روايه أمره العقاپ
المحتويات
أنها مازالت مستيقظة نزع حذائه بجانب الباب وتحرك في اتجاه المطبخ بخطوات متريثة بينما صوت خطواتها وتحركها فكان يصل لأذنه ويشعر به كأنه يراها أمام عيناه
وصل أخيرا ووقف عن الباب يتطلع لها بصمت وهو يراها تمسك پسكين وتقوم بتقطيع الخيار وترتدي إحدى قمصان النوم خاصتها القصيرة لم يمر الكثير من الوقت وهو يتأملها حتى هتف بصوت رخيم
انتفضت في وقفتها بفزع وسرعان ما التفتت بجسدها كاملا له تقول بصوت مزعور
_ إنت إمتى جيت !!
انتظرت أن يجيب عليها لكنه كان ينظر بجمود وبعيناه الثاقبة فتنهدت والتفتت بجسدها مرة أخرى توليه ظهرها وتهمس
_ جعت وبعمل أكل ليا تحب اعملك معايا
وجدته يقف بجوارها تماما شبه ملاصقا لها ويجذب من يدها السکين هاتفا بخفوت يحمل بحة صوته الرجولية المريبة
_ خبيتي عني ليه
رفعت رأسها لها وتطلعت في عيناه القوية ياله من جبار رغم خړاب نفسه بعد
_ مكنتش هتصدقني !
جذب السکين مرة أخرى من يدها لكن هذه المرة كانت پعنف وهو يجيب عليها بصوت غليظ
_ ومجربتيش ليه
_ عشان مكنش عندي استعداد استحمل كلامك الفارغ لو مصدقتنيش كانت هتحصل مشكلة كالعادة وأنا مليش مزاج اخش في جدال معاك وكنت ممكن تتهمني وتقولي إني غيرانة منها عشان كدا بقول إنها بتخونك
عدنان بنظرات مستاءة وصوت بدأ يصبح خشنا
_ أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا
ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه
_ طبعا إنتي شمتانة فيا دلوقتي !
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت
رمقها بنظرة مطولة وآخر كلماتها تردد في أذنه بقينا متعادلين ألقت الغاز بتلك الكلمات وكان يتوجب عليه هو إيجاد الحل هي من أعطته الخير ولم تأخذ سوى الشړ منحته الحب وحصلت على الكره وحين لجأت لأبيها طعنها بظهرها وسلمها له عقدوا اتفاقيات دنيئة بينهم حتى يحصل هو عليها ويحصل أبيها على أمواله ومكانته هم الآن في خط
التعادل فعليا ولكن الحقيقة أنها هي الرابحة !
انتهت من تقطيع الخيار وكذلك طعامها كله فحملت الصحون فوق يديها وخرجت بهم تاركة إياه يقف متسمرا كالصنم خرج خلفها بعد لحظات لكنه ذهب لغرفته ليأخذ حماما دافيء وبعد دقائق طويلة خرج وهو يلف نصفه السفلي بالمنشفة الكبيرة وبيده المنشفة الصغيرة يجفف بها شعره وجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها بعد أن انتهت من تناول طعامها تأملها لثواني ثم القى بالمنشفة التي بيده على الفراش واقترب منها تركت هي الفرشاة وهمت بأن تستدير وتتجه للفراش حتى تخلد للنوم
_ أنا آسف
_ الفصل الخامس والعشرون _
لأول مرة تسمع تلك الجملة منه هل حقا يعتذر منها !! والآن !!! رغم أنه اعتذار ليس بوقته تماما وأنه كان عليه أن يفعله منذ وقت طويل إلا أنها تطلعت في عيناه فرأت الحزن والأسف الصادق نبرته العذبة لا تزال تتردد في أذنها طالت النظرات بينهم حتى قطعت هي اللحظة وهمست بهدوء
_ آسف على إيه
_ على كل حاجة انتي عندك حق أنا فعلا أناني ودلوقتي بدفع تمن انانيتي دي
لمسة يده اذابت الكثير وأثرتها بسهولة لا تصدق أن من يقف أمامه هو عدنان صاحب القلب المتحجر هل يعترف لها بخطأه حقا ! يبدو أن حقا الخړاب الذي خلفته تلك المشؤومة لم يكن هينا لمعت عيناها
________________________________________
بالعبارات وردت عليه في ابتسامة تحمل القليل من السخرية مع الكثير من الألم
_ يااااه دلوقتي بتقول الكلام ده اتأخرت أوي
عدنان بصوت خاڤت وجميل
_ عارف إني اتأخرت بس حبيت أوضح ليكي ندمي حتى لو بمجرد كلمة كنت زي الأعمي ودلوقتي فتحت عيني وبدأت اشوف حجات كتير مكنتش شايفها
رغم سعادتها بكلماتها لكنها لن تخنث وعدها مع ذاتها
ستستمر
متابعة القراءة