كمان بتاجي هنا ولا حتى حضرت أي ليلة من اللي بنعملها كل سنة
رغم استغرابها لتحقيقه إلا انها تغاضت لتردف له
لا طبعا مجاتش غير مرتين تلاتة ع الأكتر بس بنتت عمك بجى الله يباركلهم اللي تجول ابويا جابلي كذا واللي تجول جوزي جابلي وعملي عشان بس يغيظوها انها طلعت من العيلة وهي اساسا كانت راضية ومبسوطة مع جوزها المهم انهم خلوها منعت خالص 
ضړبة ډم تاخدهم 
علق بها بانفعال حقيقي ظنته هي مزاح ولم تخبره ان زوجته هي أكثر من كان يقوم بهذه
الأفعال معها قبل أن تنتبه على انعقاد ملامحه وهو يتابع بسؤاله
على كدة مخلفة كام عيل منه
عيل واحد 
كيف
ضحكت تشاكسه
هو ايه اللي
كيف رزجها كدة من العيال 
زفرت بتنهيدة من العمق قبل أن تستطرد بجدية
حبلت جبل كدة بتوأم بس للأسف نزلوا جبل ميعادهم ودا نتيجة الحسد وليعوذ بالله اول بس ما اتنشر انها حامل في ولدين حريم البلد الفجرية اشتغلوا بجى بيت هريدي حامل في ولدين مرت حجازي هتجيب ولدين لما جابولها الكافية والعيال نزلوا جبل اوانهم متحملوش يومين في الحضانة وربنا افتكرهم بعدها جعدت كام سنة على ما جابت معتز واهو تلت سنين دلوك ما شاء الله عليه بدر منور 
زي أمه 
تمتم بها داخله وعقله جاء بصورة الطفل الذي يشبها بدرجة كبيرة البياض النقي وزوج العيون الواسعة لقد رق قلبه له حتى على وجنته وداعبه بيده وهذا الأمر قلما يفعله مع أحد غير بناته أو أبناء شقيقاته فقال مستوعبا كلماتها
يعني على كدة هي خلفتها كلها ولاد عكس اخوكي اللي خلفته كلها بنتة 
تطلعت به باندهاش فهذه أول مرة تسمع له تعقيبا عن هذا الشيء فقالت
جرا ايه يا حجازي انت عمرك ما جيبت سيرة البنتة ولا الولد ولا فرج معاك اساسا الكلام ده مالك الليلادي ليكونش هو دا الموضوع اللي مزعلك
مين جالك اني زعلان
سألها عاقد الحاجبين بتفسير اجابت عنه
شكلك يا واد ابوي ونبرة الشجن اللي طالعة في صوتك دي 
ظل على صمته ولم يرد لأنه بالفعل لا يفرق معه هذا الأمر لكن اليوم ېقتله شعور بالغيرة الغيرة من هذا الرجل الذي نال عشقها وحصل على ما كان حق له نعم فهي ابنة عمه وهو الأقرب لها لو كان علم بصفتها منذ ذاك اليوم الذي التقاها فيه صغيرا يقسم انها لكانت من نصيبه مهما كان الوضع 
على تختها وقد غفى صغيرها بين ذراعيها التي كانت تضمه اليها بحنان مالت به بجذعها حتى وضعته بحذر ليتسطح بجوارها ثم طبعت ق طويلة على جبهته قبل أن تنزل على وجنتيه تتلمس نعومتها تسحب رائحته برئرئتيها وكأنها تتنفس الحياة بها صغيرها المتبقي لها قطعة غالية من حبيبها الراحل 
نام يا بتي
سألتها جليلة وهي تدلف الغرفة اليها بصنية ارتصت عليها العديد من الأصناف المحببة لابنتها والتي نهضت على الفور تشير لها بتوخى الحذر حتى لا يصدر منها صوت عالي خوفا من استياقظه
براحة ليصحى 
أذعنت لرغبتها تضع الصنية على الطاولة القريبة بهدوء شديد قبل أن تقترب وتسحبها هامسة
خلاص كدة يبجى تاجي تاكلي 
ياما ما ليش نفس 
تفوهت بها معترضة قبل أن تغلبها وتجذبها بقوة جعلتها تنهض مجبرة لتجلسها حول الطعام مشددة
اترزعي بجى وحطي لجمة في جوفك من الصبح ما في غير كوباية اللبن اللي شربتيها ڠصب انتي عايزة توجعي من طولك ولا إيه
استسلمت مجبرة لها وجليلة لم تقصر في وضع اللقيمات بفمها حتى لا تعطيها فرصة للتهرب حتى أنت بين يديها منزعجة
خلاص ياما الله يخليكي ما انا فيا يدين اها مش مشلۏلة يعني خلاص الله يرضى عنك 
تركتها اخيرا تلوك بفمها الذي امتلأ بفضلها فقد كانت هذه هى الطريقة الوحيدة لإطعامها بعد أن ارهقتها بالمحايلة دون فائدة وخرج صوتها وهي تجلس على الكرسي المقابل لها
لازم تغلبيني معاكي حتى ع اللجمة 
مضغت قليلا حتى أوجدت مساحة بفمها للرد عليها
انا برضوا دا انتي دفستي الوكل ولا اكنك بتظغطي بحة ولا طيرة عندك انا طاوعتك وجعدت لزوموا ايه الوكل بالعافية
لزموا انك تجفي زين على رجليكي النهاردة جيتي من مشوار المستشفى دوختي وكان هيغمى عليكي لولا بس كوباية العصير اللي لحجتك بيها اختك وبعدها زي الهبلة اترزعتي وسط الحريم اللي جاية تعزي ولا فكرتي في نفسك 
حينما لم ترد تابعت جليلة بتأنيبها
بلاش اهمال
وخلى بالك من صحتك ولدك محتاجلك 
ما خلاص عرفت ياما 
هتفت بها متذمر لتتابع بدفاعية
انا فوجت لنفسي دلوك وعرفت اني لازم اقاوم عشانه هو الهوا اللي باجيلي اتنفسه دلوك واعيش بيه 
طالعتها جليلة بأسى سرعان ما تغاضت عنه لتضع امامها لقيمات الطعام سريعا حتى تلهيها عن الغوص في احزانها وقالت سائلة
عامل ايه جدك عبد المعطي دلوك لسة برضو في العناية المشددة
أومأت بهز رأسها بحزن تتوقف عن تناول الطعام تجيبها
تعبان جوي ياما دا حتى معرفنيش لما
كلمته متوقعش انه هيجوم منها المرة دي أو زي ما جاولوا الدكاترة كلها مسألة وجت 
تنهيدة مثقلة زفرت بها جليلة متأثرة لحال الرجل الصالح والذي عاشت في كنفه ابنتها مدللة وكأنها في منزل ابيها بعد زواجها من الراحل اجلت رأسها سريعا من ذكرى ما زال جرحها طازجا لتستفيق على الواقع وتخبرها بغيظ
اخوكي اشتكالي منك يا نادية هو مرديش يشد عليكي النهاردة عشان ظروفك لكن اعملي حسابك بعد كدة لا يمكن هيسمح واصل يسيبك تروحي أي مشوار من غيره 
أكفهرت ملامحها لتردف پغضب متعاظم
عنه ما سمح عايز يوصلني المستشفى بعربية ناجي الدهشان ولا اكنها عربيته حد جالوا اني مخبلة وهرضى
بالمسخرة دي ياك الراجل ده انا لا بطيجه ولا بطيج أي حاجة من
تم نسخ الرابط