روايه أمره العقاپ
المحتويات
اللي هخليكي تمشي بكامل رغبتك
ضحكت جميلة بتهكم لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما وقع
نظرها على باقة الورود الضخمة وقڈف ألف سؤال في ذهنها بالثانية الواحدة تابعت جلنار نظراتها المشټعلة تجاه الباقة مبتسمة بسخرية لتبتعد عنها وتعود إلى مقعدها هاتفة بحدة _
_ ارجعي على شغلك
كان عدنان جالسا بغرفة الاجتماعات الخاصة على مقعده الخاص في صدر الطاولة الضخمة وعيناه ثابتة على الفراغ أمامه بسكون غريب ينتظر ضيفه المميز حتى يباشر بالعمل
دقائق طويلة نسبيا مرت حتى انفتح باب الغرفة الكبير وظهر من خلفه حاتم الضيف
_ الفصل الخامس والأربعون _
دقائق طويلة نسبيا حتى انفتح باب الغرفة الكبير وظهر من خلفه حاتم !!! الټفت عدنان برأسه تجاه الباب ليتطلع بحاتم في جمود غريب أما الآخر فقد تحرك إلى أقرب مقعد وجده أمام الطاولة ليجلس فوقه وتتلاقى نظراتهم الشرسة معا لنصف دقيقة قبل أن يتنهد حاتم الصعداء بخنق ويجيب _
عدنان بأعين مشټعلة وصوت رجولي غليظ _
_ ياريت
مسح حاتم على وجهه متأففا بامتعاض أما عدنان فكان هادئا بشكل مريب معادا نظراته القاټلة له
مرت ثواني أخرى في صمت قبل أن يبتسم عدنان هازئا ويهدر _
أجاب حاتم باسما بذكاء ساخر _
_ نفس اللي خلاك تغير رأيك
هز رأسه بتفهم وهو يضحك مستنكرا ثم تمتم بنفاذ صبر _
_ اعتقد أن نادين هي اللي كلمتني على المشروع وهي اللي هتمسكه ممكن افهم مجتش معاك ليه !
حاتم بنظرة ثاقبة وصوت خشن _
_ أنا اللي هكمل المشروع ياعدنان نادين ملهاش شغل معاك
_ تمام مش هتفرق المهم نتيجة المشروع بنسبالي في النهاية
كتم غيظه من غطرسته ومال بوجهه للجهة الأخرى يمسح عليه باستياء هامسا في صوت منخفض _
_ أنا مش فاهم جلنار إزاي أدتك فرصة تانية أصلا
وصلت همهمته الغير مفهومة لأذن عدنان فاشتدت حدة نظراته وهتف _
_ بتقول حاجة
هدر حاتم في ثبات وأعين ڼارية _
احتدمت عيناه وقد خرج عن إطار هدوئه المزيف فضړب بقبضة يده الفولاذية فوق سطح الطاولة هاتفا بصوت متحشرج _
_ هتتدخل في اللي
________________________________________
ميخصكش هتندم وهتشوف ال مني بجد وأنا متأكد إن ده مش هيعجبك عشان كدا خليك في حالك وطلع جلنار من دماغك لأن لو حسيت بس إن عقلك فكر فيها لمجرد التفكير مش هرحمك
ابتسم حاتم بتشفي في إثارة غيظه وللأسف لم يرضيه هذا القدر وقرر سكب المزيد من البنزين فوق النيران حيث رد ساخرا بثقة وعدم مبالاة _
_ مش هتعرف
أظلمت عيني عدنان لدرجة مرعبة ليستقيم واقفا ويستند بكفيه فوق سطح الطاولة منحنيا للأمام بجزعة ويهتف في صوت خرج ببحة ترهب البدن _
_ يبقى لسا متعرفنيش
بتلك اللحظة انفتح الباب ودخلت جلنار بتلقائية ظنا منها أن زوجها فقط الموجود هنا لكنها تسمرت مكانها پصدمة عندما رأت حاتم واستغرقت وقتا تنقل نظرها بينهم في عدم استيعاب لوجودهم معا وساد الصمت بينهم حتى لمحت الأوراق والملفات الموضوعة فوق الطاولة أمامهم لتدرك أن كلاهما تنازل أخيرا ووافقوا على العمل لتبتسم بخفة في سعادة داخلية وتهتفت متنحنحة برقة _
_ كنت عايزاك ياعدنان بس خلاص لما تخلصوا شغلكم نبقى نتكلم
وقبل أن تستدير وتنصرف من جديد انتبهت للأجواء الشرسة المشحونة بينهم وتأهب زوجها كالأسد للانقضاض على حاتم فأخذت نفسا واخرجته زفيرا متهملا ثم اقتربت منه ومالت على أذنه تهمس في نعومة وابتسامة ساحرة _
_ اهدى وبلاش تعمل مشكلة عشان خاطري وبالمناسبة شكرا
طالعها عدنان مطولا بملامح جامدة لكن لا يستطيع الإنكار أنها بجملة واحدة وبنبرتها الناعمة نجحت في امتصاص غضبه قليلا
تابعها بنظره وهي تستدير وتبتعد عنه مغادرة الغرفة بأكملها وبعد ثلاث ثواني بالضبط رجع بعيناه إلى حاتم الذي كان يتابع ما يحدث ببرود ونظرة متهكمة فكتم جموحه بصعوبة وجلس فوق مقعده من جديد هاتفا في صرامة _
_ اعتقد إن اجتماع زي ده اخد اكتر من وقته وأنا مبحبش ادي حاجة اكتر من حجمها
حاتم باسما بخبث _
_ بظبط لازم كل حاجة تاخد على قد حجمها
طالت نظرات عدنان الملتهبة له يقسم أن لو بإمكان النظرات أن ټحرق لحرقته مكانه تابع حاتم بنبرة جادة وملامح حازمة _
_نبدأ في الشغل !
لم يجيب وفقط استمرت نظراته نفسها يحدقه بها يجاهد لتهدأ
الطوفان العاتي المندلع في ثناياه فقد عزم أنه سيكون هادئا هذه المرة ولن ينصاع خلف جموحه لكنه يصر على إيقاظ بركانه الخامد !!!
متابعة القراءة