روايه أمره العقاپ
المحتويات
على
الصمود أمام أشواقه حيث أطلق زفيرا منخفضا مغلوبا وتحرك بهدوء نحو غرفتها ليقف أمام الباب لبرهة من الوقت قبل أن يحسم قراره ويمد يده ليمسك بالمقبض ويديره ثم يدفع الباب برفق شديد ويدخل ويغلقه خلفه
تسمر عند الباب عندما رآها نائمة في فراشها وترتدي ثوب قصير وردي اللون
بحمالات رفيعة ولا تضع الغطاء فوق جسدها اشاح بنظره عنها مسرعا خشية من أن يفقد زمام تحكمه بنفسه
اقترب منها بتريث لكي لا تستيقظ وجثى أمام الفراش يجلس القرفصاء يتطلعها بضيق ثم انحنى عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بصوت مهموم _
_ مكنتش اتوقع اسمع منك الكلام ده إنتي اكتر حد كنت بقول
إنك فهماني وبتفهميني من غير ما اتكلم حتى يا نادين بس اتضح إني غلطان كلامك كان قاسې أوي وجرحني
_ ربنا يسامحه خالك اللي مش عايز يجي ده عشان نعمل الفرح وارتاح بدل العڈاب اللي أنا فيه ده
وكأن عقلها ارسل لها إشارات أثناء نومها بوجود أحد معها حيث فتحت عيناها فجأة بعفوية لتنطلق منها صړخة مرتفعة فور رؤيتها له اسرع هو وكتم على فمها بقبضة يده العريضة يحدقها منذرا بعينان متسعة
________________________________________
ثم يهتف _
_ هشششش هو أنا ناقص مشاكل مع خالتي كمان
هدأت نبضات قلبها المتسارعة من أثر الفزع ونفرت يده عن فمها بقوة تهتف پغضب _
_ شو عم تسوي هون بغرفتي !
انتصب حاتم في وقفته وقال بخشونة وجدية مغلفة بالكذب _
_ سمعت صوتك وافتكرت في حاجة حصلت فدخلت اشوفك
_ والله ! وشو بتعمل فوق راسي على السرير لكان
حاتم بخنق من أسلوبها _
_ لقيتك مكشوفة وكنت يغطيكي بدل ما تستهوي
نادين ساخرة وبقرف _
_ استهوي شو يعني !
مال عليها بنظرات مشټعلة وقال كاتما غيظه عنها _
_ يعني اتكلمي مع جوزك بأدب وبلاش تنرفزيني
غمغمت بټهديد صريح وشراسة _
فغرت عيناه بدهشة وسرعان ما أجابها ضاحكا _
_ أه هتتبلي عليا يعني بس مفيش راجل پيتحرش بمراته
مدت يدها خلفها تلتقط رداء ثوبها وترتديه فوقه ثم تهب واقفة وتدفعه للخارج ساخطة وهي تهدر _
_ برا يا حاتم برا
اخفض نظره لها وليديها التي تحتضن الرداء بقوة تخفي به ثوبها وجسدها فابتسم بخبث وقال في برود متعمد وعدم اكتراث ليثير چنونها _
اتسعت عيناها والتهبت بنيران الڠضب والغيظ ولم ينتظر هو لتدفعه مرة أخرى وتطرده بل ارسل لها غمزة عابثة بابتسامة مستفزة قبل أن يستدير ويغادر لتركل الأرض بقدمها مغتاظة بعد رحيله مصدرة اصواتا مكتومة من بين شفتيها تعبر عن فرط استيائها منه !!
بمكانها المفضل أمام مياه النيل تجلس فوق الأريكة الواسعة ويجلس هو بجوارها تعقد اصابعها ببعضهم وتتأمل في منظر الماء بشرود وألم دموعها متجمعة بعينها وتتصارع على النزول قلبها مجروح وروحها متهشمة لم تسمح لقلبها أن يتعافى جيدا بالبداية من ۏجع العشق الغير مكتمل ودخلت بعلاقة جديدة وحين بدأت بالتعافى انتكست بشكل قاسې حطمها لأشلاء باتت لا تدري إلى متى ستظل تلاحقها الهموم هكذا !!
انتبهت على صوته الهاديء يهتف _
_ اتكلمي يا زينة أنا خليتك تيجي معايا هنا عشان تتكلمي معايا وتفرغي عن نفسك شوية
وماذا ستقول !! هل ستسرد له كيف عانت من عشق صافي لسنوات وبالأخير أدركت أنها كانت تتبع سراب أم ستخبره عن اختياراتها الخطأ المتمثلة في رائد وقراراتها وسذاجتها في فهم البشر أم عن قلبها
الذي ينبض بدون حياة !!
حاولت الهروب من طلبه وتلفتت حولها باستغراب من خلو المكان من الناس تماما وأنه لا يوجد به أحدا غيرهم لتلتفت له وتقول بتصنع الطبيعية _
_ هو المكان فاضي ليه ياهشام ومفيش غيرنا
هشام بصراحة وثبات تام جعلها تحدقه پصدمة _
_ أنا حجزت الكافية لينا بس عشان تاخدي راحتك وتتكلمي براحتك من غير ما تحسي بأي توتر من وجود الناس حواليكي
بقت تتطلعه بدهشة لبرهة من الوقت قبل أن تقول بابتسامة منطفئة شبه مازحة _
_ طيب ما أنت موجود !
لم يبادلها مزحتها وقال بجدية ونظرات ثابتة عليها _
_ بس أنا مش أي حد مش كدا ولا إيه !!!
ابتعدت بانظارها عنه
وأماءت في إيجاب بخفوت عابس _
_ صح ومتنساش إنك جبتني هنا يعتبر ڠصب عني
هشام باسما
متابعة القراءة