روايه أمره العقاپ
المحتويات
من يتحكم به الآن وليس عقله لسانه يأكله ليتحدث فلم يعد يتحمل الكتمان أكثر من ذلك !
اقترب منها دون أن يشعر ووقف خلفها تماما ليهمس بنبرة جديدة ومختلفة
_ زينة
التفتت له بجسدها فورا بعد همسته باسمه وطالعته بسكون وريبة من نظراته والتصاقه بها بهذا الشكل ولم تلبث لثانية أخرى حتى سمعته يكمل بصوت دافيء
بتر بقية عبارته الحاسمة والمنتظرة عندما صدح صوت رنين هاتفها فالتفتت هي برأسها للخلف مسرعة والتقطته لتجيب على أمها وبعد دقيقة كاملة أنهت المكالمة وعادت تحدق به من جديد وتهتف بفضول واستغراب
_ كنت عايز تقول إيه ياهشام !
ابتسم وأخذ نفسا عميقا قبل أن يتمتم بعينان تهيمنان عشقا وغراما
انفرجت شفتيه وكان على وشك أن يلفظها ولكن يبدو أن اليوم ليس يوم حظه على الإطلاق حيث ما قاطعه هذه المرة هو رنين هاتفه فرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة متأففا بخنق وعصبية ثم أخرج الهاتف من جيبه وتطلع بشاشته يقرأ اسم المتصل فوجده أحد أصدقائه شتمه بلفظ دنيء في همس منخفض جدا لم تسمعه هي لكنها غضنت حاجبيها من تحوله وغضبه المفاجيء بعد وداعته ونظراته الحانية التي اربكتها واخجلتها وللحقيقة أنها للوهلة الأولى تشعر بالخجل منه !
يجيب على الهاتف فأماءت له بالموافقة وبقت متسمرة مكانها حتى بعد رحيله وتعلق نظرها على أثره بحيرة وتحاول تخمين ما الذي كان يرغب بقوله لها لكن حين تذكرت نظراته خجلت مرة
________________________________________
أخرى فنفرت صورته عن عقله وقررت عدم التركيز عليه ونسيان الأمر تماما حتى أنها لن تسأله ماذا كان سيقول عندما يعود حتى لا ترى نظراته لها مرة أخرى !
وقف بشرفة الغرفة بعدما بحث عنها ولم يجدها بالمنزل كله فوجدها تقف بالحديقة أمام حوض السباحة وتلف فوق كتفيها ويها شالا طويلا وتنظر للماء بسكون فدخل للداخل وغادر الغرفة منها للدرج ثم لباب المنزل لكي يذهب لها
تحرك خلفها بخطوات هادئة لكنها سمعت صوته فأغمضت عيناها تأخذ نفسا عميقا ببؤس حتى اتاها صوته الرجولي من خلفها يهتف
_ ادخلي جوا بدل ما تبردي
حين التقت عيناه بخاصتها ورأى دموعها المتجمعة بهم فتقدم منها خطوة بسرعة في قلق وقال بلطف
_ بټعيطي ليه !
لم ترغب باقترابه منها في هذه اللحظة تحديدا وقد نست أنها تقف على حافة الحوض فتهقهرت للخلف بتلقائية ولم تشعر بنفسها سوى عندما انزلقت قدميها وسقطت بالمياه رآها ستسقط وحاول التقاطها قبل أن تقع لكنه تأخر واختل توازنه
_ اڠرق يعني !!!
اقترب بوجهه منها وهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ لا يمكن يحصل وأنا موجود
تقابلت نظراتهم في حديث غرامي وحزين بين العيون فقط
_ اعملك إيه ياجلنار
عشان
تصدقيني !
أجفلت نظرها عنه وامتلأت عيناها بالدموع من جديد تقول بصوت مبحوح
_ الماضي هيفضل نقطة سودة بتلاحقنا ومش هيسمحلنا نكمل بسلام
عدنان بأمل وحب
_ والنقطة السودة دي احنا نقدر نمحيها
سالت دموعها وقالت بحړقة
_ في حجات مينفعش تتمحي ياعدنان النهاية محتومة من البداية
_ قصدك إيه !!!
حدقته بعينها الممتلئة وأردفت في ثبات مزيف
_ طلعني أنا بردت
طالت نظراته
الثاقبة إليها ثم رفع أنامله لوجنتيها يمسح دموعها برقة
بعد ثواني معدودة وصل إلى الغرفة فانزلها واتجه إلى الخزانة يخرج لها ثوب طويل بحمالات عريضة ويقترب منها حتى يساعدها على تغيير ملابسها المبتلة وهي تنتفض من البرد وفور انتهائها من ارتداء الملابس الجديدة تسطحت فوق الفراش وتدثرت جيدا بالغطاء بينما هو فنزع عنه ملابسه أيضا وارتدى أخرى جديدة ثم اقترب من الفراش ودخل إليه معها يشاركها نفس الغطاء ومد يده يملس على ها برقة كنوع من بث الدفء لجسدها يسألها بحنو
_ لسا بردانة
جلنار بإيجاب
_ أيوة شوية
اقترب منها وفرد ه لها يقول بغرام وحنان يدعوها للانضمام
_ تعالي
تطلعت له وله بتردد تقبل أم ترفض دعوته بعد وقت قصير حسمت قرارها وقررت القبول والسماع للصوت الغريب الذي بثناياها ويلح عليها أن تقبل وتعيش الليلة بين يه فربما لا يكون هناك غدا !!!
اقتربت
توقفت السيارة وبعدها بلحظات أحست بباب مقعدها ينفتح ويمسك هو بيدها يحسها على النزول فنزلت وتشبثت به جيدا تقول في قلق وحنق
_ حاتم فيني اشيل هاد اللي على عيوني وافتحهم بقى !
وصلها صوته الرخيم برفض وهو يبتسم
_ لا لسا أنا هشيله عن عينك لما نوصل امشي معايا إنتي بس
نادين بنفاذ صبر
_ ما نحنا وصلنا لوين بدنا نوصل بعد !!
حاتم ضاحكا
_ لا موصلناش لسا إنتي مالك قلقانة
متابعة القراءة