روايه أمره العقاپ
المحتويات
لأيام عن الجميع وبالأخص عنه تريد جمع شتات نفسها المبعثرة واستعادة روحها المهدرة بڼار الهوى لسنوات هوى لم يجلب لصاحبه سوى الألم والشجن
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها لكن يكفي إهدارها لمشاعرها وروحها ولن يكون هناك أيضا إهدار لكرامتها
بينما هي تعبث في الهاتف على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ظهرت صورته أمامها صورة التقطها بالمعرض بعدما انتهت جميع التجهيزات والافتتاح سيكون بعد غد كما تعرف
طرقة واحدة على الباب ثم انفتح ودخلت والدتها
فأدركت ما تفعله بهذه اللحظة وأسرعت في إغلاق صوره وملفه الشخصي وتصنعت
اقتربت ميرفت منها وجلست بجوارها على الفراش وهتفت بنفاذ صبر
_ وبعدين يازينة هتفضلي حابسة نفسك في الأوضة كدا كتير
زينة ببساطة
_ لا ياماما ثم أولا أنا مش حابسة نفسي أنا بس حابة اخد فترة استجمام مع نفسي بعيد عن الناس
_ وأنا من الناس دي بقى ولا إيه !!
ضحكت زينة بخفة وانحنت على أمها تحتضن وجهها بين كفيها وتلثم وجنتها بحب متمتمة
_ لا طبعا وهو أنا اقدر أصلا ما أنا قاعدة معاكي أهو ياماما
_ قاعدة معايا فين ده أنا مش بشوفك في
البيت غير كام مرة في اليوم طول الوقت حابسة نفسك في الأوضة
تنهدت ميرفت بارتياح بسيط ثم قالت برضا
_ أهاا حلو هتحضري افتتاح معرض آدم بكرا ولا كمان حابة تستجمي !
عاد العبوس يظهر على محياها وقالت بصرامة
_ لا مش هحضر مش قادرة ومليش نفس الصراحة ابقى اعتذريله نيابة عني هو وخالتو
رفعت والدتها حاجبها بحيرة وقالت بنظرة دقيقة
_ مش عارفة ياماما مليش مزاج احضر اعملي زي ما بقولك بس عشان خاطري
اطالت ميرفت النظر في ابنتها للحظات بشك
وبلؤم ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة مصطنعة
_ اممممم طيب قوليلي بقى إيه اللي حصل
_ ياماما يا لئيمة مفيش حاجة صدقيني أنا زي ما قولتلك عندي حالة مزاجية
________________________________________
اليومين دول ومش عايزة اروح أي مكان
أصدرت ميرفت زفيرا حارا بعدم حيلة وقالت في نظرات حانية ومهتمة
_ طيب ياحبيبتي خلاص مش هضغط عليكي بس متأكدة إن مفيش حاجة
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بصفاء ثم انحنت معانقة والدتها في ثبات مزيف تتصنعه بصعوبة أمامها ابتعدت بعد لحظات عنها فتوقفت ميرفت وقالت بضيق على حالة ابنتها فكل ما قالته لم تصدقه واحساسها يخبرها بأن هناك شيء آخر تخفيه عنها
_ طيب يلا تعالي ورايا عشان نتعشى مع بعض
_ حاضر
استدارت ميرفت وسارت باتجاه باب الغرفة وانصرفت فتنهدت زينة الصعداء بأسى ومسحت على وجهها بحنق ثم نزلت من الفراش واتجهت خلف أمها
يجلس على مقعد أمام فراشها ويحدقها بعيناه الثاقبة بينما هي فتجلس على الفراش وتستند على ظهره وتتعمد مفادة نظراته المشټعلة
رحل الطبيب منذ دقائق قليلة وقد املى عليها تعليمات صارمة وجادة حول عدم أكلها لفاكهة الموز مرة أخرى وأوضح لها أن كل مرة ستكون الأعراض اقوى وأشد امتثلت لتعليماته وسط محاولاتها لتفادي نظرات زوجها القاټلة
أخيرا خرج صوته قاټلا الصمت المهيمن على الوضع بينهم بعدما تركتهم هنا وذهبت لفراشها حتى تنام
_ أنا ماسك نفسي منك بالعافية ياجلنار
هتفت بانفعال غير مقصود بسبب الأجواء المشحونة بالتوتر من نظراته
_ خلاص ياعدنان قولتلك آخر مرة ومش هاكله تاني متفضلش تبصلي بنظراتك دي
اتسعت عيناه ببعض الدهشة من أنفعالها الغير مناسب لوضعها أبدا تستخدم أسلوب الھجوم وهي في وضع الدفاع فتمتم بهدوء مزيف لا يزال يتحلى به أمامها
_ صوتك ميعلاش عليا وخصوصا لما تكوني غلطانة
جلنار بعناد
_ أنا مغلطتش طلبت من عم حامد يجيبه عشان هنا وقولت إني لو اكلت واحدة مش هتعمل حاجة متوقعتش إن واحدة بس هتعمل كل ده أكيد بعدين إنت مهتم ليه مش فاهمة على العموم أي كان السبب شكرا على اهتمامك أنا بقيت كويسة دلوقتي ياريت تمشي بقى وتروح عند مامتك ومراتك
هذه المرة هدوءه لم يكن مزيفا حيث لاحت شبه ابتسامة على ثغره وهو يطالعها بنظرة متفحصة آخر كلماتها أظهرت له مدى سذاجتها رغبت في أن تظهر له نفورها من وجوده لكنها فعلت العكس ولم يفهم من نبرة صوتها الرقيقة سوى الغيظ
متابعة القراءة