روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

ظل صامتا يضع قبضته بجيبي بنطاله ويطالعها بسكون تام دون أن يبدي أي ردة فعل مما أشعل فتيل النيران أكثر وأثار چنونها بشكل مريب حيث اندفعت نحوه وراحت تصرخ بصوت لم يكن يتوقع أن يسمعه منها 
_ ما ترد ساكت ليه كانت بتعمل إيه معاك ياعدنان وبعد كل ده عايزني اثق فيك هثق فيك إزاي قولي هاا قولي 
سكتت للحظة تلتقط أنفاسها ثم عادت تكمل صياحها 

_ تقولي بحبك وإنك مش عايز
تسيبني وبعدها الاقيك جاي البيت عند بابا وبتكلم واحدة ست قدامي وبتضحك وتهزر معاها وبعدها علطول الاقيك في فرح حاتم واقف مع نفس البنت في حين إني قبلها روحت الشركة وكانت معاك في المكتب ودلوقتي ادخل بيتي الاقيها فيه وطالعة من المطبخ لا وباللبس القذر ده !!
تابعت بعد لحظة من الصمت بنفس النبرة والعصبية 
_ إنت قاصد تعمل كدا صح عشان تخليني اغير عليك وأندم إني سبتك رد متفضلش ساكت كدا
كانت ملامحه جامدة تماما ورد عليها ببرود ونظرات ثاقبة 
_ خلصتي 
استفزها ببروده وجموده التام وكأن كل ما تفعله الآن لا يكترث له بمقدار ذرة فتحولت من الاثنى الرقيقة إلى أخرى شرسة ومتوحشة ترغب بفض ألم قلبها وغيظها المكتظ بنفسها المتلهبة وبلحظة وجدت نفسها غارت عليه وراحت تلكمه بصدره بيدها

________________________________________
في غل وتصيح بهستيرية وعينان دامعة من فرط خنقها 
_ لا مخلصتش إنت واحد كداب ياعدنان وأناني ومبتحبش إلا نفسك أنا بكرهك بكرهك ع 
ابتلعت بقية حروف عبارتها على أثر صيحته الجهورية وهو يقبض على يديها التي تلكمه بها ليوقفها عن تصرفاتها الچنونية فيبدو أنها أيقظت الۏحش واخرجته من كهفه 
_ بس اسكتي 
وهمس بنبرة صوت اذابت ثليج قلبها كله وسقطت داخل تعويذة سحرية ألقاها عليها نبرته ونظراته فقط 
_ والله بحبك وبعشقك يارمانتي ومفيش ست تقدر تملى عيني ولا تدخل قلبي غيرك افهمي بقى كفاية حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !
لمست عباراته نقطة عميقة بقلبها واسعدتها لكن يظل عنادها وذلك الصوت الغاضب الملح يفسد كل
لحظة غرامية بينهم حيث جذبت يدها من قبضته بقوة وحدقته مطولا لا تعرف ماذا تجيب حتى غيرت مجرى الحديث تماما وتجاهلت كلمات العشق ورجائه وقالت 
_ هنا فين 
ضيق عيناه بدهشة من ردها وتصرفها ببرود دون أن تجيب بكلمة واحدة على كلماته حتى لو أبدت له كرهها المزيف كالعادة لكن تجاهلها عند عمد أثار جنونه وغيظه بينما هي حين لم تجد منه الرد قررت الصعود بنفسها للأعلى والبحث عن ابنتها لكن بعد أن خطت خطوة واحدة منه وجدته 
مصدرة شهقة عالية مڤزوعة وعينان متسعة من فعله ولم تلبث للحظة لتجيب عليه حتى وإذا به يدنو منها فجأة ويكتم أنفاسها في لحظات مميزة ونادرة بينهم تغمرها مشاعر الڠضب والعشق والشوق بنفس الوقت مشهد لطيف استمر لبرهة من الوقت حتى فاقت هي من هول الصدمة وأدركت الوضع فدفعته بسرعة بعيدا عنها تطالعه مدهوشة وساخطة لتهتف بإنفاس متسارع وخجل ممتزج بالڠصب 
_ إياك تقربلي تاني وتكرر اللي حصل ده 
التهم المسافة التي لا تحسب بينهم بلحظة للتراجع هي للخلف بسرعة واصطدمت بالجدار ليحاصرها بينه وبين الجدار صائحا بانفعال نابع من شوقه وتخبط قلبه من ألم فراقها 
_ إنتي عايزة إيه بظبط عايزة تجننيني عاجبك الوضع اللي بقيت فيه بسببك مبسوطة وإنتي شيفاني بټعذب في بعدك ومن نفورك مني !! 
سكت
للحظة يتفحص ملامحها المضطربة
والمستاءة ثم أكمل بعصبية متعمدا اغاظتها 
_ غيرانة ليه دلوقتي وإنتي قولتي مبتحبنيش طلبتي الطلاق وصمتتي عليه وبعد كدا بتغيري عليا ومش عايزاني اعيش حياتي ! 
جلنار بثبات مزيف وعناد 
_ مين قالك إني غيرانة أنا مش غيرانة ! 
لاحت ابتسامة مستنكرة فوق ثغره ثم رد بعينان كلها شراسة ولؤم مدورس 
_ والله ! يعني مش هيفرق معاكي لو لقيتيني بتجوز مثلا ! 
استشاطت غيظا وظهر ذلك في عيناها الحادة لكنها تصنعت عدم المبالاة وقالت ببرود مزيف على عكس اشتعالها من الداخل 
_ اتجوز براحتك هو انا منعتك ! 
رأت نفس الابتسامة الساخرو مازالت ترتسم فوق محياه دون أن يتحرك أنشا واحدا فقالت بارتباك ملحوظ من قربه ونظراته 
_ ممكن تبعد عشان اطلع لهنا !
لم يجيب وبقى ساكنا يحدثها ببرود وبسمة مستفزة فاغتاظت وقالت بحزم 
_ عدنان بقولك ابعد عايزة اعدي 
لم يكن ليلبي رغبتها إلا بسبب نزول الصغيرة على الدرج وهي تفرك عيناها دون أن ترى
شيئا وتهتف بنعاس 
_ بابي 
ابتعد عن جلنار والټفت لابنته ليقترب منها ويحملها فوق يه لاثما وجنتها ويردف بحنو 
_ صباح الورد والياسمين يا هنايا 
بقت جلنار واقفة لثواني قبل أن تتنهد بضيق وتقول 
_ أنا هروح الحمام 
ثم اندفعت إلى اتجاه الحمام وهي تزفر بعدم حيلة بينما هو فتابعها بنظراته مبتسما وأطلق تنهيدة حارة طويلة مغلوبة !!!
تم نسخ الرابط