روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

الذابل وهو يرمقها بحنو ثم يعتدل قليلا في نومه ويتمتم بصوت رخيم ومبحوح 
_ أنا كويس يابنتي الحمدلله أنا بس أهملت شوية في علاجي وأكلي فمستوى السكر نزل عشان كدا تعبت 
غضنت حاجبيها پصدمة وردت فورا 
_ سكر إنت معندكش سكر 
_ أنا مكنتش اعرف بس لما تعبت من فترة وروحت للدكتور
قالي إني عندي السكر
سكنت لوهلة تتطلعه بأسى وعينان لامعة بالعبارات الخطأ الذي اقرفته بحقها وظلمه لها خلق سدا بينهم وفصل
الأب والابنة حتى أنها لا تعرف بمرضه وتكتشفه الآن كالغريب ! 
ابتسمت بعد ذلك بلطف وتمتمت 
_ طيب إنت كويس دلوقتي 
نشأت بنظرات أبوية حانية وسعيدة 
_ مش إنتي جيتي تتطمني عليا وتشوفيني بنفسك صدقيني ده عندي بالدنيا وبقيت زي الفل بعد ما شوفتك يابنتي
غامت عيناها بالدموع وقبل أن تفقد السيطرة على زمام نفسها هتفت وهي تهم بالوقوف 
_ أنا هفضل موجودة هنا النهارده لغاية ما تتحسن وهنزل دلوقتي اعملك الأكل عشان تاخد العلاج
حين
تطلعت بعينيه في تدقيق رأت دموعه بهم استطاعت فهم نظراته جيدا كانت تحمل مشاعر كثيرة ما بين الندم والأسف والفرحة جعلتها تبتسم له بدفء ثم استدارت وغادرت ثم قادت خطواتها على الدرج للطابق الأول وقد خانتها دمعة متمردة وسقطت فوق وجنتها فأسرعت ومسحتها قبل أن تراه منيرة وأكملت طريقها باتجاه المطبخ ! 
بتمام الساعة التاسعة مساءا 
كانت عيناه عالقة على داخل تلك المكتبة تحديدا عليها هي وذلك الشاب الغريب الذي تتحدث معه بتلقائية تامة وتضحك وتمزح 
يقف بسيارته في الخارج ويتابعهم تقريبا منذ ما يقارب العشر دقائق حتى طفح كيله ونيران الغيرة والڠضب اشتعلت في صدره بقوة لتجعل نظراته أكثر ڼارية وحدة مسح على وجهه متأففا ثم أخرج هاتفه وأجرى اتصال ليرفع الهاتف إلي أذنه يستمع للرنين وعينيه مازالت ثابتة عليها 
أجابت هي دون التحقق من هوية المتصل بالأول بسبب انشغالها بالحديث المرح مع رأفت وعندما ردت وسمعت صوته المتحشرج 
_ أيوة يامهرة 
تعرفت عليه فورا من صوته فانزلت الهاتف تنظر لاسم المتصل لتتأكد ثم عادت ترفع الهاتف وتجيب بنظرات زائغة عن رأفت 
_ الو 
آدم بحزم واستياء ملحوظ في نبرته 
_ أنا واقف برا بالعربية 
اتسعت عيناها بدهشة وهتفت وهي تتلفت حولها

________________________________________
باحثة عنه من خلال الزجاج 
_ برا فين !
آدم ببساطة وصوت مخټنق 
_ عند المكان اللي بتشتغلي فيه اطلعيلي عايز اتكلم معاكي
فغرت فمها لا إرديا من الذهول ودار بذهنها ألف سؤال محير في اللحظة الواحدة لكنها تدراكت نفسها وارسلت ابتسامة صافية لرأفت الذي يتطلعها باستغراب واهتمام ثم اشارت له بأنها ستبتعد قليلا لتتمكن من التحدث براحة أكثر 
وبمجرد ابتعادها عن مسامعه هتفت لآدم بالهاتف 
_ إنت بتعمل إيه برا يا آدم !! 
غمغم بغيظ مكتوم 
_ بتفرج عليكم ! 
اطلعيلي يامهرة 
أجابت برفض 
_ لا مش هطلع مينفعش 
_ ليه ! 
_ كدا مش هينفع يا آدم 
جز على أسنانه بقوة وغيرة حاړقة بدأت تظهر في صوته 
_ تمام يبقى أنا هدخلك ! 
صاحت مسرعة تمنعه فإن قال سيدخل إليها سيفعلها حقا هو لا يمزح 
_ لا خلاص أنا طالعة 
أغلق الاتصال وألقى بالهاتف في عصبية بسيطة بينما هي فانزلت الهاتف وتطلعت به لثواني مبتسمة ثم همست بعدم حيلة وهيام 
_ مچنون والله لما نشوف اخرتها معاك يا أستاذ آدم
حين التفتت خلفها لرأفت فوجدته يتحدث بالهاتف تنهدت براحة وغادرت مسرعة لمحت سيارته على الجانب الآخر من الطريق فوقفت وتلفتت حولها تتفقد الشارع جيدا من خلو السيارات ثم عبرت بسرعة ووصلت إليه لتستقل بالمقعد المجاور له في السيارة 
انكشم جسدها بعض الشيء في المقعد بعدما رأت ملامح وجهه المتقدة وقبل أن تتحدث باغتها هو بسؤاله المنزعج 
_ مين ده اللي قاعدة معاه 
_ نعم !!! 
آدم بعينان مشټعلة بنيران الغيرة وهو يشير على المكتبة بأصبعه 
_ مين ده يامهرة !!! 
دققت النظر به للحظات من الصمت القاټل بينهم وهي ليست بساذجة حتى لا ترى الغيرة النابعة من عينيه وفي صوته جعلتها تبتسم داخليا بسعادة لكنها أبت الخنوع له وقالت بحزم متصنع وهي تشيح بوجهها عنه تماما 
_ وأنا مش مجبرة افسرلك كل حاجة في حياتي 
آدم بخنق 
_ وأنا مش بطلب منك تفسير أنا سألتك بس مين ده 
تطلعت به بقوة وهتفت 
_ وعايزة تعرف ليه !
سكت للحظة بضبط ثم تمتم بهدوء تام 
_ عشان يهمني اعرف 
ثبتت نظراتها الثاقبة والمتحدية عليه تعيد نفس السؤال لكن بنبرة وتعبير وجه مختلف
_ ليه 
رمقها مطولا في صمت تام وأعين دافئة حاول التحدث والاعتراف لكنه فشل بالاخير فعادت هي تسأله للمرة الثالثة بجدية وقوة 
_ إنت مش عايز تبعد عني ليه يا آدم !!
اشاح وجهه عنها وارتفع صدره مع شهيقا قوى تنفسه ثم هبط تدريجيا مع زفيره المتهمل
تم نسخ الرابط